تحرّي

دارالاتحاد والشغالين والوطنيين تخرج بعد 120 سنة في حلة جديدة مواكبة للعصر، مفتوحة على المستقبل

الشعب نيوز/ تحرّي - كثيرون ثارت ثائرتهم لما رأوا دار الاتحاد والشغالين تخرج في حلتها الجديدة مزدانة بلوني العلم الوطني المفدّى، لاحقة لما قد فاتها، مواكبة لعصرها، مستعدة لمستقبلها، فانبروا يأتون من النقد والانتقاد والحج والاحتجاج ما لا حصر له ولا عد وما لا منطلق له ولا منتهى.

ما كنا حقيقة نتصور ان الامور بهذا الشكل، طالما ان مطلب اعادة بناء الدار اشتركت فيه أجيال كثيرة من النقابيين وخاصة منذ مطلع السبعينات لما تعاظم العمل النقابي وزاد اقبال الشغالين بمختلف فئاتهم على الانخراط فيه وفي المنظمة لاسيما قبيل ازمة 26 جانفي وخاصة بعدها وأزمة 1985 وان القرار النهائي اتخذ في سنة 2021 بمصادقة جميع الهياكل حتى لا نقول جميع المنخرطين. 

   

*وفاء لنضالات النقابيين والشغالين وقبلهم للوطنيين الذين تعسف عليهم الاستعمار، تمسكنا بهذه البناية وبهذه الساحة رغم عروض أخرى في أماكن أرقى وأفخم

هنا وفي هذا النص المبدع الذي أنشأه الرفيق الاخ سامي الطاهري، تقرؤون (بالدارجة التونسية) كل التفاصيل وتكتشفون كل الخفايا، في انتظار نصوص أخرى وصور ووثائق نادرة.

[ تردّدتْ قبلْ ما نعْمل ها النص الطويل شوية لكن في الأخير قرّرتْ نكتب بأسلوب مختلف وقت شُفت جماعة بهَرْهُم الضو والإشعاع واللمّة الحلْوة.

عاد راحو يفتوا:

** اللي يقلك، الناس بطّالة وهم يبنوا في دار كبيرة، موش كان ساهموا بيها في التشغيل..! وكأنو التشغيل من مهمّات المنظّمات والجمعيات (رغم اللي الجمعيات والمنظّمات تشغّل في الآلاف وحالّة مواطن رزق كثيرة ونسبة كبيرة من ميزانياتها ماشية للأجور..والمرمّة اللي تحلّت في البطحاء دامت تقريبا 3 سنوات وخدمت شانطي كامل وخلصوا الخدامة والمقاول وما قلبهمش الاتحاد، كيما الدولة اللي قالبة مئات المقاولات واضطرتهم للإفلاس وبعضهم في الحبوسات على شيكات بدون رصيد وخدامتهم بطالة بالآلاف بسبب عجز الدولة عن الإيفاء بديونها تجاههم..)

 

* هذه مدرسة "المنجم" الواقعة في ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف والتي تولى الاتحاد ترميمها بالكامل وتجهيزها وهي التي دمرتها الطائرات الفرنسية في غاراتها على المنطقة يوم 8 فيفري 1985

** واللي يقلك بكل ثقة فلوس إعادة بناء دار الاتحاد علاش ما مشاتش في ترميم المدارس والمستشفيات، وكان زوّد شوية في الدوزة باش يقلنا يلزم تمشي في تصليح الحافلات وردم الحفر في الكياسات وتصليح أضواء الأنهج والشوارع ( رغم اللي الاتحاد وعدد من النقابات ساهموا لسنوات في ترميم العديد من المدارس وفي التبرّع بالأسرّة وآلات الأكسيجين والأدوية.. للمستشفيات وما عملوش الضجة والبوز والشو اللي يعمل فيه والي هز دبوزة زيت لمرا وتصوّر معاها !!! )

** وثمة شكون تفتّقت مواهبو وقالك، بألمعية كبيرة ، زعمة زعمة يفهم في مستقبل العمل، توة نحن في عهد التكنولوجيا وعالم المعلومات الرقمية والعمل عن بعد، علاش الاتحاد يبني في دار ماهو يكفيه " لوكال " صغير والا يحسّن شوية في القديم والنقابي يستعمل الذكاء الاصطناعي ويخدم عن بعد والفلوس يصرفها في التطوّر.

** النوع الرابع، هاك جماعة مسيو كنيتو يعرف كل شيء، آك اللي قالك يبنو في مقر موش على ملكهم عاد هذا ما قال حد لحد، بحر انتاع معرفة وعلم، لا قال كيفاش البلدية تعطيهم رخصة بناء وهم ما يملكوش. لا قال كيفاش يعملوا هالبناية هذه بكلها ويعرفوها باش تتفكلهم موش انتاعهم، هذا عريف بلا حدود.. !!

** طبعا طبعا ما نيش باش نحكي على النوعية اللي قالك فلوس الدولة وبناو دار الاتحاد من الميزانية العمومية، فهذا النوع يخطف على بكري ويقيم فيها الآذان..

باش نكتفي بتوضيح ثلاث حاجات المرة هذي:

* هكذا كانت الدار أشهرا قليلة قبل اعلدة بنائها. وحدها الواجهة الرئيسية بقيت على ما كانت عليه منذ بنائها، أما الباقي فقد تغير بصفة جذرية.

الأولى: البناية هذه كانت مقر مركزي للجندرمة الاستعمارية وعمرها أزيد من 120 سنة وكان فيها أقبية للسجن والتعذيب طالت مئات التوانسة وثمة شهداء خرجوا منها ميتين تحت التعذيب، تمّ تسليمها للاتحاد قبل أسابيع وتدشينها رسميا في 12 جوان 1955 في حفل بهيج وضخم حضروالطاهر بن عمار رئيس الحكومة آنذاك والمنجي سليم والشاذلي رحيم وعلالة البلهوان وغيرهم من الزعماء والوجهاء،

 

* الحبيب بورقيبة في مقر الاتحاد يوم 3 جوان 1955، مباشرة بعد عودته في غرة جوان من نفس السنة، ثم الطاهر بن عمار رئيس الحكومة آنذاك الذي اشرف على حفل التسليم والتدشين يوم 12 جوان 1955.

كما زاروالزعيم الحبيب بورقيبة يوم 3 جوان 1955 يعني نهارين بعد عودتو في غرة جوان 1955 وخطب فيه في عدة مناسبات وظلّ المقر من وقتها مقرّا مركزيا للاتحاد بعد أن انتقل اليه من مقرّه الأصلي بنهج سيدي علي عزوز، وأصبح، بعد ما كان يرمز لبطش المستعر، يرمز للنضال الاجتماعي والوطني

قبل البدء في إعادة البناء أي منذ 2017 وقعت تسوية الوضعية العقّارية للمقرّ بحكم قضائي وأصبح بحكم الحوز والتصرّف ملك الاتحاد العام التونسي للشغل ومسجّل في الملكية العقارية وموش المقر الوحيد، فقد تمّ تسجيل جميع العقارات والأملاك في العاصمة وخارج العاصمة.

الثانية: مهمّة وموش مجرّد تفصيل: راهو ما تمّ بخصوص دار الاتحاد العام التونسي للشغل هو إعادة بناء كاملة كليا أساسات وجدرانا وسقوفا وتجهيزات صحية ومصاعد وخطوط كهرباء وتكييف وماء وتصريف صحي..

 

 

  

* جانب واسع من الاشغال وهي اشغال بناء جديد.

يعني بناء جديد تام الشروط مع توسّع عمودي وأفقي وأرضي وسمائي، ماعدا الواجهة المصنّفة تراثيا فقد تمّ تحسين وتمتين بنيانها وتغيير سقوفها...وراو الاتحاد بناء دار عظيمة يمكن تشوفها بالساتليت ما بناش جحر في داموس، يعني مكشوف واضح معلوم وبارز ( الأمثلة والتصميم وطلبات العروض والشراءات والإنجاز والتنفيذ وكل التفاصيل تحت متابعة فريق من المهندسين ووزارة التجهيز ومراقبي حسابات ولجنة تسيير وقيادة...ككل المقاولات التي تجري يوميا في البلاد والتي تخضع لمجلّة وكراسات شروط وقوانين سارية ولم نخترع العجلة وتونس في ذلك متقدّمة ( وروسكم راو كل يوم ثمة أجهزة ما نعرفوهاش تجي وتعاين وتحسب حتى في عدد الكميونات الداخلة للمرمة !)

   

.* الجديد الجديد بداية من الاسس الى المصاعد والكهرباء والاضاءة الايكولوجية

الثالثة: التمويل داخلي صرف وتحت أنظار مراقب حسابات وخبير محاسب محلّف وهيئة رقابة وعلى سبيل المثال كلّ عمليّة صرف مدوّنة ومسجّلة ومرقمنة وممضاة من قبل 4 اطراف وتخصم منها، وعلى كلّ فاتورة، الضريبة على القيمة المضافة TVA لفائدة الدولة يعني ما يقارب 20% من الكلفة ماشية لميزانية الدولة !!!! (ويشملُ رقم الأعمال المفروضة عليه الضريبة أثمان البضائع أو الأعمال أو الخدمات أو المداخيل المرتبطة بها وكذا المصاريف والرسوم والضرائب المترتبة عن ذلك) زيدهم كلّ الرسوم الأخرى منذ وضع مثال التهيئة الأول إلى آخر عمليّة في البناء (بلدية ،صوناد، ستاغ، محكمة عقارية، أوناص، تلكوم، تراخيص عبور... (واللي عمل مرمّة حتى في فتحة شباك في داره يعرف ما يشيّب الراس)

ومن غير ما ندخلو في تفاصيل أكثر سيتم نشرها قريبا تأكيدا لشفافية التسيير المالي على خاطر حتّى شيء ما هو مخبّي وتلقاه عند المقاول والمزوّد والبائع والمورّد والمهندس والوزارة والبنوك (لأنّ التعامل بالصكوك موش بفلوس في شكاير بلاستيك سوداء..)

يعني استكثرتوا على الاتحاد تكون عندو دار تليق بتاريخه لا هي ملك مكتب تنفيذي ولا ملك أمين عام باش يروح بيها لداره ولا هي من المال العام،.!

تنغصوا على الخدامة والنقابيين فرحتهم أنهم حقّقوا حلم أجيال،.!

سيبتوا الحكومة راقدة على مطالب العمّال والمتقاعدين في الزيادة وفي الترفيع في الأجر الأساسي المضمون اللي حابس منذ أكثر من عامين في 460 د في الوقت الدنيا شعلت..!

سيبتوا الترفيع في نسبة الفائدة المديرية اللي تثقل كاهل الأجراء والمؤسسات بفوائد باهضة..!

سيبتوا غلاء المعيشة اللي ارتفعت فيها الأسعار بنسب جنونية..!

وسيبتوا في آلاف العمارات الضخمة التي تطلع كي الفقاع كلّ يوم ولا حد يعرف مصدر تمويل كثير منها،

سيبتوا مشاكل الدنيا الكل، وشدّيتوا في اتحاد أعاد بناء داره وهو حقّ تاريخي مشروع،

 

* هذه أسعار وقع فرضها على التونسيين في وقت ما غير بعيد وقليلون هم من تحدثوا عليها او لفتوا الانتباه اليها

بعض التعليقات فكّروني في تبخيس حصول الرباعي وتونس على جائزة نوبل وفي حملة الدينقرومون اللي شنّت حتّى أصبحت تونس أسوأ من حصل على جائزة نوبل (نتذكّر حزب المرزوقي ومعاه مجموعات كثيرة عملوا عريضة وبعثوها لمؤسّسة نوبل لمعارضة حصول الرباعي على الجائزة!!!)

 لكن الحقيقة عجبوني برشة ناس فرحوا لفرحة النقابيين وقالوا علاش لا مالو إلاّ صرح جديد، وثمّة شكون طالب الدولة والسكّان والتجّار باش يقوموا بترميم مدينة تونس اللي تداعت للسقوط وينسجوا على منوال الاتحاد، يعطيهم الصحّة..

* هذه بعض من مباني العاصمة

ويلزم نخدموا على الاقتراح الناس الكل وتخدم عليه بلدية تونس ووزارة أملاك الدولة وجمعيات صيانة المدن ومعهد التراث وكل المتداخلين..هاو الاتحاد بادر تشجعوا بعدو وكملوا رمموا أو أعيدوا بناء العديد من المعالم خاصة منها المصنّفة قبل حصول كوارث..

 في الأخير مبروك للشغّالين والنقابيين جيلا بعد جيل مبروك لتونس..

* الاتحاد في القلوب والافئدة

وكل حجرة تتبنى تدعّم استقلاليتكم وتسهّل خدمتكم، هكذا علّمنا المؤسّسون.. ونرجو أن القادمين يزيدوا في البناء جدرانا وعقولا ورؤى..!

افرحوا ما تقلقكمش كلّ هذه الترهات، وانشغلوا بالرئيسي: أزمة البلاد راهم يحبّوا يلهّوا التوانسة على الاهتمام بها ...

الله يحفظ الاتحاد ويحمي تونس.]