آراء حرة

في ذكرى الملحمة بقلم الدكتور عبد اللطيف الحناشي : حتى لا ننسى من دروس معركة بنقردان الفريدة في معناها وأسلوبها (07-03-2016 )

الشعب نيوز / الدكتور عبد اللطيف الحناشي . تمكن الجيش والقوات الامنية المختلفة بتكاتف سكان بنقردان ودعمهم من التصدي لقوات داعش واحباط مخططها الرامي للسيطرة على المدينة وتحويلها لقاعدة ارتكاز للتمدد نحو الجنوب الشرقي للبلاد وقثعادة خلفية ايضا لعناصرها المتواجدين في ليبيا يمكن اللجوء اليها عند عمل عسكري بري غربي محتمل...

لم يتمكن داعش من تحقيق اهدافه تلك واصيب بخيبة بفضل العوامل الداخلية ولكن بسبب عدم وجود دعم خارجي (اقليمي ودولي)مقارنة بما حصل في الموصل وفي الرقة السورية اين توفرت امكانيات بشرية ضخمة (عدد السيارات التي هاجمت الموصل بنحو مائة سيارة تحمل مئات من العناصر وكذا الامر بالنسبة للرقة)في حين لا نعرف الى الان عدد الذين هاجموا بنقردان بدقة وهل تسربوا من ليبيا ام كانوا رابضين ومختبئين في بنقردان...

ولماذا كان عددهم متواضع(عدد القتلى منهم حسب الجهات الرسمية التونسية نحو 50 فردا) في الوقت الذي يتحدث فيه "الخبراء"العسكريون والامنيون بان عدد الدواعش التونيسيين في ليبيا يناز الالف عنصر...فلماذا لم يشارك الا عددا محدودا منهم في هذه العملية اذا كان الهدف منها الاستيلاء على بنقردان وتحويلها الى امارة وقاعدة ارتكاز؟ ومهما كان الامر كانت هزيمة الدواعش في بنقردان ذات وقع كبير على التنظيم في تونس وفي المغرب العربي وهي لا تقل اهمية عن الضربات الموجعة والواسعة التي يتلقاها التنظيم في سوريا والعراق منذ التدخل الجوي الروسي ..

غير ان درس معركة بنقردان يظل فريدا في معناه واسلوبه وتتمثل تلك الفرادة في التحام السكان (رغم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية القاهرة ورغم احتجاجاتهم المتواصلة على الحكومة) مع قوات الجيش والحرس والامن(الدولة) وخوضهم لمعركة كانت وجودية ....

والمسالة لا تتعلق بعدم وجود الحاضنة الشعبية للتنظيم كما يشير البعض و لا بسلبية او لامبالاة الكان بل بتحول سكان المنطقة الى طرف اساسي للمعركة وهو ما ساعد على الانتصار السريع....فلتحيا تونس حرة وديمقراطية.