ثقافي

خيط البحث والاضافة الرابط بين عروض زهير قوجة وصبري مصباح وشادي القرفي وحاتم اللجمي

خصص مهرجان الحمامات الدولي في دورته الـ56 لسنة 2022 حيزا هاما للموسيقيين التونسيين الذين أثروا المشهد باعمال فيها بحث وتجديد رغم انها نهلت من الموروث والتراث الشعبيين. كيف لا وقد مر على المهرجان كل من صبري مصباح وزهير قوجة وشادي القرفي وحاتم اللجمي.

وقد اجتمع هؤلاء في النهل من موسيقى المزود والموسيقى الصوفية وموسيقى السطمبالي وغيرها من الموسيقات القريبة تونسية كانت أو اجنبية. واشترك جميعهم في تشريك مغنيين مشهورين لنمط المزود ولبعض النوبات في عروضهم. نذكر هنا عبدالكريم البنزرتي مع صبري مصباح وفوزي بن قمرة وصالح الفرزيط مع شادي القرفي وعبدالرحمان الشيخاوي ووصال ناصر مع زهير قوجة اضافة الى الممثل جمال المداني مع حاتم اللجمي.

أربعتهم، أي الموسيقيينن، أنجزوا اضافات متفاوتة الوقع لكنها حققت ما يسمى " المزج" للوصول الى موسيقى يمكن ادراجها في ما يسمى اليوم " موسيقات العالم" ويمكن الاستماع اليها في جهات العالم الاربع. ففي "مزيج" عمل زهير قوجة على دمج التراث الموسيقي للجنوب الشرقي والوسط والشمال والشمال الغربي التونسي بتوزيع جديد ممزوج مع الموسيقى الإلكترونية جمع ثلّة من الموسيقيين والعازفين من مختلف ولايات الجمهورية. كما اختلطت الآلات وامتزجت القمبرة بآلة المزود والموسيقى الالكترونية وموسيقى السطمبالي  وأغاني التراث الكافي الشهيرة صحبة "القصبة" التي امتزجت مع بقية الآلات مثل المزود والزكرة والقصبة والقمبري والقمبرة بالإضافة إلى الآلات المكسيكية المتمثلة في "ليونا" و "ريكانتو" التي تربطها علاقة تاريخية قديمة بالموروث الموسيقي لتونس حسب الفنان زهير قوجة.

من جهته، غنى صبري مصباح "مش مني" و"ياروحي" و"ها وليدي" و"سيد الاسياد" باللهجة التونسية المشبعة بالثقافات الأصيلة مطعمة بالإيقاعات الغربية وخاصة منها موسيقى "الروك"، خاصة وانه استعان بمجموعة من أمهر العازفين والايقاعيين وهم ندى محمود وصحبي بن مصطفي ونصر الدين الشبلي محمد الخشناوي، وهادي الفاهم ومروان سلطانة وسليم عرجون ويوسف سلطانة إضافة إلى محمد بن صالحة.

أما شادي القرفي ، الوفي للموسيقى الاوركسترالية والسنفونية، فقد أبدع من خلال بحث موسيقي بعنوان "نشيد الفرح" في مزج غير مألوف بين الموسيقى الأوركسترالية والفن الشعبي وتجربة فريدة من نوعها تناغمت فيها أغاني المزود مع الموسيقى الاوركسترالية لتنسج تزاوجا بارعا بين هذين النمطين الموسيقيين، تصور فني أكد أن التوجهات الموسيقية لا حدود لها وأن الانفتاح على الأنماط الموسيقية الأخرى والمزيج في ما بينها قد يساعد على بناء تصورات جديدة في موسيقى مبتكرة  ومنفتحة على التجديد.  
رابع الاربعة حاتم اللجمي صاحب عرض "ربوخ" الذي قدم خلاله 20 عنصرا بين موسيقيين وتقنيين وممثلين مزجا محكما بين الأغاني الصوفية والإيقاعات السريعة، وغنى فريق العرض بعبق البخور التونسي ل"سيدي علي عزوز" و"سيدي عبد القادر" و"المنوبية" و"سيدي علي بن سالم"، وغيرها من الأغاني الضاربة في جذور التاريخ الصوفي التونسي.
"ربوخ" هو انعكاس للقفزة النوعية التي عرفها فن المزود مؤخرا ليستعيد بريقه بين مختلف الانماط الموسيقية الأخرى، وقد أثبت هذا العرض ميول الذائقة الفنية للمزود ومطلبا لفئة كبيرة من الشريحة الجماهيرية. 

أعمال لفتت الانتباه ولاقت استحسان الجمهور. واذا كان لابد من البحث على خيط ناظم بينها، فاننا نجده عند ادارة المهرجان وخاصة منها مستشارها الفني الاستاذ حمدي مخلوف. هي أعمال تستحق المزيد من الدرس، وتحث على مزيد من البحث، وكم نتمنى أن يقع عرضها في جميع جهات الجمهورية حتى تعم فائدتها على اكبر عدد ممكن من المواطنين المتعطشين الى الفرح.

الشعب نيوز/ قسم الاتصال بمهرجان الحمامات (معلومات وصور)