ولي كلمة في توديع فاطمة بن فضيلة بقلم الاستاذ محمد بن رجب
[ أقرباؤها، اصدقاؤها، زملاؤها، من المربين، من الشعراء، من الادباء، من الصحفيين، وخاصة من النقابيين يحيون اليوم 19 نزفمبر 2022 أربعينية الفقيذة الفقيدة فاطمة بن فضيلة.
وقد أعدت جريدة الشعب الورقية في عددها الصادر يوم الخميس 19 نوفمبر ملفا خاصا بالراحلة العزيزة. اخترنا منه هذه المقالة، النابضة حبا وتقديرا، للزميل الكبير الاستاذ محمد بن رجب ]
الشعب نيوز/ محمد بن رجب - فاطمة بن فضيلة هاجمها السرطان منذ سنوات فقاومته بشدة وبشراسة ..قاومته بقوة شخصيتها وهزمته دائما بشعرها المتميز وقلبها الكبير وبحضورها الأدبي العالي في الحياة العامة وفي الحياة الثقافية لكن المرض الذي تمدد في جسدها النابض بالشعر في كل ذرة من ذراته تمكن منها رغم كل شيء
وقد كتبت فاطمة عن هذا المرض وتحدته بقوة نادرة ولم تخفه عن الأنظار بل عرته وسخرت منه واثر عملية جراحية أجرتها لاستئصال المرض خصصت لصدرها أجمل القصائد وضربت مرض السرطان في الصميم لقهره. وأيضا لتكون رمزا ومثالا يحتذى عند المرضى لمقاومته
فهذا المرض الذي مازال من أفظع الكوارث ضد الانسان .
لقد كانت فاطمة شاعرة رائعة لها مميزات نادرة في الشعر التونسي فهي
شجاعة ليس فقط ضد مرضها الأسود الذي اختارها ليرافقها طويلا ويختبر قوتها زمنا وأتعبها كثيرا بل هي شجاعة لأنها كتبت منذ أكثر من ربع قرن ما أرادت أن تكتبه بحرية
كاملةفقد ناصرت المرأة في كل حالاتها وبوأتها مكانة عالية في كتاباتهاالشعريةوالنثرية
وناصرت العامل في كفاحه من أجل لقمة العيش ومن أجل كرامة حاول المستغلون لعرق البروليتاريا أن يدوسوها بنعالهم القذرة ورؤاهم
الفاسدة ..
وكتبت فاطمة شعرا جميلا ..راقيا جعلها تتألق في كل المنابر والفضاءات ذات الأبعاد الثقافية والجمعياتية ولم تدع يوما شيئا أكثر من كونها شاعرة . وهو إدعاء جميل صفقنا له طويلا .وشعرها يستحق منا أن نصفق له..وبعضه حري بنا أن نحفظه
ونستشهد به بفخر واعتزاز
إنهاشجرةكثيرةالأغصان و وارفة الأوراق .وهي مثمرة لا تتوقف عن العطاء وهي من الأشجار التي تنبت عميقا وتمتد في الأرض
وتعيش طويلا مثلها مثل بعض الأشجار التاريخية التي أعطت لأمكنتها و أوطانها الحضور العالمي .لأنها أصبحت مزارا لكل المحتفين بنوادر الدنيا ومعجزاتها،..
...
ولأن الشاعر جرير محمد الهادي الوسلاتي هو الذي أعد هذا الملف المهم رغم أنه زاخر بالألم لكنه أيضا زاخر بالشعر والكلام عن الشعر مع التعريف الضافي بالراحلة فضيلة ..رأيت أن أنشر هنا ما حبره ابا جرير محمد الهادي الوسلاتي بدمه ..
......
أنت التيه العنيد لأجل مراوغة الحياة .
ما أروعك يا فاطمة بن فضيلة كأني أقرأ مرافئ التيه .كأني أشرب مع حنا مينا...
كأني أرتق صدر أمسي
أنت التيه العنيد لأجل مراوغة الحياة .
ما اروعك يا فاطمة بن فضيلة
مقلق ومربك وموحش
.. وأنت في صراع مع المرض الخبيث. اللعنة
........فاطمة مسيرتك جعلتني أستجدي طفولتي وقد لا أوفيك ما يلزمك من قول .
فاطمة الوجود في جوهرك لغة اللغات
وأنت
الساحرة في جوهر المعنى .
الحديث عنك والولوج أليك علينا أن نرتدي شمسية على قلوبنا .
فأنت ملكة الرصاص و الوجود ورحلة الحياة والاحلام .
فاطمة تجربة وجودية ناجمة عن أحداث ساخرة وساحرة .
مع رحلة الحياة.
فاطمة بن فضيلة الشاعرة التي تمردت على الموت الأصيل بالقصيدة التي تشبثت بابتسامتها .
*ماذا أقول عن فاطمة شاعرة الأقاصي وهي دهشة اللغة وفتنة اللفظ و سحر السرد .
أجدني على قيد العشق .
عشق القصيدة حيث الفضيلة وجوهر الاجماع
و التعدد حيث فاطمة شاعرة البوح .
. والمكاشفة وهي تصارع المرض بالقصيدة .
*الخال الذي تحب
ذهب مع النهد ليحرسه
الليل موحش يا حبيبي
ومقبر حيثة النهود
بلا حراس .
*فاطمة شاعرة الأقاصي بعد دهشة المرض لم تستسلم بل صارعت المرض وروضته بالحرف حتى استكان
*أكتب من مأتم
صديقتي في السرطان
توفيت البارحة.
فاطمة الزمان والزمان أمكنة
هي وعاء للوجود و رعشة حياة .
انها قصيدة مؤنثة شاسعة .عميقة ..فخمة شاهقة
عشرون عاما وأنا أتصيد
أشجار اللوز في أقاصي الجبال
واتبع خيوط الماء من المزاريب إلى لجج البحار وألاعب فراشات الضوء على سرير القصائد الخضراء
* هل أتحدث عن فاطمة النقابية والناشطة السياسية في الخط الوطني الديمقراطي .
هل أتحدث عن فاطمة المرأة العاملة ومسيرتها في قسم التكوين والتثقيف العمالي. بالاتحاد العام التونسي وهي من مؤسسي مهرجان الشعراء النقابيين والمهرجان الثقافي للاتحاد .
فاطمة بن فضيلة
مشمسة القلوب .
فاطمة الشاعرة والمترجمة .
فاطمة فوكو ودلوز و رسو. وجاك برال.و بودلار .
فاطمة بن فضيلة
..حسين مروة .وجورش حبش. وليلى خالد . وفلسطين .فاطمة بن فضيلة الحلاج وابن عربي. و الشيخ امام. و نجم .فاطمة بن فضيلة الحمائم البيض وأجراس عادل بوعلاق
و البحث الموسيقي وعيون الكلام والزين الصافي ...
