آراء حرة

إنجاز المغرب الفريد.... حين يغدو الإلهام لقباً

الشعب نيوز / كعب .  ترك منتخب المغرب بصمة كروية لن تمحى في قطر، وسيغدو تحقيق المركز الثالث بمثابة نهاية رائعة لقصة جميلة ستروى طويلاً للأجيال.

من قال بأن الإنجازات الكبيرة والمُدهشة، تكمن فقط في حمل الكؤوس وحصد الميداليات؟ من قال بأن الإلهام حكرٌ فقط على صاحب المركز الأول؟ ... وهو فقط من يحق له إدراج اسمه في كتاب الأساطير؟

منتخب المغرب في كأس العالم FIFA قطر 2022™، كسر القوالب النمطية لفكرة البطل المُلهم، وغدا عناصره بتوقهم لرفع اسم بلادهم ومقارعة الكبار، قدوة للعالم أجمع ولعشرات السنين.

حين سُحبت قرعة كأس العالم في الأول من أفريل، من كان يتخيل أن يرى منتخب المغرب بين الأربعة الكبار؟، بالتأكيد من تابع أخبار المغرب وتألق أسوده مع أنديتهم.

ومن ثم مفرق الطرق التاريخي المتمثل بإقالة وحيد خليلوزيتش والتعاقد مع الوطني المميز وليد الركراكي، توقع تألقاً لحكيم زياش ورفاقه في كأس العالم، ولكن لم يكن أحدنا ليجرؤ على وضعه في نصف النهائي، على بعد خطوة من مباراة يتمنى خوضها كل لاعب كرة قدم حول العالم.

جاء الركراكي ليزيح كل خلاف ويوحد الصفوف، فدخل أبناء المغرب كأس العالم واثقين من أنفسهم ومؤمنين بما لديهم من عقلية وموهبة، وتقدموا المباراة تلو الأخرى، مستفيدين من دعم أنصارهم وأنصار كل المنتخبات العربية والإفريقية لهم.

المغرب يصبح ثالث منتخب من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية يخوض مباراة في نصف نهائي كأس العالم بعد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية عام 1930 وكوريا الجنوبية عام 2002.

الدعم الجماهيري اللامحدود ضاعف من العطاء الفني والبدني أمام منتخبات متمرسة في المونديال مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال...

حتى مع فرنسا خاض المنتخب المغربي مباراة شجاعة وخلق لاعبوه فرصاً مواتية جداً للتسجيل، أحدها لم يقف سوى التوفيق بوجهها وهي مقصية الياميق.

يكفي أن نقول بأن المنتخبان تعادلا فقط بعدد التسديدات بين الخشبات الثلاث، 3 لكل منتخب، بقية أرقام المباراة كلها في مصلحة المغرب، نسبة السيطرة وعدد التمريرات...

ستبقى صور لاعبي المغرب وهم يعانقون أمهاتهم وعائلاتهم حاضرة بالأذهان لأنهل تمثل صدقاً عفوياً في مشاعر الفخر والعرفان بدور العائلة.

بالتأكيد في الأدوار الإقصائية المهم في النهاية، هو نتيجة المباراة، وأن مثل هذه اللقاءات تلعب ولا تكسب وهذا بالتحديد ما جاء لأجله منتخب المغرب...

المدرب وليد الركراكي قالها صراحة؛ بأن هدف المغرب ليس فقط خوض دور أول قوي وترك انطباع جميل مثلما حدث في مونديال روسيا بل الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، وفعلاً هذا ما كان...

"هذه المجموعة أظهرت أنها قادرة على منافسة أكبر المنتخبات، ما تزال أمامنا مباراة يجب أن نواجهها بنفس الجدية التي أظهرنا في المباريات الماضية".

برأس مرفوعة وعيون تفخر بنفسها قال ياسين بونو أحد نجوم المونديال هذه الكلمات.

وهي مفردات يجب أن تكون تحفز المنتخب المغربي في المباراة ضد كرواتيا لأن المركز الثالث هو بطولة مصغرة في حد ذاتها، والفوز بها يأتي كأجمل مكافئة على كل الجهود الجبارة التي بُذلت من اللاعبين والكادر الفني والإداري والجماهير التي لم تدخر جهداً قبل المباراة بساعات وأيام وبعدها، لترديد مقولة خالدة "ديما مغرب"....

لا خلاف بأن من لامس الوصول إلى المباراة النهائية، لن يرضيه الاكتفاء بإنجاز الوصول إلى المربع الذهبي ولا حتى المركز الثالث، ولكن بعد أيام وحين يعود اللاعبون إلى منازلهم وأنديتهم، لن تفارق أذهانهم صور الملاحم التاريخية التي سطروها على ملاعب قطر وهي بالضبط الإنجاز الملهم للأجيال بعدهم.

تنفيذ / كعب .