دولي

مواجهة بين بيكين وواشنطن يتوقعها العالم في ظل زيارة مسؤولة أمريكية الى تايوان

وسط تقارير عن عزم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي زيارة تايوان رغم التحذيرات الصينية العالية النبرة، يترقب العالم المآلات المحتملة لهذه المواجهة المحمومة بين واشنطن وبكين.

وفي هذا السياق، حذرت الصين على لسان الناطقة باسم خارجيتها "هوا تشونيينغ" الولايات المتحدة الثلاثاء من أنها “ستدفع الثمن” في حال زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، في ظل احتدام التوترات بين بكين وواشنطن.

وفي وقت سابق هددت الصين بأنها ستتخذ إجراءات “حاسمة وفعالة” وأن جيشها “لن يقف مكتوف الأيدي” في حال قررت بيلوسي زيارة تايوان.

من جانبه، صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الصين “هي التي ستتحمل مسؤولية أي أزمة أو تصعيد نتيجة زيارة بيلوسي لتايوان”. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر قافلة من مركبات القتال المشاة التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني تسير في أحد شواطئ مقاطعة فوجيان القريبة من تايوان.

وأظهرت مواقع مختصة لتعقب رحلات الطيران، أن “طائرة خاصة تابعة للقوات الجوية الأمريكية أقلعت من كوالالمبور وتتجه جنوبا”. ولم يتم التأكيد على أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي على متنها.

كما أبحرت حاملتا الطائرات التابعتان للبحرية الصينية “لياونينغ” و”شاندونغ” من قواعدهما وسط توترات حول زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي.

وقالت صحيفة “جونغو شيباو” التايوانية نقلا عن مصادرها إن سفينة “لياونينغ” غادرت ميناء تشينغداو في مقاطعة شاندونغ الشرقية في 31 جويلية، ومن المتوقع أن تبحر جنوباً وتصل إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية في بحر الصين الشرقي.

وأبحرت حاملة الطائرات “شاندونغ”، المتمركزة في سانيا بجزيرة هاينان، في 1 أوت ، ويتوقع أن تصل إلى منطقة شمال شرق جزر دونغشا الواقعة بشمال بحر الصين الجنوبي، حيث ستنتشر في القاطع الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي لتايوان.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفينتين “لن تدخلا مضيق تايوان”. وذكرت تقارير إعلامية تايوانية أنه “تم رصد مدمرة صاروخية صينية وفرقاطة صاروخية على بعد 45 ميلاً بحرياً جنوب شرق جزيرة الأوركيد “السحلبية” التابعة لتايوان صباح الثلاثاء”. ويجري الجيش الصيني تدريبات عسكرية في خليج بوهاي بالبحر الأصفر في الفترة من 1 إلى 4 أوت، ومناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي في الفترة من 2 إلى 6 من نفس الشهر .

هذا تلقى مطار تايوان الدولي في تايبيه بلاغا بوجود عدة عبوات ناسفة زرعت فيه بهدف تعطيل زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، رغم أنها من المقرر أن تصل إلى مطار آخر.

وحسب وسائل إعلام صينية، فإنه جاء في نص البلاغ، الذي تلقاه المطار هذا الصباح قبيل وصول بيلوسي المحتمل إلى الجزيرة بساعات، أنه “لمنع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تم زرع ثلاث عبوات ناسفة في المطار”.

وقامت إدارة المطار على الفور بإخطار جهاز أمن المطارات ووزارة النقل وهيئة الطيران المدني والشرطة، وبدأت وكالات إنفاذ القانون بالعمل على تحديد هوية المرسل.

من جهتها، أكدت تايوان أنها “مصممة وقادرة وواثقة” من أنه بإمكانها حماية نفسها من “تهديدات الصين”. جاء ذلك في بيان نشرته الثلاثاء وزارة الدفاع التايوانية، قائلةً “نعد بعناية مخططات عدة وستنشر القوات المناسبة للرد.. على التهديد الذي يشكله العدو”. وأعلنت الدفاع التايوانية صباح الثلاثاء أن “الأفرع الثلاثة للقوات المسلحة ستدخل مرحلة الجاهزية القتالية المرتفعة من الساعة 8:00 صباح اليوم وحتى الساعة 12:00 ظهرا الخميس، وذلك رداً على التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية التي تجريها الصين وسط توقعات زيارة  بيلوسي إلى تايبيه”.

وأفادت تقارير أن عددا أكبر من المعتاد من الطلعات الجوية شوهدت هذا الصباح في قاعدة تشيايي الجوية، حيث أقلعت طائرات تايوانية من طراز F-16V مزودة بالكامل بالقنابل والصواريخ. كما وصلت ثماني مقاتلات من طراز “ميراج 2000” إلى قاعدة تايتونغ الجوية في جنوب شرق الجزيرة لتعزيز القوات المنتشرة هناك.

وأوضحت التقارير أن بيلوسي، التي يتوقع أن تتوجه إلى تايبيه مساء الثلاثاء على رأس وفد من ستة أشخاص يمثلون الحزب الديمقراطي، ستمر الطائرة العسكرية الأمريكية الخاصة التي تقلها، إلى الجزء الشمالي من الجزيرة عبر الساحل الشرقي، إذ يبدو أن الجيش التايواني يكثف الإجراءات الأمنية في ذلك الجزء من المنطقة.