وثائقي

ماذا يمكن ان تعرف عن فرحات حشاد، يذكره التاريخ ويمجده ويلعن مغتاليه

[ الشعب نيوز/ توثيق - منذ اغتياله يوم 5 ديسمبر 1952، صار الزعيم الخالد فرحات حشاد عائشا في مهجة التونسيات والتونسيين وفي قلوبهم، اكثر مئات المرات من قتلته ومغاليه والمتآمرين عليه. يذكره التاريخ ولا يذكرهم، يمجده ويلعنهم. نذر نفسه وحياته خدمة للوطن بعماله وتجاره وكل العاملين المجتهدين المحبين لبلادهم، وخدم الوطن باغتياله الذي سرع في حصول البلاد على استقلالها.

لمن لا يعرفون فرحات حشاد، او يعرفون عنه القليل، ننقل لهم ما كتبت عنه منصة " ويكيبيديا " وذلك بالنظر الى جمعها في مكان ةاحد كمية كبيرة من المعلومات والمعطيات]

 النشأة

ولد فرحات حشاد يوم 2 فيفري عام 1914 م بقرية العباسية من جزيرة قرقنة وهي جزيرة للصيادين واقعة قريبا من صفاقس. ولد لأب كان صياد سمك في أسرة فقيرة. التحق فرحات بالمدرسة مع التلاميذ في زمانه وحصل على الشهادة الابتدائية وانتقل بعدها إلى مجال الشغل بسوسة. كان عصامياً في تصرفاته وأعماله حيث أكمل تكوينه المعرفي والثقافي والسياسي بالمطالعة والقراءة والعمل النقابي.

اضطر بعد وفاة والده إلى ترك المدرسة والعمل لدى إحدى شركات النقل البحري في مدينة سوسة. ومنذ البداية، بدأ في تكوين نواة هيكل نقابي كان وقتها تابعاً لاتحاد سي جي تي الفرنسي. وازداد نشاطه العمالي إلى أن اضطر لترك وظيفته بسبب هذا النشاط في عام 1939. فتعرّض لبعض المصاعب الاقتصادية بسبب حظر النشاط السياسي فانخرط خلال الحرب العالمية الثانية في العمل التطوعي لرعاية الجرحى عبر الهلال الاحمر. 

العمل

انتقل عام 1943 الى صفاقس بعد اختياره رسمياً موظفاً في الاشغال العمومية وهناك استأنف نشاطه النقابي في اتحاد عمال صفاقس وتزوج في نفس العام من ابنة عمه آمنة. اختلف في العام التالي مع الاتحاد الإقليمي الذي كان يتبع الكنفدرالية العامة للشغل الفرنسية سي جي تي. فترك الاتحاد وكوَّن هو وعدد من زملائه اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب ودعا إلى المساواة بين العمال التونسيين وأقرانهم الفرنسيين في الحقوق المدنية والمساواة ثم بدأ الدعوة للاستقلال عن فرنسا. 

النشاط النقابي

يعتبر فرحات حشاد من الزعماء القلائل الذين التحقوا بالنضال المبكر والعمل النقابي وكان من ثمرات هذا المسار والنشاط الفعلي من أجل خدمة الصالح العام تأسيسه للاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 وعندما أراد حشاد تأسيس هذه المنظمة ولكي تكتسب طابع الاتحاد والتعاون والانتشار نادى مجموعة من الشيوخ الزيتونيين لحضور التأسيس ومن أبرزهم العالم محمد الفاضل بن عاشور الذي أسندت إليه الرئاسة الشرفية للاتحاد.

اتحاد النقابات

عند تأسيس المنظمة ظهر اسم فرحات حشاد وطنياً ودولياً كزعيم وطني بارز ومناضل سياسي محنك ومصلح اجتماعي قوي واكتسب هذه الشهرة عندما زار بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية كمصلح بين النقابات وتجاوزت سيرته الأصقاع لما يتميز به من الخصال. أربك نشاطه القوي المستعمر بعد أن لم يستطع الوصول إليه بالسجن أو النفي كما فعلت فرنسا مع زملائه من مثل الزعيم الحبيب بورقيبة وغيره، خاصة بعد أن أصبحت اهتماماته بالمقاومة والحركة الوطنية مؤيداً لهم مادياً ومعنوياً وأصبح منذ سنة 1951 هو القائد الفعلي والزعيم السياسي للحركة الوطنية ونقابة العمال ورمزاً من رموزها.

تميز فرحات حشاد عن زملائه بالسلوك الحسن والمعاشرة الطيبة بين أقرانه وكان حبه لوطنه وشعبه وتمسكّه بهوية البلد أمور وخصال تركت أثراً طيباً على الناس ومن يحيطون به وتجلّى ذلك في المناشير والمقالات والمراسلات لكن قلمه عوّض النقص وتميّز بأسلوبه السيّال بالنضال وبمشاعر الوفاء والحب للشعب والوطن مما جعل الناس والعمال يحيطون به. هذه الشعبية التي سيطرت على نفوس المواطنين التونسيين حرّكت غرائز الحقد في المستعمر بعد أن تيقنت فرنسا أن الرجل لن يكون متعاوناً معها أو ملبياً لطموحاتها أو مفاوضاً خنوعاً لها

الاستقلال

كون حشاد في عام 1946 الاتحاد العام التونسي للشغل من بين اتحادي الشمال والجنوب وجامعة الموظفين وتم انتخابه كأول سكرتير عام لهذا الاتحاد وكان في الثلاثين من عمره. أثناء توليه هذا الموقع دخلت الحركة العمالية التونسية مرحلة الصراع من أجل التحرير والاستقلال وكانت هناك نشاطات للحركة القومية تحركها وتوجهها الدعوة للاستقلال. وبدأت المظاهرات والإضرابات والاحتجاجات تزداد في شوارع تونس مطالبة بالتحرير وبتحسين مستوي الحياة والعمل للتونسيين.

لعب الاتحاد العام بقيادة حشاد دوراً هاماً في بدء وتوجيه الحركة وراديكالية المطالب الشعبية وصعد الاتحاد التونسي إلى الاتحاد الدولي لاتحادات العمال الحرة - سيزل -وبدأ في حضور المؤتمرات الدولية لهذه الاتحادات منذ عام 1949 حتي بلغ منخرطو الاتحاد عام 1951  قرابة 120 ألف عضو من كل أنحاء ومستويات العمل في تونس فبدأ تنظيم عمليات مقاومة الاحتلال الفرنسي. بل انه اتجه إلى تشجيع تكوين اتحادات عمالية في شمال أفريقيا وأصبحت لها اولوية في اهتماماته فبدأ في تشجيع الاتحادات في المغرب والجزائر وعدا لتكوين اتحاد مستقل في ليبيا لوضع أسس اتحاد عمالي موحد ثم بعد أن تحقق له الجانب الاجتماعي والاقتصادي بدأ العمل لما بعد التحرير.

مباحثات الاستقلال

شهدت بداية عام 1952 فشل المحادثات المباشرة حول الاستقلال بين تونس وفرنسا وتم اعتقال الحبيب بورقيبة وكل الزعماء الوطنيين وتم حظر الاستعمار التجوال واصدر قوانين الطوارئ ومنع كل الأنشطة السياسية فظهر دور الاتحاد العام في قيادة المقاومة ضد سلطات الاحتلال حيث بدأ فرحات حشاد في تنظيم جماعات من الناشطين في الاتحاد العام  للقيام بهجمات مسلحة ضد رموز السلطات الفرنسية إضافة إلى تنظيم إضرابات وحشود رغم اعتقال ما يزيد علي 20 ألف تونسي. كما سافر إلى بروكسيل وواشنطن ونيويورك لتوصيل صوت تونس ألى ابعد مدى. 

الحكومة الفرنسية

أدى نشاطه الزائد ضد الاستعمار الفرنسي إلى أن بدأت الحكومة الفرنسية تقلق وتحاول التخلص منه بعد أن أصبح يهدد مصالحها الاستعمارية في تونس والمنطقة عامة وبدأ التفكير في عدة خطط لإزاحته من الطريق منها وضعه في السجن أو تحديد إقامته في منزله أو حتى قتله.

في نفس الوقت بدأت التهديدات عن طريق منشورات موقعة من منظمة اليد الحمراء التي كانت تعمل مع الاستعمار الفرنسي والمخابرات الألمانية في هذا الوقت وازدادت عمليات التخريب والتهديد ضد منزله وأسرته وارتفعت الأصوات المطالبة برأسه ففي يوم 28 نوفمبر - قبل مقتله باسبوع واحد - كتبت صحيفة (باريس) التي تصدر في شمال أفريقيا أن حشاد وبورقيبة هما رأس البلاء فلماذا تترك الرأس إن في القضاء عليهما مصلحة للحياة والكرامة والشرف الفرنسي فإذا كان الرجل يهدد بقتلك اقتله أنت قبل أن يقتلك.

(يتبع)