وثائقي

لجأ له حشاد سنة 1950 : المؤتمر غير الانتخابي ليس بدعة وقراراته تبقى بأيدي النقابيين.

 قضت احدى المحاكم التونسية برفض دعوى أثارها أمامها بصفة استعجالية عدد من النقابيين اعترضوا على عقد المؤتمر الاستثنائي غير الانتخابي الذي قرره المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل قبل اكثر من سنة. فهو ليس بدعة في تونس وفي الخارج.

وخارج اطار التقاضي ، يعترض نقابيون كثيرون على صبغة غير الانتخابي ويرون ان المؤتمرات جعلت لتكون انتخابية فقط.

والحقيقة أن المؤتمر الاستثنائي غير الانتخابي ليس بدعة سواء في تونس وخاصة خارجها. فقد عرفه الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الزعيم فرحات حشاد سنة 1950 لما اختلف النقابيون حول الانضمام من عدمه الى الكنفدرالية العالمية للنقابات الحرة ( سيزل) مقابل الانسلاخ من الجامعة النقابية العالمية ( اف اس ام).

 وهو تقليد معمول به في اغلب المنظمات القريبة من الاتحاد والشبيهة به القطرية منها والدولية باعتبار أنه يخصص لمراجعة القوانين واقتراح اللوائح وغيرها من المسائل وخاصة برنامج العمل الموكول تطبيقه الى القيادة الجديدة. من أبرز الامثلة على ذلك، السيزل نفسها والاتحادات القطاعية الدولية والمنظمات الفرنسية والاتحاد المغربي للشغل.

 وفي سي جي تي الفرنسية مثلا يقع دفع النقاش والحوار وتبادل الآراء الى ابعد مدى ممكن حيث ينظمون نوعأ من سبر الآراء على المترشحين المحتملين للقيادة بصفة عامة وللأمانة العامة بشكل خاص.  

يبقى قرار أي تحوير أو تغيير في النصوص القانونية بين أيدي النقابيين أنفسهم. كما يبقى بين أيديهم وأفئدتهم وهم في خلوة التصويت الحرية المطلقة لانتخاب من يرونه كفأ وصالحا للدفاع عن مطالب الشغالين ومؤتمنا على الاتحاد والبلاد وأمينا في أداء مهمته. وكم من مفاجآت أتت بها الانتخابات في مسارات معاكسة تماما لما وقع التخطيط له في بعض الأحيان حتى بحكم القانون.

حمدي البرجي