العودة المدرسية 2022-2023 سيرا على الأقدام والخيار الوحيد حاليا إما أن يدرس الابناء أو يشتغل الأولياء
الشعب نيوز / نصر الدين ساسي . لم يعد يفصلنا عن العودة المدرسية سوى أسبوعين فقط وإلى حد الساعة لا وجود لمخطط من أجل إنجاح العودة المدرسية أو ضمان حد أدنى من الخدمات للتلاميذ والطلبة ومستعملي النقل العمومي في تونس الكبرى.
الجامعة العامة للنقل بالاتحاد العام التونسي للشغل وجّهت مراسلات متكرّرة منذ فترة دون تلقي ردّ، لعقد جلسات عمل حول العودة المدرسية والواقع المتردي والخطير لشركة نقل تونس على مستوى جاهزية الأسطول من حافلات وعربات مترو في علاقة بقطع الغيار والصيانة التي تكاد تكون منعدمة حيث انخفض عدد عربات المترو خلال السنوات الأخيرة من 180 عربة في 2010 إلى 120 في 2014 وحاليا لا يشغل الاسطول إلاّ 28 عربة مترو بمعدّل أعمار يفوق العشرين عاما وهناك عربات قيد الاستعمال يفوق عمرها الثلاثين عاما، والعربات الثمانية والعشرين الموجودة حاليا تؤمّن ستة خطوط وهي (1.2.3.4.5.6) أي بمعدل 4 عربات للخط الواحد علما أنّ خطوط المترو الستة تؤمّن نقل اكثر من 500 ألف مسافر يوميا ولكم أن تتخيلو حجم الكارثة التي ستتفاقم تدريجيا بنهاية نظام الحصة الواحدة لتبلغ أشدها مع بداية العودة المدرسية والجامعة.
وضع الحافلات كذلك كارثي من حيث جاهزية الأسطول وتوفر مسلتزمات الصيانة وقطع الغيار حيث كان عدد الحافلات بالأسطول 350 عام 2010 حاليا لا يتجاوز عدد الحافلات 220 لإقليم تونس الكبرى بما في ذلك النقل المدرسي الذي يستغلّ في المعدل 70 حافلة أي إن عدد الحافلات الذي سيكون على ذمة المواطنين لن يتجاوز 150 حافلة ولا ننسى الأعطاب والصيانة. إذن يمكن أن نصل إلى وضعية مفاضلة إما أن يذهب الاولياء للعمل ولا يدرس الأبناء أو أن يدرس الأبناء ولا يعمل الاولياء ليكون الخيار الأخير عودة مدرسية سيرا على الاقدام.
التراخي في التعامل مع الكارثة التي نبهت إليها الجامعة العامة للنقل سيجعل من العودة المدرسية خلال الثلاثية الأولى جحيما للجميع وقد أكد لنا الاخ وجيه الزيدي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل باتحاد الشغل في هذا الإطار قلق الجامعة وانشغالها بظروف العودة المدرسية وعجز شركة نقل تونس عن توفير خدمات للطلبة والتلاميذ وعموم التونسيين جراء التراخي الغريب في التعاطي مع هذا الملف والتحرك المتأخر لإقتناء حافلات مستعملة من فرنسا لن يكون متاحا إلا في غضون 4 أو 5 أشهر وهو ما يعني إستحالة العودة المدرسية وبداية الجحيم اليومي للتونسيات والتونسيين. وأضاف الأخ وجيه الزيدي بأن أعوان نقل تونس بدورهم يعيشون هذا الجحيم منذ فترة مع تتالي الأعطاب وعدم جاهزية الاسطول مما بعرّضهم للعنف والتهجم من قبل المواطنين لاعتقادهم خطأ بمسؤولية الأعوان عن الوضعية الحالية وشدّد بأنّ الجامعة أطلقت صيحة فزع ونادت عديد المرات بوجوب الإسراع بمعالجة ملف النقل لكن التراخي وعدم المسؤولية في التعامل مع حق التونسيات والتونسيين في النقل سيصيب كامل الأسطول بالشلل في الاسابيع القادمة وسيعرف حينها التونسيون والتونسيات حجم الكارثة وحجم المعاناة ومعنى إصرار الاتحاد على ضرورة إصلاح القطاع العام.