آخر ساعة

غدا 25 جويلية أول أيام أوسو موسم الاستشفاء بمياه البحر ورمال الشواطئ

الشعب نيوز- المحرر. 25 جويلية، ليس هو فقط يوم ذكرى اعلان الجمهورية ولا فقط يوم التصويت على دستور الجمهورية الجديدة، بل هو في أساس المخيال الشعبي، اليوم الاول من موسم "أوسّو" الصيفي. يقال في الاوساط الشعبية التونسية وخاصة الفلاحية " أوسو هو الصيف والصيف ضيف (للتدليل على قصر المدة) والخريف هو العام".

عن أوسو، كتبت موسوعة ويكيبيديا، أنه فترة من فترات السّنة، حسب التقويم «الأمازيغي» أو الفلاحي، تمتدّ حوالي اربعين يوما تبدأ يوم 25 جويلية ويكون فيها الطقس شديد الحرارة.
وعنه كتب موقع رصيف 22 أن له مكانة خاصة لدى التونسيين، وهو يمتد من 25 جويلية إلى 2 سبتمبر حسب التقويم "الفلاحي" أو الشمسي، ويتميز عن بقية أيام الصيف بقيظه الشديد مع ارتفاع في درجة حرارة مياه البحر، وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، ويتميز بنسيمه العليل مساء، ما جعله يأخذ مكانة خاصة لدى التونسيين، فيحتفلون به احتفالاً خاصاً، ويستغلّون حرارته للاستشفاء وتجفيف أنواع من الغلال والخضروات لفصل الشتاء.

نكهة ونواميس خاصة
ولموسم أوسو نكهته ونواميسه الخاصة، تتعدد وتختلف حسب المناطق، لكن الاتفاق على أهميته الصحية واحد، حيث يعتقد التونسيون أن مفاصل الإنسان تكون أكثر ليناً في هذا الفصل، وتكون عظامه أكثر هشاشة، حتى إنهم يربطون سبب كسور العظام في موسم أوسو بتلك المعتقدات، الأمر الذي جعلهم يكثرون من الأكل الصحي، كالبقول الجافة واللحم المجفف وغيرها.

وتشهد الشواطئ إقبالاً كثيفاً من المصطافين في موسم أوسو، خاصة صباحاً وبعد الغروب، تفادياً لشدة الحر وسط النهار، حيث يختار المصطافون الأوقات التي تغيب فيها الشمس للبقاء وقتاً أطول في المياه للاستشفاء من عدة أمراض جلدية ومن امراض المفاصل.

 ولرمال الشواطئ نصيب

لا يقتصر الاستشفاء على المياه فقط، بل إن لرمال الشاطئ نصيباً أيضاً، حيث يعمد الناس لدفن أو "ردم" أجسامهم بالكامل أو جزئياً بالرمال، ويرتدون غطاء رأس أو مظلة تقيهم حرارة الشمس، ويضعون بجانبهم قارورة من المياه أو العصائر لتعويض السوائل المفقودة من الجسم بسبب الحر.

الامريشمل أيضاً سكان الأرياف والصحراء، الذين يتعذر عليهم الذهاب إلى البحر، فيلجؤون للاستشفاء بمياه العيون ورمال الصحراء، التي تشهد هي الأخرى إقبالاً كبيراً، على غرار العين الساخنة في صحراء الجنوب التونسي، حيث يجتمع الأهالي القريبين إلى الصحراء عند العين الساخنة التي تتدفق بصفة مستمرة، والتي يكثر زوارها ليلاً تفادياً لحرارة الشمس وشدة قيظ الصحراء.

أوسو إله البحر

يخصص أهالي الساحل التونسي لموسم أوسو مهرجانا يحتفلون به كل سنة، وهو كرنفال أوسو، الذي تقول الأسطورة إنه إله البحر لدى الفينيقيين منذ أكثر من ألفي سنة، وصُوّر على أنه رجل أشعث ذو شعر طويل، يمسك بعصاه محاطاً بخيرات البحر، نحتت صوره على فسيفساء ولوحات في مدينة سوسة إلى اليوم.  

ويحتفل أهالي سوسة كل سنة بقدوم "بابا أوسو"، وبما تركته أسطورة الإله في المخيال الشعبي لمدة ثلاثة أيام، وهم يؤمنون كل الإيمان أن في البحر شفاء من كل الأمراض؛ فتدق الطبول وتزين الشوارع وتكسوها العربات الرمزية والفرق الفنية واللوحات الراقصة الفلكلورية، تتصدرها عربة "إله البحر" التي يمتطيها الشخصية الأسطورة "أوسو"، ترافقه الموسيقى والأناشيد.