دولي

الانتشار الواسع للفحم يعيق التحول إلى الطاقة المتجددة في جنوب افريقيا

الهواء خانق في منجم خوتالا، الواقع على بعد ساعة بالسيارة من جوهانسبرغ حيث تنتج جنوب إفريقيا أكبر كمية من الفحم وينتظر عمال يرتدون بزاتهم الزرقاء الشاحنة التي ستقلهم إلى بئر عميقة.

يندرج منجم خوتالا ضمن المشهد الصناعي كواحد من مئات المناجم وحوالى عشرة محطات عاملة فحم في مقاطعة مبومالانغا في شمال شرق جنوب إفريقيا .

الفحم هو أحد أعمدة اقتصاد جنوب إفريقيا، ويعمل في قطاعه نحو 100 ألف شخص ويوفر 80 بالمئة من الكهرباء في البلاد. لكن يتعين على أكبر اقتصاد صناعي في إفريقيا التخلص من هذا الوقود لتأدية دوره في مكافحة الاحترار الحراري.

في العام الماضي، حصلت الحكومة على قروض ومنح بقيمة 8,5 مليارات دولار من دول غنية عدة لتمويل الانتقال إلى طرق أكثر مراعاة للبيئة.

ومن المقرر أن تختتم مفاوضات شائكة حول كيفية إنفاق الأموال قبل انعقاد مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (كوب27) في نوفمبر في مصر .

يرى مؤيدو هذا التحول أن هذا المبلغ يمكن أن يشكل حافزاً لتغيير مشهد الطاقة في جنوب إفريقيا، وهي أحد أكبر اثني عشر ملوثًا في العالم. لكن الكثير من الأسباب تتلقي بظلال الشك على قدرتها على المضي بسرعة للوصول بالانبعاثات الى مستوى الصفر بحلول عام 2050.

قدرت دراسة أجرتها جامعة ستيلينبوش هذا التمويل بحوالى 250 مليار دولار على ثلاثين عامًا. اشارت دراسات حديثة إلى أن التحول إلى الطاقة المراعية للبيئة سيسمح باستحداث وظائف أكثر من فقدانها. لكن سيكون دونه صعوبات.

تشعر النقابات بالقلق من عدم تعويض وظائف تفقد في مجال الطاقة المتجددة فيما تتجاوز البطالة نسبة 30 بالمئة في البلاد راهنا كما لا ينظر البعض بعين الرضا إلى الضغط الدولي الممارس على جنوب إفريقيا لترتيب شؤونها الداخلية. يأتي ذلك فيما تُقبل أوروبا مجددا على الفحم في أعقاب أزمة الغاز التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا ويرى البعض في ذلك دليلا على ازدواجية المعايير.

ومع ذلك، بدأت الأمور تتغير إذ يغذي منجم خوتالا المجاور لمدينة كيندال الصناعية محطة توليد الكهرباء الضخمة القريبة التي تديرها شركة ايسكوم العامة كما أنشأت شركة سيريتي مؤخرًا فرعًا للطاقة المراعية للبيئة للاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

يضغط نشطاء البيئة على الحكومة، ويحتكمون إلى القضاء أحيانا. وهم حققوا انتصارا هذا العام، بدعوة السلطات إلى الحد من التلوث في مبومالانغا التي يعد هواؤها، بحسب منظمة غرينبيس، الأكثر تلوثًا في العالم.

فيما يتزايد الانقطاع المقرر للتيار الكهربائي في الأشهر الأخيرة إذ تجهد محطات ايسكوم المتهالكة لإنتاج كميات كافية، أعلنت الحكومة عن خطط لزيادة مصادر الطاقة المتجددة.

من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي ضريبة كربون على الواردات، في اجراء قد تتبعه دول أخرى وسيضر جداً باقتصادات مثل جنوب إفريقيا .