دولي

الحرائق تدمّر نحو 230 ألف هكتار من غابات إسبانيا

صُنّفت إسبانيا كأكثر دولة تضرراً من الحرائق في الاتحاد الأوروبي لهذا العام، إذ دمّر 366 حريقاً نحو 230 ألف هكتار من الغطاء النباتي.

وجاءت تلك الإحصائية في تقرير لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية التابع لبرنامج مراقبة الأرض للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس".

ويشير الخبير الفني في مصلحة مكافحة حرائق الغابات، خافيير إزكيرا، إلى أن إحدى المشكلات الكبرى التي واجهت فرق الإطفاء هي المنحدرات الشديدة، حيث كانت تهوي جذوع الأشجار المشتعلة من أعلاها، بسرعة كبيرة، لتنشر المزيد من النيران.

ففي مدينة سانتا كروز ديل فالي، شمال غرب إسبانيا، كافح رجال الإطفاء من أجل منع اندلاع حريق في هذه المدينة التي تعدّ غالبية أراضيها حرجية، لكنّ وعلى الرغم من ذلك، اندلعت الحرائق يوم الجمعة الماضي في تلك المدينة الواقعة في منطقة قشتالة وليون.

ولا تزال تلك الحرائق خارج نطاق السيطرة، في حين أن الحريق الذي ضرب زامبرانيا في محافظة ألاقا قد تمّت السيطرة عليه، وكذلك الأمر في مدينة بويرو بمقاطعة أكورونيا.

وأجبرت ألسنة اللهب الكثير من السكّان في مدينة البيكاديرو، على إخلاء منازلهم، علماً أن المدينة المذكورة تبعد نحو 6 كيلومترات عن بلدة بيدرو برناردو التي لطالما تضررت بالحرائق المدمرة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة لتصل هذا الأسبوع إلى 38 درجة وإمكانية هبوب الرياح، فإنه من الضروري أن تبقى أطقم الإطفاء والإنقاذ في حالة تأهب قصوى للتحرك فوراً ومحاصرة أي حريق قد يندلع والعمل على إخماده قبل أن تتوسع رقعته ويتمدد في الغابات والمناطق الحرجية.

والتهمت حرائق الغابات التي اندلعت في أوروبا هذا الصيف نحو 1.5 مليون هكتار، ما يشكل ثاني أكبر مساحة محترقة في القارة العجوز على الإطلاق.

ويأتي ذلك الدمار الواسع على الرغم من أن المنطقة لا تزال في منتصف موسم الحرائق المعتاد، وفقا لبيانات من مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبي.

وأظهرت البيانات أن حرائق الغابات أتت على أكثر من مليون و484 ألف هكتار في دول الاتحاد الأوروبي هذا العام حتى الآن. وتعد هذه ثاني أكبر مساحة إجمالية على الإطلاق منذ عام 2006، عندما بدأت عملية التسجيل. وفي عام 2017، احترق نحو مليوني و441 هكتار.

وتغطي بيانات مركز الأبحاث المشترك حرائق الغابات التي تزيد مساحتها على 74 هكتارا، لذلك إذا تم حساب الحرائق الأصغر، فسيكون إجمالي الحرائق أعلى.

وتبلغ مساحة المنطقة المحروقة هذا العام ضعف مساحة لوكسمبورغ. ولم يشهد أي عام آخر بحسب البيانات مثل هذا العدد الكبير من الأراضي المحروقة في أوروبا بحلول أوت. ويمتد موسم الحرائق عادة في دول منطقة البحر المتوسط من جوان إلى سبتمبر.

ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الحرائق، من خلال زيادة الموجات الحارة والجافة التي تساعدها على الانتشار بشكل أسرع، وتستعر لفترة أطول، وتزيد شدتها. ويستنزف الطقس الحار الرطوبة من الغطاء النباتي، ويحوله إلى وقود جاف، وهي مشكلة تتفاقم بسبب نقص القوى العاملة في بعض المناطق لإزالة هذا الغطاء النباتي.

ودون إجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تغير المناخ، يتفق العلماء على أن موجات الحر وحرائق الغابات وغيرها من الآثار المناخية ستزداد سوءا بشكل كبير.