وطني

ادا كان كادر المستشفيات قليلا ومرهقا فمن سيعمل في المستشفيلت الميدانية؟

 يجري مند أيام/ أسابيع تركيب عدد من المستشفيات الميدانية التي توفرت المواد اللازمة لعملها لكن نشك انه توفر ما يلزم من كادر طبي لتشغيلها.  فالمستشفى الميداني هو بالأساس وحدة طبية متنقلة تهتم بالتدخل السريع للضحايا والمصابين في الموقع قبل أن يتم نقلهم إلى مكان آمن أو إلى مستشفى أكبر. والكلمتان المفتاحيتان في هدا التعريف ، هما الاولى الوحدة الطبية والثانية هي نقلهم الى مستشفى اكبر.

فهل أن المستشفيات الميدانية التي يجري تركيبها هده الايام متكونة من كادر طبي ومعدات معا ام كما نرى من معدات فقط في انتظار ان نجد لها الكادر الطبي اللازم؟

ترددت قبل ان  اكتب هدا الفصل لو لا أن صديقي الدكتور عبد المجيد المسلمي قطع شكي باليقين.

فقد كنت مند البداية ومازالت ضد المستشفيات الميدانية في المدن الكبرى وخاصة بالشكل الاستعراضي الذي يدور حولها هده الايام في اطار من التنافس غير الوظيفي.

أخي وصديقي عبد المجيد المسلمي أيد فكرتي دون ان نناقشها قبلا لما سأل في اخر تدوينة له :

هل صحيح ان المستشفيات تجاوزت طاقة استيعابها و اصبحت عاجزة عن استقبال المرضى؟ هنالك 20 الف سرير في القطاع الصحي العمومي منها 5000 سرير يشغلها مرضى الكوفيد. ونفترض ان 5000 سرير مخصصة للحالات الاستعجالية من غير الكوفيد .

وهنا طرح عبد المجيد المسلمي السؤال الذي لا مفر منه :

لماذا لا تستعمل 10 الاف سرير المتبقية لمرضى الكوفيد؟

بناءا على هدا السؤال ، رفضت وارفض فكرة المستشفى الميداني في المدن وكنت دوما أقول انه من الواجب توجيه اعتمادات أي مستشفى ميداني الى المستشفى القائم الموجود فهو الاقدر على حسن استعمالها وحسن توظيفها وربح أكبر وقت ممكن.

لا أدري مادا يعني المطالبون بالمستشفيات الميدانية : فهل هي الحاجة الى الكادر الطبي وشبه الطبي والعملة أم هي الحاجة الى تلك الاسرة وبعض الاليات من نظم الضغط  والتعقيم ووحدات العناية المركّزة ام الى الاثنين معا أم فقط الى تبديد تلك الاعتمادات في الشراءات التي قد لا تستعمل لمدة طويلة.

لا أريد أن أرجم بالغيب لكن حيرتي لم تبدد عندما أعلم ان الدين يطالبون بالميدانية يقولون انما هي لمعاضدة مجهود المستشفى ومن فيه من كادر قليل ومرهق. أسأل والحالة تلك من أين ستأتون بالكادر الدي سيعمل في الميداني؟ حتى دولة قطر السخية بعثت لنا مستشفى ميدانيا بـ 200 سرير فهل أرفقته بالكادر الطبي اللازم؟ لا أعرف ، أنا أسأل.

أعود الى د. المسلمي واتبنى مطلبه بضرورة فتح  كل الاقسام لمرضى الكوفيد كما أتبنى قوله من أن هناك مشاكل امكانيات وهناك ايضا مشاكل تسيير و تصرف و حوكمة. وأضيف بضرورة وواجب توجيه كل الاعتمادات والهبات والعطايا الى المستشفيات القائمة دون سواها.

 إن على رأس الاولويات انتداب ما يكفي من الكادر. لكن الذي بلغني الى حد الان ان لاشيء ملموسا جرى في هدا الاطار بل ان التصلب الاداري في التعامل مع هدا الملف هو السائد. فالذي يجري انه لما يقع دعوة المتقاعدين وخاصة المتعاقدين والطلبة والخريجين يقع التنبيه عليهم ان العمل مجاني او يكاد وبالخصوص ان العمل في مثل هده الظروف لا يمنح أي امتياز مستقبلي لمن يقوم به.

حمدي البرجي