عيدان ببلد واحد.. شطحات مفتي الإرهاب تقسم ليبيا وتكسر فرحتها
الشعب نيوز / وكالات . في ليبيا يحرم الانقسام السياسي والأزمات الليبيين من الفرحة في كثير من الأحيان، وهو مشهد عاشه نصف سكان البلاد خلال عيد الفطر الحالي.
الانقسام الذي عادة ما تتسبب فيها جماعة الإخوان وأذنابها، وعلى رأسهم مفتي الجماعات التكفيرية في ليبيا الصادق الغرياني، الذي يتصدر قوائم الإرهاب المحلية والدولية، ولم يكتفِ بدعم التكفيريين بفتاويه الشاذة، بل استغل الدين وسيلة لتحقيق مآربه لدعم الانقسام وكسر فرحة الليبيين.
هذا المفتي المعزول بقرار من أعلى جهة تشريعية في البلاد وهو مجلس النواب، لكنه مصر على دس أنفه في كل مناسبة دينية كانت أم حتى سياسية أم اقتصادية، وكانت هذه المرة سببا في حرمان قرابة نصف الليبيين فرحتهم بالعيد.
واستهدف الغرياني فرحة عيد الفطر المبارك، وأعلن أن السبت هو يوم العيد، في حين أعلنت هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية الليبية (حكومية) أن العيد الجمعة، وبذلك أصبح عيد الليبيين منقسم بين السبت والجمعة في شرق وغرب البلاد.
ولكون الغرياني ذي نفوذ على عدد من بقاع ليبيا، خاصة تلك التي تأتمر بقيادات إرهابية وإخوانية تري فيه مرجعيتها فقد طبقت فتواه، ذلك الجزء من عاصمة البلاد طرابلس وكامل مدينة مصراتة التي لم تحتفل بالعيد كسائر بقاع ليبيا الأخرى.
وما أثار غضب الليبيين أن الغرياني أصر على فتواه تلك رغم إعلان المجلس الأعلى للقضاء الليبي أن العيد يوم الجمعة، مستندا إلى شهادة شهود حضروا للمحاكم الليبية كانوا قد شاهدوا الهلال بالعين المجردة.
غضب الليبيين تجاه الغرياني والذي تمثل في تعليقات غاضبة لهم عبر منصات التواصل الاجتماعي زاد حدة، لكون الرجل وضع البلاد في انقسام ديني، إضافة للانقسام السياسي الذي يغذيه بشكل دائم عبر فتاويه المثيرة للجدل التي يطلقها.
وما فعله الغرياني وفق تعليقات الليبيين لم يقسم ليبيا وحدها، بل إنه فعل بما يخالف إجماع الأمة الإسلامية التي أعلنت في غالبية أقطارها أن يوم الخميس متمم لشهر رمضان المبارك وأن الجمعة هو أول أيام عيد الفطر.
وبخصوص خلاف المسلمين، كتب الإعلامي الليبي فتحي بن عيسى قائلا، عبر صفحته على فيسبوك: "دول طوق طرابلس معيدين.. صارت طرابلس جزيرة منعزلة منفردة بالصيام خلافا لتونس والجزائر وتشاد والسودان والنيجر ومصر وشرق ليبيا وجنوبها، وتركيا".
وأضاف بن عيسى وهو من سكان العاصمة الليبية: "كل هذه الدول بعلمائها وهيأتها على ضلالة في شرع مفتي طرابلس الذي خالف منهجه عندما أقر في حال تعذر الرؤية في ليبيا بالأخذ بثبوتها في دول الطوق.. يمكن مراجعة بياناته السابقة في ذات المسألة".
وما يقصده الإعلام الليبي بحديثه هو أن المفتي المعزول كان يقر وفق منهجه أنه في حال تعذر رؤية الهلال يؤخذ بثبوت الرؤية في دول طوق ليبيا كمصر وتونس وتشاد والسودان، إلا أن الغرياني خالف ذلك المنهج هذا العيد.
أما السياسي الليبي والدبلوماسي السابق حسن الصغير فقد علق على ما فعله الغرياني قائلا: "من لديه نص واحد من القرآن أو من السنة يقيد شرط الرؤية بالعلم.. نص واحد حتى ولو ضعيف الإسناد يقول في حال قال العلم بأن الرؤية مستحيلة علمياً تسقط الروية".
وأضاف عبر صفحته الشخصية عبر فيسبوك: "وعلى فرض استحالة الرؤية بالأمس (الخميس) استحالة مطلقة حسب الخرف الغرياني لماذا طلبت دار الإفتاء تحري الهلال وانتظار الشهادات".
ويتزامن ما أقدم عليه الغرياني من تقسيم الليبيين لطرفين في هذه المناسبة الدينية مع خطوات حثيثة يخطوها الليبيين نحو وحدة بلادهم وحل أزمة سياسية.
تتمثل الأزمة تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى عينها مجلس النواب مطلع العام الماضي برئاسة فتحي باشاغا والثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يريد تسليم السلطة لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب، وفق ما يقول.
وضمن تلك الخطوات أيضا أقر مجلس النواب الليبي في 7 فيفري 2023 المنقضي التعديل الـ13 للإعلان الدستوري الليبي (دستور مؤقت كتب بعد الإطاحة بحكم معمر القذافي عام 2011) ليكون "القاعدة الدستورية" التي سيجري عبرها الانتخابات.
ووفق ذلك التعديل شكل مجلسا النواب والدولة الليبيان لجنة (6+6) مهمتها استحداث قوانين انتخابية تجري عبرها الانتخابات المنتظرة لحل الأزمة في البلاد.
وفي المناطق الغربية من البلاد بدا أن الانقسام حول العيد، الذي وصل حتى إلى داخل الأسرة الواحدة، يعكس بشكل أو بآخر انقساما حول دور الغرياني.