أربعة كنائس تجمع المصريين في 4 أيام
صباح الأحد الماضي، عاش مصريون لحظات عصيبة، وهم يقاومون الموت، بفعل ألسنة اللهب، وسحائب الدخان، حتى مات منهم 41 شخصا.
لم يكن هناك حديث في مصر في ذلك "الأحد المشؤوم" إلا عن الموت، وما أحدثه الحريق في كنيسة أبو سيفين في منطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة.
كانت أصابع الاتهام تشير إلى الكهرباء وأجهزة التكييف، بسبب خلل نجم فيهما، بحسب بيان لوزارة الداخلية المصرية، وهو ما خلصت إليه النيابة.
ورغم كآبة الحدث، إلا أن معدن المصريين كان خاطفا للأنظار أيضا، شهامة المسلمين والجيران في الحدث، أنقذت الأرواح، كما حدث مع محمد يحيى، الذي نطق الشهادة ثم سارع إلى دخول الكنيسة لإنقاذ الأطفال والكبار على حد سواء، ونجح في ذلك، حتى كسرت ساقه، وهو يحمل مسنا.
صور الدعم والمحبة، بين مسلمي مصر ومسيحييها، جلية للجميع، وظاهرة مع كل حدث يمر على أبناء الوطن الواحد. فالكنيسة المصرية وهي تنعى الضحايا، كان الأزهر يفتح أبواب مستشفياته، ويقدم تعويضات لأهالي الضحايا والمصابين، في مشهد يتكرر في مصر، لكنه محبب إلى القلوب.
ومنذ الأحد وحتى اليوم ، الـ18 من أوت ، شغلت عدة كنائس في مصر الأذهان، ولم تكن لتشغل ذلك الحيز من الاهتمام إلا بعد ذلك الحريق الذي نشب في "أبو سيفين". لكنها جميعا كانت تقع ما بين "الكهرباء/ الحرائق".
- كنيسة أبو سيفين
مع اللحظات الأولى للحادث، انتقل مسؤولون إلى الكنيسة ومحيطها، تحدثوا مع السكان وأهالي الضحايا. على رأسهم رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي قال إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتقديم كافة الدعم للمصابين وأهالي الضحايا، مقدما التعازي لهم.
وقررت الحكومة المصرية بالتنسيق مع وزيرة التضامن الاجتماعي، صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل ضحية، وما يصل لـ20 ألف جنيه لكل مصاب، بحسب درجة إصابته.
وأقيمت مراسم تأبين الضحايا في كنيسة العذراء بالوراق، شمال الجيزة، وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل. وأظهرت الصور تعاطف مسلمين وصلوا إلى مراسم التأبين لمواساة أهالي الضحايا.
مشاهد الدعم أبرزت قيم المواطنة والمحبة بين المصريين، وقطعت الطريق على كل محرك للفتنة أن يلعب دورا ولو صغيرا، فالدعوات كانت تنطلق على ألسنة المسلمين قبل المسيحيين، والدعم بكل أشكاله المادية والمعنوية كان حاضرا.
- كنيسة الأنبا موسى بالهرم
لم تمر 24 ساعة على حريق كنيسة أبو سيفين، حتى انتشرت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي بنشوب حريق في كنيسة الأنبا موسى بالهرم في محافظة الجيزة. بدا النبأ مخيفا ولاقى انتشارا سريعا، بسبب حادث الأحد.
لكن محافظة الجيزة نفت نشوب حريق بالكنيسة، وأوضحت أنها حرائق في مخلفات بقطعة أرض فضاء بجوار الطريق الدائري، وتبعد 200 متر عن الكنيسة، وجرى رفع المخلفات سريعا. كما طالبت وسائل الإعلام والجميع بتحري الدقة فيما ينشر. ودفعت المحافظة الحماية المدنية بسيارتي إطفاء لإخماد الحريق والسيطرة عليه.
- كنيسة الأنبا بيشوي في المنيا
الثلاثاء الماضي، اشتعلت النيران في كنيسة الأنبا بيشوي في محافظة المنيا جنوب مصر. حريق نجا منه 50 طفلا و20 خادمة من موت كان محققا.
وقالت الكنيسة في بيان، إن التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أشارت إلى أن الحريق كان بسبب شموع يلهو بها طفلان داخل الهيكل بالقرب من المذبح، دون قصد منهما. وهو ما تؤكده كاميرات الكنيسة.
واستدعت النيابة العامة المصرية، الطفلين اللذين ظهرا في الفيديو، كما استدعت أسرتيهما، وأقروا جميعا بما ظهر في التسجيلات المصورة.
- كنيسة القديسين مكسيموس ودومايوس
أخلت كنيسة القديسين مكسيموس ودماديوس، في محافظة الإسكندرية، الأربعاء، من المصلين المتواجدين بها، عقب انقطاع تيار كهربائي، تحسبا لاندلاع حريق في أي لحظة.
قالت الكنيسة في بيان إن الكابل الرئيسي المغذي للكنيسة فصل، نتيجة زيادة الأحمال الكهربائية "حرصا على سلامة شعب الكنيسة تم فصل الكهرباء وإخلاء الكنيسة من المصلين، وتم إصلاح العطل ورجوع التيار الكهربائي".
ومع كل حدث يخص كنيسة مصرية، كانت الكنائس تحذر من الشائعات، وتناول الأخبار دون مصدر أو دليل، لما له من أثر سلبي على المجتمع، وما قد يحدثه من ضرر، وساهمت البيانات السريعة في وأد الشائعات وهي ما تزال في مهدها.