دولي

استمرار هروب الأدمغة من أفغانستان بعد عام من عودة طالبان للحكم

رغم دعوات حركة طالبان للأفغان المتعلمين للمساهمة في إعادة إعمار البلاد، فإن النخبة الأكثر تعليما من الشعب الأفغاني التي هربت من البلاد بعد سقوط كابول لا تبدي أي رغبة في العودة طالما بقيت الحركة الإسلامية في السلطة.

بعد منع الطالبات من العودة إلى مقاعد الدراسة في مارس 2022، أصبحت شبكة الإنترنت الوسيلة الوحيدة لاستكمال الدراسة الجامعية في أفغانستان. ولكن مع سوء الخدمة وانقطاع الكهرباء، فإن التعلم عن بعد بات في معظم الأحيان يتطلب صبرا كبيرا لشابات أفغانستان الطامحات في مستقبل أفضل.

ولا يعد الهروب الجماعي للأفغان أمرا جديدا. فبعد أربعة عقود من النزاعات، يشكل الأفغان أكبر عدد لاجئين حول العالم. فحسب الأمم المتحدة، إن عدد اللاجئين الأفغان يبلغ 2.6 مليون شخص ولكن الخبراء يقدرون أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير.

وضاعفت حالة الفزع التي خلفها هجوم طالبان الخاطف على كابول من هذه الظاهرة. وسرعت في هروب الأكثر تعليما منهم إلى الخارج. وسرعان ما أثار هروب الأدمغة قلق طالبان التي ينحدر معظم منتسبيها من مناطق ريفية ولا يملكون أي كفاءة لممارسة السلطة.

وكان الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد طالب الغرب بالاكتفاء بإجلاء الأجانب وترك "الخبرات الأفغانية" بالبلاد. ولإقناع هؤلاء بالبقاء، وعدت حركة طالبان بعفو عام مؤكدة ألا أحد في أفغانستان "سيكون مهددا".

ولكن في وقت لاحق، انقطع حبل الثقة. حيث لم تلتزم طالبان بأي من وعودها. إذ وعدت الحركة المجتمع الدولي بالسماح للبنات بالدراسة، ولكنها تراجعت عن كلامها يوم إعادة فتح المؤسسات التعليمية ما أدى إلى خيبة أمل وسط الطالبات الأفغانيات.

ووسط معاناتهم من أزمة إنسانية غير مسبوقة والخوف على أمنهم الخاص، أصبح الجزء المتعلم من الشعب الأفغاني يرى الأمل بمستقبل أفضل يضيق شيئا فشيئا منذ عودة طالبان للسلطة. وتحت تأثير العقوبات الغربية، انهار القطاع البنكي مع التوقف الفجئي للمساعدات الدولية التي كانت تمثل 45 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.