الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي تبدأ اليوم وسط ترقب لتداعياتها
الشعب نيوز / وكالات . تبدأ اليوم الثلاثاء 08 نوفمبر 2022 في الولايات المتحدة الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، في استحقاق يمكن أن يُغرق العهد الرئاسي لجو بايدن وأن يُضعف الدعم الغربي لأوكرانيا، وأن يفتح المجال أمام احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة.
ويتنافس المرشحون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على 435 مقعدا في مجلس النواب، و35 مقعدا في مجلس الشيوخ، كما يتنافس الحزبان على 36 منصبا من مناصب حكّام الولايات الـ50.
وتشير أرقام الاستطلاعات إلى أن الجمهوريين يعتبرون الأوفر حظا في الفوز بأغلبية مجلس النواب، فيما يتوقع أن تكون المنافسة شديدة بين الحزبين للفوز بأغلبية طفيفة في مجلس الشيوخ. ويسيطر الديمقراطيون حاليا على المجلسين.
ووضعت آخر الاستطلاعات الخاصة بمجلس الشيوخ 6 ولايات في خانة الولايات المتأرجحة بالنظر لتقارب مرشحي الحزبين فيها، وهي جورجيا وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا وويسكونسن ونيوهامشير. وإذا حصل الجمهوريون على 3 منها فيرجح فوزهم بالأغلبية في مجلس الشيوخ.
أما في مجلس النواب، فيشتد التنافس بين الحزبين في نحو 34 مقعدا متأرجحا، وتشير استطلاعات الرأي إلى تفوّق محتمل للحزب الجمهوري والفوز بما بين 10 و20 مقعدا ما يكفي لحصوله على الأغلبية.
وبينما يسعى الحزب الديمقراطي لإنقاذ أغلبيته في مجلسي النواب والشيوخ، يتحرك الحزب الجمهوري قضائيا لإبطال آلاف بطاقات التصويت عبر البريد في ولايات متأرجحة.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن محكمة بولاية أريزونا قضت بمنع العد اليدوي للأصوات المبكرة في إحدى المقاطعات خلافا لرغبة الجمهوريين.
وقد أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن تفاؤله بشأن فرص حزبه للحفاظ على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ خلال الانتخابات النصفية التي ستجري اليوم الثلاثاء.
وخلال فعالية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي قال بايدن إن بلاده ستمضي قدما إلى الأمام بغض النظر عما سيحدث خلال الانتخابات، وأضاف أن حزبه تمكن من تسجيل الناخبين وحثهم على التصويت بشكل مبكر.
من جهته، اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إدارة بايدن بالفشل، وقال مخاطبا أنصاره ضمن فعالية انتخابية في دايتون بولاية أوهايو إن إدارة بايدن حوّلت البلاد إلى دولة بوليسية.
وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها لتحديد مصير الأغلبية في مجلس الشيوخ؛ ففي حين يعوّل بايدن على بقائها بيد الديمقراطيين للاحتفاظ بالقدرة على مقارعة الجمهوريين، فإن من شأن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بمجلسيه أن يسقط الأجندة التشريعية للرئيس الديمقراطي.
وفي هذه الحال ستطرح تساؤلات حول كل المسائل من سياسات أزمة المناخ التي يعرضها بايدن في مؤتمر الأطراف (كوب 27) المنعقد في مصر هذا الأسبوع، وصولا إلى ملف أوكرانيا حيث لا يبدي الجمهوريون حماسة للإبقاء على الوتيرة نفسها للمساعدات المالية والعسكرية.
في هذه الأثناء، مُنح المرشّحون الديمقراطيون تعزيزا معنويا خلال الحملة الانتخابية من قبل السياسيين الأكثر شعبية في الحزب، بمن فيهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، في مسعى لتفادي "موجة" جمهورية متوقّعة.
لكن شعبية الحزب الديمقراطي تشهد تراجعا منذ الصيف، مع تركيز الجمهوريين في حملاتهم على التضخم المتسارع والجرائم والهجرة غير النظامية، وهي ملفات تثقل كاهل الإدارة الديمقراطية.
وخلال الحملة الانتخابية، ركّز الديمقراطيون على حقوق التصويت والحق في الإجهاض والرفاهية، وعلى التهديد الذي يمثله الدعم المتزايد بين الجمهوريين المؤيدين لترامب لنظرية المؤامرة السياسية.
في المقابل، ركّز الجمهوريون في حملاتهم على أنّ التصويت للديمقراطيين يعني أنّه لن تكون هناك نهاية للتضخّم المرتفع وتصاعد جرائم العنف، وذلك في إطار سعيهم إلى جعل الانتخابات النصفية استفتاء على الرئيس.
ومع تراجع نسبة تأييد الرئيس إلى حوالي 42%، تجنّب بايدن المشاركة في حملات انتخابية بالولايات التي تبدو فيها المنافسة محتدمة.