محمد براهمي اغتيل في مثل هذا اليوم منذ تسع سنوات، 6 اشهر فقط بعد اغتيال شكري بلعيد
الشعب نيوز- مكتبة نور. في مثل هذا اليوم، 25 جويلية، من سنة 2013، اغتيل محمد براهمي، الامين العام لحزب التيار الشعبي والنائب بالمجلس التأسيسي، برصاصات غادرة أطلقها في جسده اثنان من الارهابيين التونسيين، بعد أن استدرجه الى خارج منزله ارهابي ثالث يقيم في نفس المنطقة.
جاء اغتيال محمد براهمي 6 اشهر فقط بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وذلك في سياق سلسلة من الاغتيالات والعمليات الارهابية الجبانة التي استهدفت نشطاء سياسيين آخرين وخاصة أفراد كثيرين من قوات الامن الداخلي والجيش الوطني. وكما الحال مع شكري بالعيد، أعلن الاتحاد العام التونسي الاضراب العام يوم 27 جويلية حيث احتشد مئات الالاف من المواطنين في مقبرة الجلاز لحضور موكب دفن محمد براهمي.
للعلم، كانت مصالح معينة في وزارة الداخلية قد تلقت من المخابرات الامريكية اشعارا باغتيال محمد براهمي 10 أيام كاملة قبل وقوع العملية، الا ان تلك المصالح صرفت عنها النظر ولم تولها الاهتمام المطلوب.
نشأته ودراسته
محمد براهمي (15 ماي 1955 - 25 جويلية 2013) هو سياسي تونسي وعضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التيار الشعبي والمنسق العام للحزب والأمين العام السابق لحزب حركة الشعب وينتمي للتيار الناصري. وعُرف بمعارضته الشرسة لحركة النهضة. اُغتيل في 25 جويلية 2013 بأربع عشرة طلقة نارية أمام منزله من قبل بوبكر الحكيم ولطفي الزين.
ولد محمد براهمي بمنطقة الحشانة بولاية سيدي بوزيد في 15 ماي 1955. بدأ دراسته في المدارس الابتدائيّة بمنطقته، ثمّ انتقل إلى المدرسة الإعداديّة بالمكناسي ومنها إلى المعهد الثّانوي بحيّ الشّباب في قفصة، قبل أن ينتقل إلى بنزرت في سنة تعليمه الثّانويّ الأخيرة وينال شهادة الباكالوريا من المعهد الفنّيّ بها. بعد ذلك، درس البراهمي في المعهد الأعلى للتّصرّف وحصل على شهادة الأستاذيّة في المحاسبة سنة 1982.
مسيرته المهنية
بعد تخرّجه، عمل لمدّة سنتين بالمعهد الفني بمنزل بورقيبة في ولاية بنزرت كمدرّس تقنيات اقتصادية ومحاسبة. ثمّ عمل بديوان إحياء المناطق السّقويّة بسيدي بوزيد لمدّة 8 أشهر. ثمّ التحق بالوكالة العقارية للسّكنى سنة 1985 وبقي يعمل بها حتّى 1993. وفي سنة 1994 انتقل إلى المملكة العربية السعودية فعمل بها كمتعاون بالوكالة التونسية للتعاون الفني. ثمّ عاد إلى تونس، وإلى الوكالة العقارية للسكنى في خطّة متصرّف عامّ فيها بداية من 2004.
مسيرته السياسية
منذ كان في الجامعة، انضمّ محمّد براهمي إلى تنظيم كان يُسمّى الطلاب العرب التقدميون الوحدويون وبقي ينشط من خلاله إلى أن أسّس مع رفاقه حركة الوحدويين الناصريين سنة 2005، وقد كانت هذه حركة سرّيّة محظورة بقيت تعمل في الخفاء حتّى قامت الثورة التونسية سنة 2011، فأسّس بعدها حركة الشعب وأخذ أمانتها العامّة. فاز في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي كنائب عن حركة الشعب في دائرة سيدي بوزيد، حتّى استقال منها في مطلع شهر جويلية 2013 ليشارك في تأسيس في 7 جويلية حزب التيار الشعبي الذي التحق حديثا جدا بائتلاف الجبهة الشعبية. طوال مسيرته السّياسيّة، اعتقل محمد براهمي مرّتين سنتي 1981 و1986 وبرّأته المحكمة فيهما. ساند القوى اليسارية والعلمانية أثناء مظاهرات جوان وجويلية 2013 في مصر وقال أن الشعب التونسي سيستلهم من المصريين لإسقاط "الخوانجية"*.
الاغتيال
اُغتيل في 25 جويلية 2013 في حدود السّاعة منتصف النّهار و10 دقائق أمام منزله في حي الغزالة بولاية أريانة بعد أن وُجهت له أربع عشرة طلقة نارية، ستة طلقات في الجانب العلوي من جسده وثمان طلقات في رجله اليسرى، على مرأى ومسمع من أبنائه الـ5 وزوجته وبعض جيرانه. من مسدس عيار 9 ملم.
وحسب بعض أعضاء المجلس التأسيسي الذين توافدوا على مستشفى محمود الماطري، أطلق رجلان يمتطيان دراجة نارية من نوع فيسبا النار على براهمي وهو أمام مقود سيارته وقد تهشم زجاجها الأمامي. ونُقل لمستشفى محمود الماطري حيث توفي. وحملت جثته بعد ذلك لمستشفى شارل نيكول للتشريح.