ثقافي

المخرجة سلمى بكار في مهرجان أسوان لأفلام المرأة: تحديت كل الصعاب لأحقق حلمي في صناعة السينما

كرم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة المخرجة التونسية الكبيرة سلمى بكار، التي تعتبر واحدة من أهم صناع السينما في تونس ، وهي رائدة في مجال الإخراج والانتاج في السينما التونسية.  وقالت الناقدة نائلة إدريس التي قدمت الندوة أن سلمى بكار لها بصمة مهمة في السينما التونسية وفي العمل المجتمعي الداعم لحقوق المرأة.
وتحدثت سلمى بكار عن بداياتها قائلة : السينما كانت شغفي من البداية ، فمنذ صغري وأنا أسعى للعمل في السينما ،وفي الستينيات كنت أعمل كهاوية وبعد ذلك قررت العمل في السينما كمحترفة ، وقتها كان فيه مخرجة واحدة و27 مخرجين رجال ، كانت هناك تحديات كبيرة ، كنت أخرج أنا وفي الآخر يكتبون اسم أصدقائي المخرجين الرجال . إلى أن قررت الإخراج بشكل مستقل.

كان فيلم فاطمة 75 بدايتي الحقيقية، كل مرة الحكاية تختلف والإطار التاريخي والسياسي مختلف، الصناعة تتحول إلى حرفة ، كيف نختار المشروع وكيف نكتب السيناريو ومن الذي ينتج كانت لجنة في وزارة الثقافة تدعم الأفلام ، لكن الدعم كان قليلا جدا ولعدد محدود من الأفلام .

وأضافت: لا أستطيع أن أحكم على السينما اليوم سوى بالرجوع للماضي لأنه هو الذي يحدد الحاضر ، العمل على حقوق المرأة ليس أن نختار قصة جميلة ثم نوجهها لموضوع معين ، بل الأمر يستلزم قراءة الماضي لمعرفة كيف كنا وأين أصبحنا وما السبب في ذلك .

وأضافت بكار: في أحد أفلامي اخترت حكاية لفنانة تونسية يهودية أردت إبراز موهبتها والتعبير عن سنوات صعبة عاشتها، وتعرضت للاضطهاد وعشيقها جاء يقول لها انت مغنية ويهودية فتقول له لا أنا امرأة وتونسية ، هذا ما أردت توضيحه في الفيلم حقوق المرأة وحريتها وحبها وشغفها للفن .

واستكملت حديثها قائلة: في أكتوبر 68 كنت في مدرسة لتعليم الفن في فرنسا ، وكان هناك من يقول لي الفن لا يعلم الفن موهبة .

وأشارت الناقدة نائلة إدريس إلى أن تونس في 2022 نظمت مئوية الفيلم التونسي ، بمناسبة مرور مائة عام على إنتاج أول فيلم تونسي عام 1922 ، السيناريست كانت سيدة كانت ابنة المخرج وكانت هي البطلة ، وقتها كانت السيدات تعملن في صناعة السينما في المكياج أو الديكور هناك من طلبت تدخل الإخراج قالوا لها كيف هذا، وفي هذا الوقت كانت المرأة تقوم بالاخراج ويكتب اسم الرجل على الإخراج .

وقالت سلمى بكار إن المرأة لم يكن مرغوبا فيها سياسيا ، بما في ذلك في عصر الحبيب بورقيبة، ولكن الرقابة تسلطت علينا من فاطمة 75 لليوم ، الجميع يتذكره لي ، تسلطت عليه الرقابة .

وحول مشاركتها في العمل العام والنشاط السياسي قالت : بعد الثورة عملت خيمة أسميتها الخيمة الثقافية ، لاحتواء اللاجئين الليبيين لدينا في تونس ، هذه الخيمة كانت خطوة صعبة في مواجهة السلفيين والجماعات الاسلامية ودخلت حركة التجديد التي كانت سابقا الحزب الشيوعي ، وبدأت أنشط ، حتى أن البعض طلب مني الترشح للانتخابات، فقلت انا فنانة لا أريد العمل في السياسة و بعد ذلك حدثت تغييرات سياسية كبيرة وكنا نطالب برفض تدخل الدين في السياسة، وحركة النهضة حاولت مواجهة هذا الأمر ، والنواب نظموا اعتصاما ، وطالبنا بدستور جديد ، وآلاف من التوانسة ساندونا .

* عن موقع "مصراوي " تحرير منال الجيوشي تصوير محمود عبدالناصر