ثقافي

نصري حجاج يوصي بان تنثر على أرض تونس ذرات من جسده بعد حرقه وعلى أراضي لبنان وفلسطين وسوريا

 قسم الاخبار- نعت السيدة عبير حيدر وفاة رفيقها وزوجها نصري حجاج ، الصحفي والكاتب والمخرج الفلسطيني صباح اليوم 11 سبتمبر في منزله في فيينا بعد صراع طويل مع المرض .وقالت السيدة عبير في نعيها ان الراحل العزيز أوصى بان يتم حرق جثمانه ونثر جزء من رماده لاحقا في مخيم عين الحلوة وعند قبر والدته فاطمة في صيدا، وجزء آخر في قريته الناعمة شمال فلسطين المحتلة وجزء في سوريا التي تضامن مع شعبها المظلوم حتى آخر نفس، وجزء فوق تراب تونس حيث عاش سنين طويلة من عمره فيها ..
 قبل شهر فقط من وفاته وتحديدا في العاشر من أوت الماضي، كتب نصري حجاج :
بعد شهر من اليوم أبلغ السبعين من العمر. ولدت في العاشر من سبتمبر / أيلول عام 1951 في مخيم عين الحلوة في خيمة سربت المياه إلى فراش أمي وهي ترسل الطلق على أرض الخيمة. صدف أن كانت الدنيا ممطرة مطرا شديداً فخافت الأم الصغيرة التي لها ولد وبنت غير هذا الذي سيأتي أو ستأتي وهي في السابعة عشرة من عمرها. كانت فاطمة أمي بلا أقارب وهي تلد فقد كانت الجدة خديجة التي تعيش معنا في البقاع تعمل في موسم قطاف البصل في حقول احد اقاربها ولم يكن سهلاً اخبارها فجاءت أم موسى فايضة التي كانت صديقة أمي لتساعدها و صرت احبها واحب شعرها المحنى الذي تظهر ذؤاباته من تحت منديل ابيض ناصعاً و هي الشيعية الوحيدة القريبة لأمي الشيعية اضافة الى الجارات الطيبات. كانت مهمة أم موسى ان تعد الطعام للأم لتغذيها ووليدها. وتقويه.
وهكذا جئت إلى هذا العالم بلا معرفة مسبقة عما أكلته أمي وعن رائحة البصل التي ملأت الخيمة بعد عودة جدتي من البقاع تلك الرائحة التي ظلت مصاحبة مندبل جدتي إلى الأبد أو هكذا تخيلت فقد أحبت شام البصل وهي تأكله نيئاً وأحيانا تنهشه مثلما تنهش تفاحة.
إذن بعد سبعين عاماً اذا انتصرت وانتصرت رائحة البصل على السرطان الذي بقيت أشمه في منديل كل عجوز فلسطينية أو فلاحة لبنانية سأحتفل بعيد ميلادي وأنا ادعو أصدقائي القادرين إلى المجيء إلى النمسا للاحتفال معنا ولكن للأسف لن استطيع توفير سكن لهم، في بيتي لأنه لا يتسع للضيوف لأكثر من سكانه مضافا إليهم نهاوند وشخص آخر تركنا لنهاوند اختياره.