وطني

بنوك لا تستحي.. شهداء دفعوا دماءهم مهرا لحرية الوطن فحاصرتهم البنوك بعدول التنفيذ

على خلاف جميع القطاعات الاقتصادية المتأزمة في تونس التي تعاني من صعوبات مالية انعكست على الوضع المالي لعموم التونسيين وقسمت ظهر الشركات الصغرى والمتوسطة وأحالت عشرات الالاف على البطالة خاصة مع تفشي جائحة كورونا التي زادت الأوضاع تعقيدا..

يراكم القطاع البنكي أرباحا طائلة غير مسبوقة، اذ تشير ٱخر المؤشرات التي قدمها البنك المركزي التونسي الى تمكن 16 بنكاً تونسياً من تحقيق أرباح تجاوزت ال 547 مليون دولار.. أرباحا كان من المفروض أن تدفع بهذه البنوك إلى ادخال هامش من الأنسنة على سلوكها المصرفي الربحي وجرعة من الوطنية للمساهمة في انقاذ الاقتصاد الوطني، أو على الأقل وفي الحد الأدنى التخفيض في نسبة الفائدة المديرية المرتفعة التي ذبحت التونسيين من الوريد إلى الوريد ومنحهم جرعة أوكسيجين تخفف عنهم أعباء الضغوط الاقتصادية وتدهور القدرة الشرائية وتنعش المؤسسات الاقتصادية..

طلب يبدو أنه أقرب إلى أحلام اليقضة لأن شهية الربح ومراكمة الأموال لا يمكن كبحها خاصة إذا ضمرت الروح الوطنية وحل محلها الجشع الرأسمالي الذي وصل إلى حد الوقاحة ليس مع الأحياء فقط من التونسيين بل مع شهدائهم البررة.

حيث فوجئت عائلة الشهيد من طلائع الحرس الوطني عبد السلام السعفي وأحد أبطال ملحمة 7 مارس 2016 ببن قردان الذي قضى بسلاحه على اكثر من11 إرهابيا واختار الشهادة دفاعا عن تراب الوطن، صباح يوم الاثنين 9 اوت 2021 بتواجد عدل منفذ تم إرساله من أحد المؤسسات البنكية بقابس لخلاص القرض الذي تمتع به الشهيد قبل استشهاده. لا أعرف إن كان البنك المعني أو العدل المنفذ الذي تم ارساله إلى العائلة قد سمعوا بالشهيد البطل عبد السلام السعفي وبتضحياته التي لا تقدر بثمن أو يتذكرون ملحمة بن قردان أصلاً أو قرؤوا عن بطولاته وبطولات رفاقه ال 14 من الشهداء الأمنيين والمدنيين التي خلدت في سجل الشرف الوطني أو فهموا رمزية دمائه الطاهرة وقيمة تضحياته التي لولاها لتمكنت الميليشيات الداعشية من استباحة أرض الوطن وتحويلها إلى إمارة إرهابية ولتحولت كلّ بنوكهم وأموالهم إلى غنائم حرب ونهبا منسيا.

يبدو أن القضية ليست مجرد خطأ اداري وقع سهوا من أحد الموظفين في البنك لم يتداركه العدل المنفذ الذي تم ارساله إلى عائلة الشهيد بل هي قمة الدناءة ونكران الجميل والوقاحة التي دفعت بالمجلس الجهوي بقابس بعد علمه بالفضيحة إلى التدخل مع البنك والتكفٌل بتسديد القرض احتراما لروح الشهيد واعتزازا بكل من ضحى بحياته في سبيل الوطن.

* خليفة شوشان