غزة: ندوة بعنوان: "انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على القضية الفلسطينية"
عقد التجمع الفلسطيني للوطن والشتات وجبهة التحرير الفلسطينية، ندوة بعنوان "انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على القضية الفلسطينية ". حيث كان ضيف الندوة الكاتب السياسي توفيق أبو شومر .
وافتتح الأمين العام للتجمع الأستاذ محمد شريم الندوة ، بالترحيب بالحضور، ورأى أن الحرب الروسية الأوكرانية تحمل فرص تغيّرات دولية سياسية واقتصادية قد تنعكس على القضية الفلسطينية و ما نراه من التطبيع العربي مع إسرائيل، وتراجع الدور الأمريكي كقطب مهيمن على منطقة الشرق الأوسط والتوجه نحو القطب "المعادي" الصين وروسيا وهو ما شهدناه من تطور في العلاقات الملموسة بين روسيا وقادة الخليج وهو ما ينعكس على مسار القضية الفلسطينية .
في السياق ذاته قال الرفيق عدنان غريب أبو الدباح عضو المكتب السياسي للجبهة و مسؤولها بقطاع غزة :" إن مجموعة متغيرات يمكن أن تساعد الفلسطينيين في رسم إيجابي للسياسات المستقبلية، أهمها الدور التاريخي لروسيا والصين في تفهم القضية الفلسطينية، وإمكانية تأثيرها في صناعة معادلات جديدة تغير من الوضع السياسي للقضية ".
من جانبه قال الرفيق الدكتور سفيان مطر عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية ،:"إن الحرب الروسية الأوكرانية تنعكس على القضية الفلسطينية في عدة محاور، أهمها الهجرة اليهودية، ومعالجة الإعلام للقضية الفلسطينية، واستغلال (إسرائيل) للأزمة في القضية مع سوريا، والاقتصاد الفلسطيني ".
تم تحدث الكاتب والمختص في الشأن الأسرائيلي توفيق أبو شومر قائلا ،"أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تنبأت لها إسرائيل مبكراً و قد أخذت السياسة الإسرائيلية الخارجية في التعاطي مع هذه الحرب حيت كان باديا عليها الارتباك؛ معللا ذلك بمحاولة اسرائيل لعب دور الوساطة بين طرفي النزاع، وذلك لاعتبارات عدة، منها وجود نحو مليون يهودي إسرائيلي من أصول روسية، وكذلك وجود نحو 600 ألف يهودي يعيشون في كلا من روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة مع الجانب الروسي فيما يتعلق بالتفاهمات المرتبطة بالملف السوري، في المقابل".
,وأوضح الكاتب أبو شومر إن الاحتلال الإسرائيلي رأى أن السلوك الأمريكي الحذر والمتردد في تقديم الدعم العسكري للحكومة الأوكرانية، ربما يُمّثل دافعاً مهماً لتشكيل منظومة أمنية إقليمية، تضم إلى جانب "إسرائيل" كلا من الإمارات العربية المتحدة وغيرها.
أما فيما يتعلق بإستغلال "إسرائيل" لهذه الحرب فأوضح قائلا :"أن ذلك يتمثل من خلال استقطاب يهود أوكرانيا، الذين يقدر عددهم من 150 ألف إلى 200 ألف يهودي، وتشجيعهم على الهجرة إلى الكيان الإسرائيلي، والعمل على توطينهم من خلال إنشاء مستعمرات لهم في منطقة النقب وفي الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة .
وأكد الكاتب أبو شومر أن القضية الفلسطينية تواجه تحديًا جادًّا في كسب الاهتمام العالمي المنشغل بالأزمة الأوكرانية والصراع المستجد بين الأقطاب. لكن المتغيِّر الدولي يُمثِّل فرصة سانحة لمحاولة إعادة التموضع، ومن مصلحة الساحة الفلسطينية أن تستثمر الظرف الدقيقة الذي يشهده الوضع الدولي في ممارسة الضغط وتصعيد تحركاتها الرامية للتخلص من الاحتلال، خصوصًا مع توفُّر محفِّزات متزايدة للغضب الشعبي الفلسطيني في مواجهة انتهاكات الاحتلال.
ويرى الكاتب أبو شومر أن على القوى الفلسطينية أن تسارع إلى اغتنام اللحظة في صياغة خطوط عريضة على الأقل لبرنامج وطني فلسطيني للتحرر من الاحتلال، والسعي إلى فرض مطالب الشعب العادلة وتغيير بعض قواعد اللعبة المفروضة على الواقع الفلسطيني، مع تفويت الفرصة على إمكانية إفراغ هذا التوجه من محتواه عبر مسارات تفاوضية مجربة سلفًا وأثبتت التجربة فشلها.
واعتبر أن الموقف الفلسطيني الرسمي من الحرب الروسية الأوكرانية، اتخذ موقف الحياد الصامت حتى الآن، لكنه يعبر عن ضبابية وتشويش في الرؤية والاستراتيجية، وبعد مرور وقت على الحرب وتداعياتها المتسارعة، لم تتخذ إجراءات وخطوات سريعة لتوظيف الحرب لمصلحة القضية الفلسطينية.
وأشار الكاتب أبو شومر إلى أن استمرارية وتطور الحرب في أوكرانيا والتداعيات التي ستنتج عنها، سوف تحدد مدى طبيعة الانعكاسات على القضية الفلسطينية. وقال إن هناك مجموعة من التأثيرات والانعكاسات وهي: استمرار وزيادة تهميش القضية الفلسطينية، وتركيز الإعلام العالمي والعربي على الحرب في أوكرانيا، وهو يضاف إلى حالة التهميش الناتجة عن توقيع اتفاقيات التطبيع الأخيرة
وتابع أبو شومر :"علينا كفلسطينيين الاستفادة من سياسات العقوبات ونزع الاستثمارات التي تقودها الولايات المتحدة وحلفائها ضد روسيا في مواجهة السياسات والجهود الدعائية المناهضة لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، ونزع الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه ".