آراء حرة

موعد 06 فيفري: إمّا شراكة وطنيّة حقيقيّة مع سعيّد أو القطيعة والتأسيس لمسار مختلف

ٍلا يكفي أنّ قيس سعيّد باصراره على عزل نفسه واستعداء الجميع وحشر جميع من ساند نقديا قرارات 25 جويلية في الزاوية واتهامه بعضهم بالانتهازيّة، قد أتاح لخصومه "وفاق الارهاب والتهريب والتهرب الجبائي والريع" فرصة أن يلتقطوا أنفاسهم بعد الصدمة ويستجمعوا قواهم وينظّموا صفوفهم لاعادة الانتشار في مفاصل الدولة وفي مراكز القرار، بل منحهم فرصة للمرور إلى الهجوم بكلّ عنف وعلى جميع الجبهات وبكلّ الأسلحة السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعيّة والاعلاميّة.

الأخطر من كلّ ذلك أنّه خلّصهم من هاجس الخوف من المحاسبة الذي لطالما أرّقهم وأهداهم ثقة تصل حدّ الوقاحة في التجاهر بعمالتهم والتطبيع مع التدخّل الخارجي وتحويله إلى جزء من المعادلة السياسيّة الداخليّة وفي تحدّي الشعب والدوس على إرادته في التغيير واستعادة دولته التي اختطفوها واسقتسموها غنائم بينهم. لا يمكن الجزم إن كانت الفرصة قد ضاعت وأصبح من غير الممكن أن يتدارك الاخشيدي سياساته ويغيّر من تكتيكاته التي أثبتت فشلها على جميع المستويات والذي أدركها أنصاره قبل خصومه ويتمكّن من فهم معادلة الزمن السياسي وأهميته في حسم المعارك أو أنّه بات على القوى الوطنيّة الحقيقيّة أن تفكّر جديّا وقبل فوات الأوان وضياع الفرصة في تجاوزه والتأسيس إلى خيار وطني أكثر واقعيّة وعقلانيّة يقطع مع الرؤية التبشيريّة الحالمة ويوقف عقارب ساعة زمنه القاتل والمحبط.

06 فيفري 2022 قد تكون فرصة أخيرة لاعلان التمايز السياسي للقوى والمنظمات التقدميّة والديمقراطيّة المساندة لمسار 25 جويلية عوض "المساندة النقديّة" المائعة والعاجزة وذلك بفرض شراكة وطنيّة حقيقية مع سعيّد في مشروع التغيير الوطني دون مجاملات أو فلتكن موعدا لاعلان القطيعة التامة والبحث عن مسار بديل ليس بالمستحيل إذا صدقت النويا وخلصت العزائم.

*شوشان