وثائقي

وفاة أحمد بنور الوزير الذي استقال من منصبه اعتراضا على تصلب الحكومة ضد الاتحاد

الشعب نيوز- خاص. توفي اليوم في باريس بفرنسا رجل الامن والسياسة أحمد بنور، اصيل قفصة. كان الفقيد من بين الوزراء الذين استقالوا في ديسمبر 1977 تضامنا مع زميلهم الطاهر بلخوجة واعترضا على التصلب الذي جنح له الثلاثي نويرة - الصياح - فرحات في خلافهم مع قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، التي لم تجد مناصا في ذلك الوقت من اعلان الاضراب العام يوم 26 جانفي 1978 دفاعا عن استقلالية الاتحاد واحتجاجا على الاعتداءات العديدة التي أتتها ميليشيات الحزب الحاكم في حق مقرات الاتحاد والنقابيين وموظفي الاتحاد ومن بينهم عدد من صحفيي جريدة الشعب.

ومعروف أن ذلك الخلاف، الذي كان يخفي صراع الكواليس على خلافة الرئيس الحبيب بورقيبة، أدى الى أحداث 26 جانفي 1978 الدامية حيث اسفر القمع الذي ترتب نتيجة لها عن عشرات من القتلى ومئات الجرحى فضلا عن طرد الالاف من العمال من وظائفهم.

تولى أحمد بنور عدة مناصب مهمة في وزارتي الداخلية والدفاع. عين في بداية السبعينات واليا على سوسة ثم كاتب دولة للدفاع الوطني من 1974 الى ديسمبر 1977 تاريخ استقالته الطوعية للاسباب التي ذكرنا أعلاه. في بداية الثمانينات، ولما عين محمد مزالي وزيرا أول، عاد أحمد بنور الى وزارة الداخلية كمدير عام ثم كاتب دولة للامن الوطني.

نشأ بينه وبين زين العابدين بن علي، كرجلي أمن ومخابرات، خلاف حاد يعود الى اختلاف طرق التعامل مع الاحداث بين الرجلين. ولعل الخلاف نشأ منذ تولى أحمد بنور كتابة الدولة للدفاع فيما كان بن علي مديرا للمخابرات العسكرية. ويذكرأن بن علي عين في نفس التاريخ ملحقا عسكريا بسفارة تونس في المغرب الاقصى تقريبا من سنة 1974 الى أواسط 1977.

في أواسط ديسمبر 1977، عين بن علي مديرا عاما للامن الوطني في خضم الخلاف بين الحكومة والاتحاد. ثم اقيل وزير الداخلية الطاهربلخوجة من منصبه كوزير للداخلية وبعد أيام فقط استقال أحمد بنور من كتابة الدولة للدفاع. أما بقية المسقيلين فهم الحبيب الشطي (الخارجية) عزوز الاصرم (الاقتصاد) محمد الناصر(الشؤون الاجتماعية) والمنجي الكعلي (الصحة).

في جانفي 1984، وبعد أحداث الخبز، عاد بن علي بطلب من مزالي ليتولى الادارة العامة للامن الوطني فخرج منها أحمد بنورحيث عين سفيرا في روما الى نوفمبر 1987. وتواصل الخلاف بين الرجلين حيث اتهم بن علي احمد بنور بالتورط في عملية اغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد في أفريل 1986.

اضطر احمد بنور الى هجرة قسرية استمرت الى تاريخ وفاته.

رحمه الله ورزق زوجته وأبناءه وكافة أفراد العائلة والاقارب جميل الصبروالسلوان.