ثقافي

مؤسس "مشروع مختبر السّينما: هدفنا صناعة جيل جديد في الفنون البصريّة داخل الفضاء التربوي والمناطق الداخلية

الشعب نيوز/ خليفة شوشان - يستعد مشروع مختبر السّينما ciné labo بعد سبع سنوات على اعلان المخرج عبد اللّه شامخ تأسيسه، لتنظيم دورته الثالثة التي تم الاختيار على أن تحتضنها جهة الشّمال الغربي، ولاية باجة تحديدا، بعد أن كانت انطلاقته سنة 2017  من الجنوب الشرقي ثم حلّ في دورته الثانية بالوسط الغربي.

وقد خلّفت هذه الدورات الثلاث الأثر الطيب أينما حلت بنجاحها في زرع بذرة لصناعة جيل جديد في الفنون البصرية في المناطق الداخلية وداخل الفضاء التربوي خصوصا من خلال بعث عديد المخابر لتعميم السّينما في المناطق المحرومة، خاصة وأن المشروع انتج إلى حد الآن أكثر من عشرة أعمال سينمائية مع الناشئة.

"الشعب نيوز" التقت بمؤسس المشروع المخرج عبد الله شامخ، وكان اول الاسئلة لماذا تم اختيار مشروع "مختبر السّينما ciné labo" للفضاء التربوي بالمناطق الدّاخليّة ؟ فأجابنا أن الاختيار كان واعيا واستراتيجيا والغاية منه تحويل هذا الفضاء التربوي الذي لطالما مثل منجم للطاقات الابداعية الى مختبر يتم الاشتغال فيه مع التّلاميذ والمربين حول كيفية صنع الصورة السينمائية وفهمها، وذلك من خلال سلسلة من الورشات التفاعلية التعليمية والتطبيقية حول تقنيات الانتاج السينمائي الموجّه في المدارس الاعدادية و المعاهد الثانوية.

وأشار إلى أن ذلك سيتم باعتماد بيداغوجيا تكوينية تمزج بين ثالوث السينما والتربية والابداع والربط بين الابعاد التربوية والتعليمية والتمكن من فهم أغوار الصورة وتملك تقنيات رقمية جديدة تسهل على الطفل اكتساب أليات الخلق والابداع والتعبير الى جانب الاستفادة النوعية البناءة من وسائل ترفيهية جديدة. وأشار شامخ إلى أن مشروع "مختبر السّينما ciné labo" يسعى إلى تكوين مجموعة من المربيين والتلاميذ على اكتساب وتملك وسيلة التعبير السمعي البصري عبر تركيز سينما المخبر في الفضاء التربوي الذي يكاد ينعدم فيه للأسف النشاط السينمائي والوصول إلى تأسيس مشروع لا مركزيّة ثقافية بانفتاح الفضاء التربوي على دور الثّقافة والشباب.

واعتبر أن هذا الجهد يأتي حصيلة تفكير وتبصر وقناعة من اصحاب المشروع بأن عملية ترغيب وتحسيس التلميذ ودفعه نحو الابداع هي في عمق  مشروع التأسيس لحياة سينمائية تقوم على ثقافة الصورة، في استعادة للحظة نوعية عرفتها تونس منذ أكثر من قرن من الزمن، لأن ابداع "فيلم ما" هو اقتراح لمجموعة من المعارف والمضامين ووجهات نظر واعية من أجل استثمارها واستنباتها كغايات تعليمية، وتربوية وإخبارية وتأطيرية في جمهور المتلقين، سواء أكانوا أطفالا أو شبابا أو بالغين أو كبارا.

ويسترسل المخرج ومؤسس المشروع الاستاذ عبد الله شامخ في الحديث ليؤكد أن الهدف من هذا المشروع، هو جعل كل مؤسسة تربوية في تونس مناخا للخلق و الابداع تسعى من خلاله المؤسسات التربوية بالتعاون بالشركة مع المركز الوطني للسينما والصورة ووزارة الثّقافة ووزارة الشباب والرياضة والجامعة التّونسية للسّينمائيّين الهواة والجمعيات الثقافية وبعض المؤسسات الوطنية إلى دعم لا مركزية الفعل الثقافي والشبابي،  وذلك من خلال جملة من التظاهرات والمشاريع والورشات التفاعلية والتدريبية الموجهة لتلاميذ المعاهد الاعدادية والثانوية".

ويضيف "أن الحديث عن المنتوج السينمائي هو حديث عن غايات عديدة، إبداعيّة وجماليّة وفكريّة، وفرجويّة وتعليميّة، وتحسيسيّة وتربوية" وبأن "الفيلم عبارة عن استثمار لمجموعة من المعارف الفنيّة "موسيقى، إضاءة، ديكور وسيناريو.." والمعارف الفكريّة والتقنيّة في خلق محتوى جمالي ومعرفي وثقافي يجمع بين الابعاد المعيشيّة والتخيليّة. وهو ما يجعل مجموعة من المحتويات تتكثفمن أجل بناء الّشخصيّة".

وحول برنامج الدورة الثالثة يشير شامخ أن التلامذة والمربين في مدينة باجة سيكونون على موعد على امتداد أسبوع كامل مع "مشروع مختبر السّينما ciné labo" في دورة جديدة في شهر ماي القادم، تحت شعار "نحو صناعة جيل جديد في الفنون البصريّة داخل الفضاء التربوي والمناطق الداخلية" سيتم تأثيثها بمجموعة من الورشات في التكوين تستهدف 20 مشاركا بين 15 و25 سنة، إلى جانب عروض "السينما المتجولة" داخل معتمديات باجة في إطار برنامج "سينما الحائط" وذلك في إطار مئوية السينما التونسية بالشراكة مع "الجامعة التّونسية للسّينمائيّين الهواة FTCA"، لتختتم الدورة في مسرح دقة الاثري بعرض الأفلام التي وقع انجازها في الورشات، مع عرض لموسيقى الأفلام للأوركستر السمفوني.