المغرب واسبانيا يعززان المصالحة بينهما بعد تجاوزهما الأزمة
الشعب نيوز / وكالات . يسعى المغرب واسبانيا إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في اجتماع وزاري رفيع المستوى الخميس 02 فيفري 2023 ، بعدما طوى البلدان صفحة أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية الصحراء الغربية وعلى الرغم من انتقادات في مدريد "لتنازلات" رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز.
ووصل سانشيز الأربعاء إلى الرباط على رأس وفد حكومي يضم عددا من الوزراء، ليترأس مع نظيره المغربي عزيز أخنوش "الاجتماع رفيع المستوى".
وأشاد الملك محمد السادس في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسباني قبيل وصوله إلى الرباط "بالمرحلة الجديدة للشراكة الثنائية" بين الجارين، حسبما ورد في بيان للديوان الملكي.
ويكرس الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية المصالحة التي توصّلتا إليها في مارس الماضي، عندما أعلن سانشيز تأييد اسبانيا لاقتراح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا للنزاع في الصحراء الغربية.
كما يأتي هذا التقارب بين البلدين في أجواء توتر في العلاقات بين الرباط وباريس، الشريك التاريخي الآخر للمغرب.
وتتّهم الطبقة السياسية والإعلام المحلي باريس بالوقوف وراء توصية تبناها البرلمان الأوروبي مؤخرا حول حرية الصحافة في المغرب، واتهامات برشوة برلمانيين أوروبيين.
وقد صوت أعضاء البرلمان الأوروبي الاشتراكيون الإسبان ضد هذا النص.
لكن هذا الود لا يحظى بالإجماع في اسبانيا إذ فضلت وزيرة العمل يولاندا دياز من حزب بوديموس اليساري، عدم المشاركة في الزيارة إذ إن حزبها يعارض بشدة التحول "من جانب واحد" لسانشيز من نزاع الصحراء الغربية.
واعتبرت المعارضة والصحافة الاسبانيتين أيضا عدم استقبال سانشيز من قبل لملك محمد السادس صفعة لرئيس الوزراء.
-الهجرة والتعاون الأمني
يفترض أن يتم الخميس توقيع 24 اتفاقية لتسهيل الاستثمارات الاسبانية في المغرب، وعقد شراكات في ميادين التعليم والثقافة وتحلية المياه والنقل بالسكك الحديد، وفق ما أفادت مصادر حكومية إسبانية.
في هذا الصدد وافق الطرفان على بروتوكول سيضاعف دعم مشاريع اسبانية في المغرب بـ800 مليون يورو.
وارتفعت المبادلات التجارية بين الجارين أكثر من 21 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، بعدما بلغت نحو 17 مليار يوريو في 2021، وفق رئيس الحكومة المغربي.
واسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب الذي يحتل المرتبة الثالثة على لائحة شركائها التجاريين من خارج الاتحاد الأوروبي.
وسيوقع الطرفان بالأحرف الأولى اتفاقا "للتطبيع الكامل لمرور الأشخاص والبضائع عبر الجمارك والمنافذ البرية والبحرية".
يتعلق فتح المعابر البرية بجيبي سبتة ومليلية (التي أغلق مركزها الجمركي منذ 2018) الواقعين في شمال المغرب.
كما سيتم التطرق خلال هذه القمة إلى التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية. ويعدّ الملف الأخير استراتيجيا في علاقات البلدين، إذ تراجع تدفق المهاجرين غير النظاميين على إسبانيا بنسبة 25 بالمئة في العام 2022، وفق أرقام رسمية اسبانية، بفضل استئناف التعاون الأمني بين البلدين في هذا المجال.
لكنّ هذا التعاون شابه حادث مقتل 23 مهاجرا غير نظامي في 24 حزيران/يونيو عند محاولتهم اقتحام معبر حدودي مع جيب مليلية، ما جرّ على الحكومتين انتقادات منظمات حقوقية.
ويتوقع أن يطرح وزير الداخلية الاسباني فرناندو كراندي مارلاسكا مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت تفعيل عمليات المهاجرين غير النظاميين، للعودة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل أزمة كوفيد-19، حسب مصدر من الداخلية الاسبانية.
وتعد الرباط أيضا حليفا لمدريد في مكافحة الإرهاب، وسيكون هذا الموضوع حاضرا أيضا ضمن جدول أعمال القمة.
وكانت اسبانيا شهدت الأسبوع الماضي هجوماً جهادياً بساطور استهدف كنيستين في الجزيرة الخضراء (جنوب) أودى بحياة شمّاس. والمتّهم الذي أوقف إثر الهجوم مهاجر غير نظامي مغربي يبلغ من العمر 25 عاماً.