عريضة تطالب بريطانيا بالاعتذار عن جرائمها ضد السكان الفلسطينيين في الاربعينات
الشعب نيوز/ متابعات - يعتزم منيب المصري رجل الاعمال الفلسطيني البالغ من العمر اليوم 88 عاما تقديم عريضة تطالب بريطانيا بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها في فلسطين. ويشارك محاميان دوليان كبيران في الأمر، فقد طلب منهما المصري إجراء مراجعة مستقلة للأدلة. وهما لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام السابق في المحكمة الجنائية الدولية، والمحامي البريطاني بن إيمرسون كاي سي، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
يقول إيمرسون الى بي بي سي في تحقيق أجرته للغرض إن الفريق القانوني قد اكتشف أدلة على "جرائم مروعة ارتكبتها عناصر من قوات الانتداب البريطاني بشكل منهجي ضد السكان الفلسطينيين".
جرائم خطيرة جدا
وأضاف "إن بعض (الجرائم) على درجة كبيرة من الخطورة، حتى أنها كانت لتعتبر في ذلك الحين انتهاكات للقانون الدولي العرفي". ومن المقرر أن يقدّم منيب المصري الملف إلى الحكومة البريطانية في لندن في وقت لاحق من هذا العام.
من جهته، قال منيب المصري ، الذي أصيب بطلق ناري سنة 1944 عندما كان صبيا، لبي بي سي في منزله في نابلس بالضفة الغربية المحتلة "ان (الدور البريطاني) أثر عليّ كثيرا لأنني رأيت كيف يتعرض الناس للانتهاك ... ليس لدينا أي حماية على الإطلاق ولا أحد يدافع عنا".
تطلب العريضة، التي تضم ملف أدلة من 300 صفحة، إقرارا رسميا واعتذارا عن الانتهاكات خلال فترة الحكم البريطاني لفلسطين، التي امتدت منذ عام 1917 حتى عام 1948 وانتهت مع انسحاب بريطانيا من فلسطين وما أعقبه من إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني.
وتتضمن مراجعة البي بي سي للأدلة التاريخية المتضمنة تفاصيل القتل التعسفي والتعذيب واستخدام الدروع البشرية واللجوء إلى هدم المنازل كعقاب جماعي. أغلب هذه الممارسات جاءت في إطار مبادئ توجيهية للسياسة الرسمية للقوات البريطانية في ذلك الوقت أو بموافقة كبار الضباط.
كلهم في الجرائم واحد
فمن أبشع الجرائم التي ارتكبها الجيش البريطاني، تلك التي شهدتها قرية " البصة " الفلسطينية في خريف سنة 1938، عندما جاء الجنود البريطانيون بعد فجر أحد الأيام وبدؤوا بفتح النارمن مدافع رشاشة، مثبتة على سيارات رولز رويس مدرعة، على القرية قبل أن يصل عناصر وحدة " إلستر" التابعة للجيش البريطاني حاملين مشاعل مشتعلة ليحرقوا المنازل ويسووها بالأرض.
تم اعتقال أهل القرية بينما قامت القوات في وقت لاحق بجمع الرجال في حافلة سارت فوق لغم أرضي، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها. صوّر شرطي بريطاني المشهد بينما كانت النساء تحنو على رفات أمواتهن، قبل دفن الأشلاء المشوهة في حفرة.
جاءت الغارة البريطانية على البصة جزءا من سياسة "عقابية" ضد قرى فلسطينية بأكملها، وذلك بعد أن قتلت قنبلة زرعت على جانب الطريق أربعة جنود بريطانيين، بغض النظر عن وجود دليل على المسؤول عن العملية.