وطني

في ظل تصريحات الرئيس برفض التفويت في المؤسسات العمومية: الشروع في بيع اسهم تونس في شركة اتصالات موريتانيا رغم ما تحققه من مرابيح

الشعب نيوز / أبو غسان -  تتجه تونس بعد مصادقة مجلس ادارة اتصالات تونس في جانفي 2022  الى التفويت في أسهم اتصالات  تونس في شركة ماتل للاتصالات الموريتانية التونسية التي أسستها سنة 2000  و تمتلك فيها 51% وترأس مجلس ادارتها و تعد اهم شراكة اقتصادية تونسية موريتانية .

و من المنتظر ان ينعقد خلال الايام القادمة اجتماع لمجلس ادارة للمصادقة على احد العروض المقدمة و يبدو ان النية اتجهت حسب ما اوردته العديد من وسائل الاعلام الى المصادقة على بيع 31 بالمائة فقط من مجموع أسهم تونس الى رجل الاعمال الموريتاني صاحب شركة "BSA" محمد ولد عماتو و الذي يمتلك 24,5 بالمائة من أسهم الشركة و قد قدم عرضا ماليا بالتقسيط بقيمة 24مليون دولار مقابل ورود عروض اخرى في مجمل أسهم الشركة بقيمة 100مليون دولار ، مما جعل عرض بوعماتو الاقل جدوى  و مردودية مالية و ينبني على تقييم للشركة يعود الى سنة 2020 و لا يراعي التطور المالي الذي عرفته الشركة في سنتي 2021 و 2022

 

 لماذا تفوت الدولة في شركاتها المربحة ماليا و استراتيجيا ؟

و قد قدرت مرابيح الشركة الجملية خلال سنتي 2021 و 2022 بحوالي 10 مليار دولار اي ان مرابيح الدولة التونسية فيها تجاوزت 34 مليون دينار ،كما ان هذه الشركة تلعب دورا محوريا  و استراتيجيا بالنسبة لانفتاح تونس على افريقيا وتعزيز استثماراتها فيها .

و يأتي تسريع مسار التفويت في أسهم اتصالات تونس في هذه الشركة تزامنا مع الانتخابات التشريعية الموريتانية و في ظل احتدام الصراع بين الشريكين بوعماتو  و ولد بلحسن اللذين يلعبان دورا مهما في الساحة السياسية في موريتانيا و في ظل وضع مالي خانق لتونس قد يدفعها الى التفويت في شركات مربحة بقيمة  مالية غير التي تستحقها .

هذا و يتعارض توجه سلطة الاشراف على قطاع الاتصالات في تونس اليوم و في حال تمت هذه الصفقة مع توجهات الرئيس سعيد الذي نفى في اكثر من تصريح اعلامي نية الدولة التفويت في ممتلكاتها .

لماذا التعتيم على الصفقة و عدم انارة الرأي العام حولها ؟

و الخوف كل الخوف ان تعصف بعض اللوبيات النافذة في هذا القطاع منذ سنوات بمصالح الدولة التونسية  وتدفعها الى التفريط في مصالحها المالية و الاقتصادية و الديبلوماسية وسط تعتيم اعلامي و سياسي على الموضوع ، مما يدفعنا للتساؤل اليوم عن حقيقة ما يحوم حول عملية التفويت هذه في هذا التوقيت و بهذا العرض و المقترح لرجل اعمال عرف بشراكاته الخاسرة مع تونس ودون احترام مبدا الشفافية وحق المواطن و الراي العام في المعلومة .

المعطيات و المؤشرات في التفويت في أسهم تونس في شركة ماتل الموريتانية للاتصالات

1 - ما هي شركة ماتل واي تموقع وودور اتصالات تونس  فيها:

هي صاحبة اول رخصة للهاتف النقال في موريتانيا  تأسست سنة 2000 بمبادرة تونسية موريتانية و تمتلك 30 بالمائة من السوق الموريتانية للاتصالات

   الاسهم: - 51% اتصالات تونس - 5.24   بالمائة رجل الأعمال الموريتاني ولد بوعماتو   - 24.5 بالمائة    البشير الحسن رجل اعمال موريتاني .

  -  المدير التنفيذي لشركة ماتل التونسي الياس بن ساسي  منذ 2019 و تم تعيينه من قبل اتصالات تونس لتحسين أداء الشركة و تموقعها .

 -  القيمة الحالية للشركة تفوق 100 مليون اورو .

  2-  مسار التفويت بدأ منذ 2011

- انطلق التفكير في التفويت في أسهم اتصالات تونس في الشركة منذ 2011 بمرافقة بنوك عالمية مختصة (CAP Bank Tunisie) و (MFCDuBai )

  -   تم تقديم مجموعة من العروض من قبل عدد من الشركات العالمية من ذلك اورونج الفرنسية بقيمة 100  مليون اورو 

 -   بعد الصعوبات المالية التي مرت بها الشركة استعادت توازناتها المالية في 2021 و انطلق العمل مجددا على مسار التفويت من قبل اتصالات تونس .

 -  في 20 جانفي 2022  مجلس إدارة اتصالات تونس يصوت على بيع حصة تونس في ماتل 

-   العروض المقدمة للحكومة التونسية 

   - اورنج السينغال .

  -  آسيان الملغاشية عرض بقيمة 100مليون دولار و تم رفضه 

  -     شركة "telecel و مقرها المملكة المتحدة .

-   المشغل المغربي   Inwi

 - إمضاء 4 أ فريل 2022 

 تم توقيع اتفاقية بين اتصالات تونس و لد بوعماتو و البشير الحسن للتفويت في الشركة لtelect .

  -   في جويلية 2022   تم الإعلان عن أبطال الصفقة .

-  موقف الحكومة التونسية

الحكومة التونسية من خلال اللجنة الوزارية المكلفة بالملف اوصت بمراعاة: 

  1-   القدرة التنافسية 

  2-   البيع بأفضل عرض مالي ممكن 

3-     احترام كافة المعايير لتفادي النزاعات.

  4-      الصراع الموريتاني على شركة ماتل 

تشير بعض المصادر الإعلامية و المعطيات الى توجه اتصالات تونس للقبول بعرض احد الشريكين الموريتانين و هو محمد ولد بوعماتو رجل الأعمال الموريتاني المعروف.

-   من هو بوعماتو :

  - مالك شركة BSA  الاقتصادية  

-  دخل في صراع مع الرئيس الموريتاني السابق ولد عبد العزيز و التجأ الى الإقامة في المغرب منذ 2010 ثم الى بروكسيل و في 2020 عاد الى نواكشوط بموافقة الرئيس الحالي ولد الغزواني 

  -  صاحب مشاريع استثمارية سابقة في تونس و من أهمها شراكته مع الخطوط التونسية في شركة "موريتانيا ايرويز" و انتهت عند القضاء .

-   له علاقات سياسية و مالية بعديد الشخصيات في تونس و أصدر بيان في انتخابات 2019   طالب بإطلاق سراح نبيل القروي و سانده .

 -  دخل في التحكيم التجاري ضد شركة ماتل موضوع البيع في 2016  و قدم شكاية ضد اتصالات تونس و ماتل في 2017.

 -   تفاصيل عرض بوعماتو 

-   التفويت في حصة اتصالات تونس بالتقسيط 

- 24  مليون دولار مقابل 31  بالمائة من الاسهم فقط 

  - ترك 20 بالمائة الاخرى للتفويت فيها في مرحلة ثانية 

  - التوجه نحو القبول بعرض تجاري قديم دون التوجه إلى اعادة تقييم الاسهم على اساس الوضع المالي للشركة لسنتي 2021 و 2022.

 -  في المقابل عبر المساهم الموريتاني الثاني رجل الأعمال الموريتاني البشير ولد الحسن  صاحب مجمعCOMATELعن عدم رضائه عن مسار عملية التفويت و اعتبرها لاتراعي مصلحة الشركة و جميع المساهمين و لوح باللجوء الى القضاء الدولي .

 -  الأسئلة المطروحة :

_هل ان عرض بوعماتو هو العرض الأفضل ماليا من بين مجمل العروض المقدمة تنفيذا لتوصيات اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الملف ؟

_هل حسمت تونس فعلا في التفويت في 31 بالمائة فقط من مجموع اسهمها المقدرة ب 51 بالمائة ؟

_و هل ان الإبقاء فقط على 20 بالمائة من الاسهم في ظل احتمال إسناد الدولة الموريتانية  لرخصة رابعة يحفظ مصالح الشركة و قدرتها التنافسية ؟

_و لماذا تم رفض بيع كامل أسهم الشركة رغم وجود عديد العروض؟

 _لماذا تتوجه الدولة التونسية الى التفويت في اسهمها في شركة مربحة تدر عليها مرابيح سنوية بالعملة الصعبة؟

 *نشر في عدد الخميس 11 ماي 2023 من جريدة الشعب الورقية.