دولي

الإضرابات العمالية تُدخل سلاسل الإمدادات في أزمة جديدة

فاقمت الإضرابات العمالية المنتشرة في عدة دول من أزمة التوريد عالميا، التي تعاني في الأصل من اختناق أدى الى تباطؤ العديد من القطاعات.

وتواجه سلاسل التوريد حول العالم، بعض العقبات المستجدة ما قد يعيد أزمة ارتفاع أسعار النقل البحري عالميا.

العقبة الأولى تتمثل في بطء صناعة الحاويات لأسباب مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في الصين التي تعد الأهم في تصنيع الحاويات التجارية.

وقننت الصين الأسبوع الماضي، الكهرباء في شنغهاي -عاصمة التجارة الصناعة في الصين- ضمن جهود ترشيد الطاقة الكهربائية في عموم البلاد بسبب الحرارة المرتفعة وما يقابلها من استهلاك أكبر للطاقة.

ودخلت الإضرابات العمالية على الخط، لتعقد أزمة الإنتاج في الدول الصناعية، وصعوبة نقلها للأسواق الاستهلاكية بسبب إضرابات عمالية في عديد من دول العالم.

وضربت الإضرابات العمالية عدة مدن حول العالم خلال الأسبوع الماضي في منحنى يتخذ مسارا تصاعديا في ظل رفض الشعوب لفواتير التضخم.

يواجه العمال حول العالم ظروفا صعبة منذ بداية جائحة كورونا، خاصة بعد أن أدت اضطرابات سلاسل الإمداد إلى إلغاء ملايين الوظائف، أو كبدتهم خصومات كبيرة على أجورهم.

وبعد فترة من الظروف الصعبة، ومع انحسار جائحة كورونا، فوجئ العمال بجائحة تضخم ضربت أجورهم في مقتل وجرفت العديد منهم أسفل خط الفقر.

في ألمانيا، ما تزال المفاوضات بين نقابة العمال فيردي والرابطة المركزية لمشغلي الموانئ البحرية الألمانية (ZDS) غير حاسمة، هذه هي الجولة العاشرة من المفاوضات.

وسيكون تاريخ 22 أوت الجاري، آخر موعد تحدده المحاكم؛ وإذا فشل الطرفان في التوصل إلى حل وسط في هذه الجولة العاشرة من المفاوضات، يمكن لعمال الميناء أن يضربوا مرة أخرى، ما يعني مزيدا من تراكم السلع.

الصراع العمالي محسوس أيضًا في المملكة المتحدة؛ وبداية من 21 أوت الجاري، يخطط 1900 عامل رصيف في ميناء فيليكسستو، أكبر ميناء للحاويات في المملكة المتحدة، للإضراب بعد فشل المحادثات بشأن نزاعهم المستمر على الأجور.

وسيستمر الإضراب حتى 29 أوت الجاري، في الميناء الذي تتم من خلاله معالجة ما يقرب من 40% من جميع الحاويات التي تصل وتغادر المملكة المتحدة.

يتعامل الميناء مع أكثر من 4 ملايين حاوية مكافئة سنويا؛ ما يعني أن من شأن الإضراب أن يؤثر على العديد من الكيانات التجارية في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وبسبب هذه الإضرابات، ستشهد السفن تأخيرات في الرسو، وسيزداد الازدحام في المحطات وكذلك في المستودعات الداخلية، وبالتالي سيواجه الشاحنون والمرسلون تأخيرات هائلة في تنفيذ النقل؛ فيما يعني إضراب لمدة أسبوع أن علاجه تبعاته قد يستغرق شهرين إلى ثلاثة.

وفي الصين، تجبر درجات الحرارة المرتفعة بعض الشركات المصنعة، على وقف الإنتاج لمدة ستة أيام بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي تخطط له الحكومة.

وفي إعلان مشترك أصدرته إدارة الاقتصاد والمعلومات بمقاطعة سيتشوان وشركة سيتشوان للطاقة الكهربائية التابعة للدولة، تم توسيع قطع الكهرباء الصناعية إلى 19 مدينة وسلطة قضائية في المقاطعة، من الاثنين المقبل إلى السبت.

وفي الوقت نفسه، فإن النقل بالشاحنات في جميع أنحاء البلاد سيكون أبطأ من المتوسط، ​​بسبب متطلبات اختبار سائق الشاحنة لفيروس كورونا.