دولي

الرغيف على قلته وغلائه في لبنان لا يباع للسوريين وقروض دولية لاستيراد المواد الاولية

تتفاقم أزمة نقص رغيف الخبز في لبنان، يوميا، وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين المخابز ووزارة الاقتصاد، بخلاف اتهامات ضد النازحين السوريين. وتشهد المخابز في المحافظات اللبنانية زحمة هائلة وطوابير طويلة، بحيث أصبح الحصول على "ربطة خبز" مهمة شاقة وطويلة.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل شهدت بعض المناطق شجارا عنيفا وإطلاق نار أدى لسقوط جرحى نتيجة التزاحم خصوصاً في منطقتي البقاع والشمال. كما أقدم مواطنون في جبل لبنان على قطع الطرقات أمام المخابز التي أغلقت أبوابها، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.

كما رفعت هذه الأزمة من منسوب العنصرية ضد اللاجئين السوريين، بعد تزايد المطالب بعدم بيع الخبز لهم، واتهامهم بأكل خبز اللبنانيين المدعوم، ومزاحمتهم على قوتهم.

وعمدت بعض الأفران إلى طلب الهوية من المشتري قبل بيعه ربطة خبز في حدث لم يحصل حتى أوقات الحروب. وزادت الأزمة من ازدهار السوق السوداء، حيث بيعت ربطة الخبز في بعض المناطق بأكثر من 70 ألف ليرة.

ولم تنفع تطمينات وزير الاقتصاد اللبناني بدخول آلاف الأطنان من القمح إلى لبنان من تهدئة الأمور التي تزداد تفاقماً بمرور الساعات. وأقرّ البرلمان اللبناني الثلاثاء اتفاقية قرض مقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح.

وربطة الخبز المدعومة من الحكومة اللبنانية تباع على سعر 18000 ليرة لكل 5 أرغفة، اي تقريبا 36 دينار تونسي.

بدوره أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام البرلمان على أهمية تنظيم وصول القمح إلى المطاحن والأفران، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون مرتبطاً بآلية واضحة تُشرف عليها لجنة مختصة.

في غضون ذلك شددت نقابات المخابز والأفران في لبنان على ضرورة تنظيم هذا القطاع وتوفير القمح لجميع المطاحن كي يتم تأمين الطحين إلى كل الأفران بصورة طبيعية.

ولفتت إلى حاجة الأفران لزيادة نسبة إنتاجها لتتوافق مع حجم الطلب المتزايد نتيجة وجود أكثر من 700 ألف سائح من جهة، ولزيادة الطلب على الخبز العربي لارتفاع سعر الخبز الأفرنجي ومشتقاته بعد رفع الدعم عن الطحين المخصص لصناعته من جهة ثانية، مشددة على أن "أصحاب الأفران يعانون من صعوبة العمل في ظل الظروف الراهنة وتهافت المواطنين على أبواب الأفران".

وطالبت النقابات من القوى الأمنية التواجد أمام الأفران لضبط الوضع الأمني. ودعا أمين سر نقابة المخابز العربية في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور المواطنين إلى عدم التهافت أمام الأفران، موضحا أن غالبيتها لا مواد أولية لديها.

ويستورد لبنان بين 600 و650 ألف طن من القمح سنوياً، 80% منها من أوكرانيا.