دولي

من أقسى ليالي "الياسمينة"

في إحدى غرف المنزل الذي قصفه الاحتلال فجر اليوم الأحد، لعائلة العزيزي في حارة الياسمينة داخل البلدة القديمة في نابلس، تجلس عدد من النسوة لمشاطرة عائلة الشهيد محمد بشار عزيزي الحزن على فراق نجلهم.

وكانت قوات الاحتلال استهدفت المنزل بعدد من القذائف، وكم هائل من الرصاص الحي فجر اليوم ليرتقي فيه اثنين من الشهداء، وعدد من الإصابات إحداها خطيرة في الرأس.

وتتحدث أماني شقيقة الشهيد العزيزي عن الدقائق الأخيرة قبل استشهاده، وعن ساعات الاقتحام ومهاجمة جنود الاحتلال الحي، والهجوم الكبير الذي تعرض له منزلهم بالبلدة القديمة، ما أدى لارتقاء شقيقها والشاب عبد الرحمن صبح.

في الغرفة صورا لكوكبة من شهداء نابلس، كان الشهيد العزيزي قد جمعها وعلقها، يتوسطهم صور شهداء نابلس الثلاثة محمد الدخيل، وأدهم مبروكة، وأشرف مبسلط والذين اغتالهم الاحتلال قبل أشهر عدة داخل مركبة في أحد أحياء نابلس.

لم تغمض عين داخل البلدة القديمة، ومحيطها فجرا في نابلس، وهي تدعو للمحاصرين، وقلوب سكان جميع المحافظات مع أبنائها المحاصرين في أحد منازل البلدة.

ويردد أهالي البلدة: "لم نعش مثل هكذا ليالي صعبة وقاسية منذ سنوات الاجتياح للمدينة".

وكانت عشرات الجيبات العسكرية اقتحمت المدينة، باتجاه محيط البلدة القديمة، وترجل منها عشرات الجنود وداهموا البلدة، وحاصروا عددا من الشبان في أحد المنازل وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل "الانيرجا" كما اعتلى القناصة بعض البنايات.

ناصر استيتية والذي يقطن المنزل المجاور لعائلة العزيزي يروي تفاصيل ما حدث ويقول، كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما بدأنا بسماع صياح الجنود يرددون "سلم نفسك وإلا سنقتلك".

ويتابع: "كانت من أصعب الليالي التي مرت في حياتي، ذكرتني بأيام الاجتياح القاسي الذي عاشته نابلس قبل سنوات، سبعة قذائف هي ما أطلقه الاحتلال على منزل عائلة العزيزي، كنا داخل المنزل ولا نعرف ما يجري حولنا إلا من مواقع التواصل الاجتماعي".

ويضيف استيتية: "القصف بجانب المنزل ولا نعلم شيئا عما يجري، كان المنزل يهتز بنا ويتحطم زجاج النوافذ مع كل قذيفة كانت تطلق على منزل العزيزي".

وشيعت جماهير محافظة نابلس، اليوم الأحد، الشهيدين محمد بشار عزيزي، وعبد الرحمن جمال صبح، إلى مثواهما الأخير في مدينة نابلس.

وانطلق موكب الشهيدين من أمام مستشفى رفيديا، بمشاركة عدد من ممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية والوطنية، باتجاه مثواهما الأخير في مقابر المدينة.

وكانت قوات إسرائيلية خاصة، قد اقتحمت حي الياسمينة بالبلدة القديمة من نابلس، وحاصرت منزلا وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل "الإنيرجا"، ما أدى الى استشهاد الشابين العزيزي وصبح، واصابة 10 مواطنين بالرصاص الحي أحدهم بحالة حرجة.