وثائقي

الطبوبي:"التوافقات السياسية ليست الا إلاّ مناورة لاحتواء الخصم والتمكّن منه"

اكد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي،ان المؤتمر الاستثنائي  ينعقد  بعد مرور أربع سنوات ونصف على انعقاد المؤتمر الثالث والعشرين للاتّحاد العام التّونسي للشّغل تحت شعار "الولاء لتونس، الوفاء للشهداء، والإخلاص للعمل".

وقال ان ذلك المؤتمر هو الذي حمّلهم أمانة جسيمة تتمثّل في الإشراف على تسيير شؤون منظّمتهم. وكانت البلاد، وهم يتسلمون الأمانة، تعيش منعطفا خطيرا مشحونا بالتّجاذبات والصّراعات ممّا خلّف حالة من اليأس والإحباط ومن الاحتقان الشّديد طال الأفراد والجهات والقطاعات.

واضاف انه ورغم بصيص الأمل الذي راودهم بفضل نجاح تجربة الحوار الوطني، لم تفلح مختلف الحكومات المتعاقبة في استعادة هيبة الدّولة وإنفاذ القانون على الجميع دون استثناء ولم تتمكّن من إيقاف نزيف الانفلاتات الخطيرة المربكة التّي كانت ولا تزال تقودها بارونات المال الفاسد النّافذة وهواة السّياحة الحزبية والبرلمانية والمنتشون بالخطابات الشعبوية وعصابات التّهريب ومحترفو الإرهاب والتّكفير والفتنة والجريمة المنظّمة. فالجهات الدّاخلية بأبنائها المفقّرين وشبابها المعطّل عن العمل، وطاقاتها وخيراتها المهدورة بقيت على حالها تتجاذبها مشاعر الأمل والخيبة في تحقيق وعود انتخابية لم تنجز ومشاريع استثمارية موعودة لم تر النّور وتنمية وتوزيعا عادلا للثّروة لم يتحقّقا وعدالة اجتماعية سارت كالسراب على حد تعبير الامين العام للاتحاد.

وحسب الطبوبي، فقد أصبح الوضع الاجتماعي في غاية التّوتر والاحتقان نتيجة لتردّي الأداء السياسي وتمييع الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية للتّونسيين والتّونسيات من قبل المؤسّسات الحزبية والبرلمانية وتفشّي عقلية التّطاول على علوية القانون وعلى هيبة الدولة والتنكّر للتعهّدات سواء في إطار المفاوضات الاجتماعية أو في سياق الحوار المجتمعي مع الجهات المهمّشة والفئات المحرومة.

وقال انه كان عليهم العمل على واجهات عديدة لتثبيت مكانة الاتحاد، مستشهدا بفرحات حشاد الذي قال " لنؤمّن مهمّة الجندي في جبهة التّقدم الإنساني ولنقاوم كلّ السّياسات التي تتعارض مع هذا المنهج".

وقال الطبوبي إنّ المتابع للمشهد السياسي على امتداد السّنوات الأربع والنصف الأخيرة يدرك بسهولة مدى إفلاس العديد من نخبنا السياسية التي حكمت البلاد حيث أمعنت في إطلاق الوعود الزّائفة والشّعارات الواهية والواهمة نتيجة افتقادها لبرامج فعلية ولرؤية إصلاحية حقيقية ولإرادة صادقة في النّهوض بالبلاد .

وتحدث ايضا عن تأصّل عقلية حبّ الذّات ومنطق الغنيمة والحسابات السّياسوية والفئوية الضّيقة التّي لا تمتّ بأيّ صلة للمصلحة الوطنية ، بعد أن تبيّن أنّ التوافق بفضل تجربة الحوار الوطني التي حيّاها العالم بأسره لم تكن لدى البعض إلاّ مناورة لاحتواء الخصم والتمكّن منه بدءا بالفترة الأخيرة من حكم الرّئيس الرّاحل الباجي قائد السبسي رحمه الله وما عرفته من تجاذبات لم تفلح وثيقة قرطاج في إطفاء فتيلها، مرورا بالملابسات التي حفّت بالانتخابات التّشريعية والرّئاسية الأخيرة لسنة 2019 التي أفرزت مشهدا سياسيا متشرذما ومتشتّتا اتّسم بصعود تيّارات شعبوية وعنيفة وبارونات المال الفاسد وانجرّ عنه واقع سياسي هجين وهشّ تجلّى بالخصوص في المساومات التّي رافقت تشكيل مختلف الحكومات وفي احتداد التّجاذبات السّياسية والتّراشق بالاتّهامات بلغت حدّ التّخوين والتّكفير والعنف وبثّ خطاب الكراهية من خلال التّحريض المفضوح على التّباغض والتّناحر إمّا على خلفية الاصطفاف الإيديولوجي والعقائدي أو على خلفيّة قراءات أحادية.

ح. غ