وطني

" الجمهورية " الجديدة تؤشر الى اقلاع قوي لناقلتنا الوطنية نحو آفاق أوسع ؟

الشعب نيوز- قيس العرقوبي* - "الجمهورية" هو الإسم الذي تحمله الطائرة الجديدة (Airbus A320) التي تسلّمتها الخطوط التونسية، اليوم الجمعة 28  أكتوبر 2022، خطوة جدٌ مطلوبة في وقت تشهد فيها الناقلة الوطنية عديد الصعوبات أساسا بسبب نقص لوجستي (نقص الأسطول وتقادمه) الأمر الذي انعكس على مستوى الخدمات لا سيما ظاهرة التأخير المتكررة.
ما تستوجبه المرحلة الراهنة هو تكاتف جهود جميع الأطراف في الناقلة الوطنية والسعي إلى تخطي العقبات عبر تنفيذ اصلاحات هيكلية ناجعة وهادفة تمكٌن من رسم آفاق جديدة وذلك بالتعويل، أولا وبالاساس، على أبناء وبنات الشركة التي تزخر بالكفاءات والمؤهلات في شتى الاختصاصات.

سفرة في الذاكرة
بالمناسبة، لقد سنحت لي الفرصة السفر بضع مرات على متن ناقلتنا الوطنية، ولكن هناك سفرة مازالت عالقة بالذاكرة واستحضرها بقوة لأن وقعها كان له أثره، وقد كانت قبل 7 سنوات تقريبا على أن يكون جزء من هذه السفرة على متن طائرة تابعة للخطوط التّونسيّة، وكانت الوجهة الأولى مطار رفيق الحريري الدّولي ببيروت انطلاقا من مطار قرطاج الدّولي، وقتها جلس حذوي أحد الأشقّاء اللّبنانيين من النّوع المتكلّم والنّاقد، ومن الذين نقول عنهم "يلقطها من قاع الطنجرة".
   يومها شاءت الأقدار أن ننتظر أكثر من ساعة ونصف بعد الموعد المحدّد للإقلاع،وأن يتأخّر بعد ذلك تقديم الأكلة البروتوكوليّة، وأن تكون جودتها بلا جودة، وشاءت أن تكون الثلاث ساعات وما يناهز النّصف المحدّدة لعمر الرحلة في حدود الأربع ساعات.

مسافر زاده النقد
ولم يفوّت رفيقي اللّبناني صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها وطفق يرصد حركات وسكنات الطّاقم، مضيفين ومضيفات، وكان يجيل بعينه في فضاء الطائرة الداخلي، يمنة ويسرة ومن سقفها إلى أرضها وكان يتفقّد كلّ صغيرة وكبيرة ولم تسلم منه سوى قمرة القيادة، على اعتبار أنّ بيت الراحة لم تسلم من زياراته المتكرّرة، فخلته لن يفلتها لكنّه طبعا لم يفعل.
  وفي خضم السّفرة قال محدّثي إنّه لسنوات يسافر على خطّ "تونس – بيروت" كونه مقيما في بلادنا بغرض العمل والاستثمار وأنّه رغم الحركيّة منقطعة النّظير لهذا الخطّ فإنّ الخدمات فيه ما زالت على عللها لم تتبدّل ولم تتطوّر إلى المستوى الذي توفّره "الخطوط التونسيّة" على الخطوط الرّائحة على أوروبّا والغادية من بلدانها، وهو ما اعتبره تمييزا وكيلا بمكيالين وأنّه تعامل من "ماركة تونسيّة" مثله مثل التعامل في تونس مع السياح التونسيين والعرب من جهة والسياح الأجانب وفي طليعتهم الأوروبيين، على حدّ تعبير محدّثي.

عرس في الطائرة
   ولم ينفكّ رفيق الرّحلة يخبرني بما وصلت إليه جودة الخدمات في طيران بلاده وفي دول الشرق الأوسط وحتّى طيران المغرب والجزائر وامتدح لي "طيران الشرق الأوسط"  اللبنانيّة ورئيس مديرها العام محمّد الحوت واتحاد طيران "سكاي تيم" السعوديّة إلى جانب شركات طيران عربيّة أخبرني أنّها اليوم تتكلّم بلغة "السّماوات المفتوحة" و"الحريّة الخامسة" وأنّ من الشركات من باتتا تستضيف طائراتها اللّقاءات المهمّة والإجتماعات السياسيّة والإقتصاديّة والإستثماريّة.
 وحدّثني عن شركة طيران آسياويّة عموميّة مملوكة للدّولة احتضنت مؤخّرا في الأجواء ولساعات عرسا ضخما بعشرات المدعويين وبأهازيجه ودفوفه ومشروباته ومأكولاته وخدمه وحشمه.

كل الدعم لغزالتنا
  وصلنا إلى مطار بيروت حملت حقيبة السفر الصغيرة وتوجّهت صوب الصّالة الخاصّة بركّاب "التّرانزيت" في انتظار موعد إقلاع الطائرة الثانية المسافرة للوجهة الموالية، صافحني الرّفيق اللّبناني وتمنّى لي بقيّة رحلة مأمونة وعودة إلى الدّيار ميمونة وأنهى "ثرثرته" بلهجة تونسيّة صرفة "سامحني خويا التّونسي باش نقلّك حاجة بقات غصّة في قلبي..غزالتكم سلحفاة"؟؟
 ابتسمت متحفّظا على كلامه، لفظا ومعنى، واصل طريقه إلى مقصده داخل تراب بلده وقصدت وجهتي.
موقف الحريف اللبناني ونظرته لناقلتنا يحملها كثير بل آلاف مؤلفة من الحرفاء الذين منهم من يختار شركات أخرى لتوفرها على أسطول وخدمات بمعايير راقية وناجعة من حيث الجودة والأمان والانضباط؟!
كل الدعم وحظ موفق لناقلتنا الوطنية من أجل الإصلاح والتطوير وتغيير الصورة النمطية.

* الكاتب العام لنقابة الاتصاليين والملحقين الصحفيين