ثقافي

بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية تونس تحتضن حفل تدشين الجزء الثاني من كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"

احتضن المعهد الوطني للتراث (معلم دار حسين) بالمدينة العتيقة مساء الأربعاء حفل تدشين الجزء الثاني من كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية".

حفل تدشين هذا المنجز العلمي التوثيقي، أقيم تحت إشراف رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان وبحضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي ورئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) محمد ولد أعمر. كما حضره عدد من وزراء الشؤون الثقافية السابقين إلى جانب سفير المملكة العربية السعودية بتونس عبد العزيز بن علي الصقر، وسفير البحرين ابراهيم محمود أحمد عبد الله وسفير جمهورية مصر العربية إيهاب مصطفى.

هذا الكتاب الصادر بثلاث لغات (العربية، والإنقليزية والفرنسية) يهدف، بحسب ما جاء في بلاغ صادر عن الوزارة، إلى التعريف بمواقع التراث العالمي في الوطن العربي، وهي مواقع تمتد من المغرب العربي إلى الخليج وتتنوع بشكل كبير بين مواقع ثقافية وطبيعية، ويصل عددها في الجزء الثاني من الكتاب إلى 86 موقعاً، بزيادة قدرها 20 موقعاً عن النسخة الأولى من الكتاب، حيث تم تسجيل هذه المواقع الجديدة على قائمة التراث العالمي ما بين عامي 2011 و2019.

وقد تم إصدار الجزء الأول من الكتاب سنة 2012 بالتعاون مع وزارة الثقافة في البحرين ومنظمة اليونيسكو ومنظمة الالكسو، وجاء الكتاب ثريا بمجموعة من الصور الفوتوغرافية اللافتة والمميزة، وبتفاصيل دقيقة للمواقع العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي.

وفي كلمتها الافتتاحية أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن هذا الكتاب المتميز بما يحتويه من معلومات تاريخية قيِّمة ودقيقة عن كل هذه المواقع والمعالم الأثرية سيساهم في تعزيز الخريطة التراثية العربية من جهة، وتثمين كل مكوناتها الانسانية والحضارية والطبيعية لتكون مقوما أساسيا للتنمية المستدامة ومحركا فعليا للاقتصاد الوطني، من جهة أخرى.

وبينت أن هذا الكتاب سيكون مرجعا أساسيًّا لكل الباحثين والمهتمين بالتراث العالمي للتعرف أكثر على الصروح الثقافية الأثرية والطبيعية في المنطقة العربية.

ومن جهتها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن إطلاق الجزء الثاني لكتاب "التراث العالمي في البلدان العربية"، يترجم توثيق التراث الفريد والثري الذي يعد على رأس أولويات العمل في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، مشيرة إلى أن المركز يحتفي هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيسه إضافة إلى الاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي.

وأضافت في كلمتها أن هذا الكتاب، يعكس التطلع إلى توفير وثيقة رسمية معتمدة لمواقع التراث العالمي في المنطقة العربية، فضلا عن المساهمة في زيادة الوعي بأهمية هذه المواقع ودورها في تعزيز الهوية الوطنية.

وأوضحت أن الوطن العربي يمتلك تراثاً مادياً وغير مادي يستحق أن يكرّم وأن يتعرف عليه العالم، منوّهة بضرورة تكاتف جهود كافة الجهات العمومية والخاصة من أجل الحفاظ عليه، مشيرة إلى أنه تعرّض خلال السنوات الماضية إلى العديد من التحديات التي أثرت على مستوى حمايته وصونه.

وفي كلمة بالمناسبة، أشاد مدير عام الألكسو بالعمل المشترك، للمنظمة ووزارة الشؤون الثقافية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، في إعداد هذا الكتاب الذي يجسد أهمية التعاون بين المؤسسات الدولية والعربية، مبيّنا أن الشراكات العربية قادرة على النجاح ومواجهة كل التحديات والصعوبات في سبيل المحافظة على تاريخها وحضارتها العريقة من كل الشوائب.

وتضمن الاحتفال عرضاً مختصراً لعمل المصور الفرنسي المتخصص في تصوير التراث العالمي جان جاك جيلبار الذي قام بتصوير كافة المواقع في البلدان العربية التي تضمنها الإصدار.