الحرب في السودان... منجم ذهب للميليشيات والمرتزقة
الشعب نيوز / وكالات - في ميدان القتال في السودان، لا يكتفي الجنرالان المتحاربان بالقوات التابعة لكل منهما بل يتحلق حولهما مرتزقة وحراس خاصون ومقاتلون قبليون أو مدربون أجانب يجذبهم الربح الكبير و.... الذهب.
منذ عقود، تشكل الاستعانة بالميليشيات في السودان نشاطا مربحا. فالخرطوم لجأت اليهم من قبل إما لتوكل لهم قمع الأقليات الاثنية وحركات التمرد المسلحة أو لإرسالهم للمشاركة في حروب في الخارج.
وقاتلت هذه الميلشيات في وقت من الأوقات في اليمن لصالح السعودية والامارات، كما شاركت في القتال في ليبيا لمعسكرات مختلفة وحاربت في الساحل.
الآن وقد باتت الحرب على أرضها، تنشر قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف ب "حميدتي" على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمقاتلين في تشاد أو النيجر يعلنون دعمهم لها.
وأكد شهود في الخرطوم أنهم سمعوا مقاتلين من قوات الدعم السريع يتحدثون الفرنسية وهي لغة لا يتحدث بها السودانيون، ما يشير الى أنهم قد قد يكونوا تشاديين.
وتدير عائلة دقلو جزءا كبيرا من مناجم الذهب في السودان، ثالث أكبر منتج للمعدن الأصفر في إفريقيا، وبالتالي فدقلو يستطيع أن يدفع رواتب لا يمكن لكثيرون في افريقيا جنوب الصحراء مجاراته فيها كما أن التشاديين انضموا فعلا خلال السنوات الأخيرة الى قوات الدعم السريع من أجل الرواتب.
وتعتبر تشاد البلد المتاخم لاقليم دارفور بغرب السودان، امتدادا طبيعيا بالنسبة لدقلو الذي ينتمي الى قبيلة الزريقات في دارفور حيث لا يكترث كثير الرعاة والمزارعون المهددون بالجفاف بالحدود الرسمية.
ومعظم قادة المجموعات المسلحة، بمن فيهم دقلو لهم أصول تشادية.
وعلى امتداد الأجيال جندوا رجالا ثم أبناءهم ومنحوهم جميعا "جوازات سفر سودانية وأراضي هجرها أصحابها من القبائل غير العربية الذين اضطروا للنزوح" بسبب الحرب في الاقليم، بحسب ما أكد منذ 2017 مركز أبحاث "سمول أرمز سيرفاي".
ويساند مرتزقة آخرون قوات الدعم السريع، وهم مقاتلو مجموعة فاغنر.
منذ أن لجأت افريقيا الوسطى في العام 2018 الى هؤلاء المقاتلين الروس لقمع تمرد لديها، يقول دبلوماسيون غربيون أنهم كانوا يرون قوافل من المرتزقة الروس في مطار الخرطوم وفي فنادق العاصمة السودانية.
ويشكل السودان قاعدة خلفية ولكن كذلك مصدر تمويل لفاغنر. فقد وقعت مناجم الذهب التابعة لعائلة دقلو عقودا مع شركات تعمل كواجهات لرئيس فاغنر يفغيني بريغوجين، وفق وزارة الخزانة الأميركية.
وجاء أجانب آخرون الى السودان وسط الفوضى التي عمت بسبب مغادرة الدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة والأجانب الآخرين.
لمزيد من الأخبار حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا .