ثقافي

قابس سينما فن 2024 : مهرجان متنوع

الشعب  نيوز / حسني عبد الرحيم - الدورة السادسة لمهرجان "قابس سينما فن" إنطلقت فعالياتها بدءا من مساء السبت 27 أفريل 2024 وتستمر حتى مساء الفاتح من ماي 2024 و كان الإفتتاح بفيلم" الذاكرة الخصبة "من إنتاج الثمانينات وهو الفيلم الشهير للمخرج الفلسطيني "ميشيل خليفي" والذي حاز على جوائز عدة عند خروجه في مهرجان كان ، والمخرج يعيش ويعمل بتدريس السينما ببروكسل .

وهو فيلم لا يتقادم أبدآ فهو تركيب من التسجيلي والروائي ولا يشتمل على السياقات النضالية للسينما الملتزمة التقليدية بل هو عن مقاومة الناس العاديين على مستويات مختلفة فالفلاحات يرفضن بيع أراضيهن الموروثة ولا تستبدلنها بألأموال ليس فقط لإعاشتهم وأطفالهن ولكنها ايضآ كأرث الأجداد،والنساء بعضهن من الجيل الجديد يعمل على الإستقلال أي العمل والحياة الخاصة والبعض يبقى كربات بيوت لرعاية الأطفال لكنالجميع يواجه الاحتلال الذي يظهر في مؤخرة الصورة!

الجميع بتناقضاتهم تجمعهم ثقافة مشتركة من عادات للزواج والإحتفال ومقاومة النسيان والإحتلال! إنه فيلم لايتقادم مع الزمن مثله كمثل الأفلام التى وعت أن المقاومة بألفن هى حول الرمزيات الثقافية والتقاليد وليس حول الشعارت السياسية المباشرة! في نفس اليوم كانت تسجيلات مصورة "لغسان كنفاني "وكذلك فيلم الرائد والطليعي من السبعينات " المخدوعون" لتوفيق صالح عن رواية لنفس الكاتب (غسان كنفاني).

تتضمن الأيام عروض سينمائية متنوعة والجديد "سينما الارض" والتى تعرض في الهواء الطلق فى "واحة شنني" وهى للأفلام عن المقاومة الاكيولچية وكان الفيلمين الأولين عن الأرض المحتله وتدخل السلطات لمنع الفلسطينيين من جمع النباتات البرية الطبيعية كألزعتر و"الأكدود" و هى جزء من التراث الغذائي والغذاء الطبيعي للفلسطينيي وتجرم السلطات المحتلة الذين يمارسون جمعه وهو ماتربوا عليه اجيال والأن ويتعرضون للمحاكم والملاحقات البوليسية والغرامات المالية!

كان الغناء التضامني ل"ياسر جرادي" بكل اللغات متوافقآ مع مايجري هذا الايام!

بخلاف السينما والغناء هناك فاعليات أخري ف"ألكازما" عرض لأعمال مركبة داخل حاويات بحرية على الشاطئ وكانت العروض الاولى مسكونة بتفاعل الفنانيين مع احداث التصفية العرقية الجارية والتى يتعرض لها ذويهم في غزة وكذلك في الضفة !ونذكر على سبيل المثال عرض "المسافات" والذي ينقل تأثيرات اخبار القصف الإسرائيلي على الفنانة الفلسطينية المقيمة بإنجلترا وتتداخل مشاهد القصف مع مشاهد أخرى للذاكرة و تتداخل ألوان إنفجار القنابل الممزوجة بمشاهد أخرى كما لو كانت حلم أو لتشكل كوابيس مزعجة واحيانا تتلون كقوس قزح غير محدد!

شريط "رسائل"لفلسطينية مقيمة في لندن ترسلها لأمها الباقية في فلسطين ومتحدثة معها بألإنجليزية بينما تتغطى الصور بكتابة عربية يدوية وفي الخلفية صورة غير محددة لعجوز تستحم وهو ماتبقى في ذاكرة الأبنة التى تراسلها وتكتب لها بألعربية وتتحدث في الفيلم معهم بألإنجليزية .السياق المفترض للإنزياح الثقافي بسبب الهجرة!

عروض سينما الأطفال تتوالي طوال الأسبوع بألإضافة للسينما المتنقلة في كراڤان(كاميون مجهز) ينتقل للجمهور ليشاهدوا العروض بداخله!

عروض العالم الإفتراضىي مستمرة ككل الدورات السابقة وهى عروض مشاهدة فردية تتم بأدوات خاصة(سماعات ونظارات) وهى تقنية مازالت وافده حديثآ على المجال السمعي والبصري لا نعرف مدي إمكانية نجاحها أو حتى تركيبها مع طريقة التسجيل والعرض التى تعودنا عليها!

الفاعلية الثالثة الهامة هى عروض الفيديو العادية في القاعات وبعض الملتقيات الاجتماعية كألمقاهي التاريخية !و تقام غالبية عروض الأفلام بألمركب الثقافي للتنشيط الجامعي وهو مجهز بشكل معقول ويقوم على غالبية الأنشطة متطوعون من الشباب !

هناك تكوين ومحاضرات عن النقد السينمائي يؤسسها نقاد من مصر وتونس وفرنسا.

المشرفة العامة على الدورة الحالية كما الدورات السابقة هي "فاطمة الشريف" كما يعاونها منشطون ومنشطات دارسين للسينما وغيرها من الشباب المتخصصين نذكر منهن "انيسة الطرودي" المسؤلة عن الفيديو، وكذلك الإشراف الفني و تقديم الأفلام وإدارة النقاش الأكاديمي والناقد "إقبال زليلة" كثير من الشركاء القابسيين يدعمون المهرجان وبرعاية مركزية و دائمة ومباشرة من آل الكيلاني" لسعد وفاطمة الكيلاني".

نوافيكم بتقييم كامل للدورة السادسة بعد إكتمال العروض والمناقشات!