تزامن مشبوه بين الاعتداء على موسي وكشف قزارة وقرافي عن تقرير تفقدية وزارة العدل حول ملفي العكرمي وراشد !!
أنا على يقين يتحدّى أي شكّ أنّ نفس الغرفة الأمنيّة - مع تغيّر الجهة السياسيّة صاحبة التعليمات - والتي سبق وجنّدت المخبر الصحبي صمارة للتجسّس وكتابة التقارير على أبناء الاتحاد العام لطلبة تونس وعلى اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل هي التي أوعزت له القيام بهذه "المسرحيّة" (المدانة) بالاعتداء على رىيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي لصرف الأنظار عن قضيّة الرأي العام الأولى وفضيحة الدولة التي كشفتها اليوم الاستاذة ايمان قزارة عن هيئة الدفاع في قضيّة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد براهمي والمتمثلة في عرض جزء ممّا تضمّنه تقرير التفقدية العامة بوزارة العدل من حقائق صادمة حول ملفّ القاضيين بشير العكرمي والطيّب راشد، استكمالا لما عرضته قبل يومين في لقاء اذاعي الرئيسة الشرفية لجمعيّة القضاة التونسيين القاضية روضة قرّافي.
الصفعات التي تلقتها عبير موسي مدانة بكل العبارات والاعتداء عليها الموثّق يعدّ جريمة مكتملة الأركان، بقطع النظر عن الموقف السياسي منها ومن حزبها، وهي بنظري اهانة تتجاوز شخصها لتمسّ كرامة كل التونسيين الشرفاء وبالأخصّ التونسيّات الشريفات وتأتي في سياق تصاعد الاعتداءات الاجرامية على الكثيرات منهن في الايام والاسابيع القليلة الماضية والتي وصلت بعضها قمّة التوحّش و"الساديّة".
لكنّ تبقى الحقائق التي كشفتها قزارة وقرّافي هي الأخطر على الأمن القومي التونسي وعلى استمراريّة مرفق العدالة واستقلاليّة القضاء. والخوف كلّ الخوف أن تنجح ماكينة الالهاء الجهنميّة التي تحرّكها "مافيات" تحالف منظومتي "الارهاب والفساد" المتغلغلة في مفاصل الدولة والمحتلّة لجزء من مفاصل القضاء التونسي من خلال "كولوارات استيطانيّة".
واستغلال هذه الحادثة واستثمارها لحرف أنظار الرأي العام وتوجيهه نحو القضايا الهامشيّة والثانويّة قياسا بالقضايا الرئيسيّة الكبرى.
*خليفة شوشان