نقابي

ناصربن عمارة  للشعب نيوز : في القضاء واثقون، وعقوبة النقل التعسفية تعطي فكرة عن تمثل الادارة للعمل الثقافي في الجهات

الشعب نيوز/ حوار ناجح مبارك - بموجب القرار القضائي الاستئنافي، خرج الاخ الناصر عمارة الكاتب العام للنقابة الاساسية لاعوان وزارة الشؤون الثقافية من سجن المرناقية، فجر الثالث عشر من شهر ماي الجاري في انتظار مسار التعقيب، رغم انه لم يكن من الهين على هذا النقابي المؤمن بالحوار والتواصل مع سلطة الاشراف لحل الاشكاليات العالقة وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة ان يعيش بين مكاتب التحقيق واروقة المحاكم وزنزانات السجون.

في هذا الحوار معه، ورغم ما حدث ولم يكن في الحسبان عندما دخل كموظف بالوزارة فانه متماسك ومتشبث بعدالة قضيته وقضية زملائه ممن تم "التنكيل "بهم، منهم من هو تحت طائلة النقل التعسفية ومجالس التاديب، وعاد الاخ ناصر الى سالف عمله في انتظار مسار التقاضي وعن كل ذلك ومنذ التحقيق الاول معه وعن حيثيات القضايا كان لنا معه هذا الحوار .

*كيف كان لقاؤك الاخير بالاخ الامين العام نورالدين الطبوبي ؟

هو لقاء مساندة ودعم من الاخ الامين العام نورالدين الطبوبي وهو رسالة من المكتب التنفيذي الوطني لا لشخصي فقط، بل لعدد من الاخوة النقابيين ممن هم محل محاكمات وخاصة منهم الاخوة في الجامعة العامة للنقل ومنهم الاخ وجيه الزيدي والاخ كاتب عام النقابة الاساسية الطرقات السيارة انيس الكعبي. ومن المؤسف ان تتواصل هذه المحاكمات لاجل عملنا النقابي ومع ذلك ورغم المحاكمات، فاننا متمسكون بعدالة قضيتنا وبسلمية تحركاتنا المشروعة وبالحوار كمنهج .

* نعود الى حيثيات القضية الاولى كيف انطلقت ولماذا تم تدخل الامن او الاستنجاد بالامن من قبل الوزيرة ؟

يوم انطلاق الحادثة الاولى كنت على مرض، ويدي اليمنى بها كسر ومارافق ذلك من تدخل طبي بوضع مستلزمات الجبر وتلقيت من الاخوة الاعوان وعددهم ستة من المفروزين امنيا وهم موظفون تم انتدابهم حسب التراتيب القانونية، قلت تلقيت اتصالا منهم بعد ان اصدرت الوزارة قرارات في نقلهم الى مواقع عمل اخرى وهم رفضوا الامر. حاولت ان أتصل بالمسؤولين الاول بالوزارة قصد الايضاح. تحولت الى مقر وقوفهم خارج ديوان الوزيرة حيث طلب منا الامن ذاته في الوزارة الانتظار في الخارج . فما راعنا الا والتعزيز الامني قد قدم بعد ان طلبت الوزيرة ذلك، والحال أني لم ألتق ابها اصلا حتى اهضم حقها ولم اخاطبها. كان ذلك يوم 6 فيفري وبعد ايقاف الاخ انيس الكعبي بيومين .

*كيف كان تعامل الامن في كل مراحل التحقيقات ؟

تعامل طبيعي بعد تدخل الامن ونقلنا الى مصالح المنطقة واوصحت لهم ما حدث وتقدمت لهم بصفتي النقابية واصرت الوزارة والوزيرة راسا على التتبع في حقي وبما ان التحقيق الاولي لم يسفر عن ادلة على التهجم وهضم جانب موظف فقد تمت العودة الى التدوينات والتي هي منسوبة لي رغم انها على صفحة الجامعة العامة وتم تسخير التقنيات والطلب من الوزير السابق للداخلية توفيق شرف الدين التدخل وتم وضع ملف مفبرك من الفه الى يائه من اجل ادانتي بالعودة الى وقفات احتجاجية سابقة. وتم اتهامي بالثلب واتيان امر فاحش ضد الوزيرة ورئيس الجمهورية مع العودة الى تسجيلات وفيديوهات "نظيفة" قانونيا وهكذا تم اخراج القضية من اطارها والاهم الادانة مهما كانت وباي طريقة .وتم ايداعي السجن .

*كيف كان مسار التقاضي ولماذا طالت مدة الايقاف ؟

القضية الاولى وبعد ساعات وايام من التحقيقات والابحاث وبعد ان تم الزج بي في السجن ولمدة 13 يوما خرجت من السجن بعدم سماع الدعوى بهضم جانب موظف والحال انني لم التق بالموظف او الوزيرة في واقع الحال. فتم الذهاب الى قضية ثانية بتهمة الامر الموحش ضد رئيس الجمهورية وهذا لم يثبت في التحقيقات وقضيت 17 يوما في السجن واطلق سراحي يوم 13 ماي فجرا وهو سراح بموجب حكم الاستئناف مما يلغي الحكم السابق. واشكر هنا المحامين ممن كلفتهم القيادة النقابية بالاتحاد العام التونسي للشغل للترافع والدفاع

*من هم المحامون وماهي مستندات دفاعهم ؟

اشكرهم جميعا واشكر العدد الهام من المحامين ممن ساعدوني وساندوني والمحامون هم الاساتذة عبد السلام النصيري ومحمد الهادي العبيدي والاستاذ احمد بن حسانة وهو محامي الوزارة ولكنه تعجب من التهم واستمات في الدفاع عني والملف فارغ كما كرر ذلك المحامون خلال المرافعات وامام القضاة، وبالمناسبة فانني متمسك بالثقة في القضاء واستقلاليته هي امر لا جدال فيه .

*كيف كانت الحياة داخل السجن ؟

عادية واستمعت الى قصص وحكايات يمكن ان تتحول الى روايات وافلام ومسلسلات .في السجن لم نطلب المستحيل والاحترام سيد الموقف .التلفزة موجودة ولكن الكتب لا يمكن التمتع بها الا المحكومين حكما باتا ولكن يمكن التصرف مع " سكان الزنزانة " انها تجربة هامة على حرارتها ومرارتها .

*اي وقع لهذه التجربة على العائلة ؟

اسكر عائلتي وبناتي على الصمود و"ماش يتعودوا "وهم مثلي لايشكّون في عدالة القضية

*ما هو مستقبل عملك النقابي بعد تجربة المحاكمات ؟

سنواصل النضال مع الاخوة في الوزارة ولا احمل عداء لاي كان بما فيها الوزيرة، قطعا لا، ولا عداء لاي كان، صار خلاف وحبذا لو نعود الى الحوار لتحقيق مطالب القطاع الموثقة في مقررات الهيئة الادارية للقطاع، وهي مطالب عالقة تخص وضع مؤسسات الثقافة والعمل بها وتوفير الظروف الملائمة لذلك هذا الى جانب المناظرات والترقيات والنقل التعسفية .

*على ذكر النقل التعسفية كيف تنظر الى زملائك الذين تمت نقلتهم الى جهات بعيدة ؟

الادارة، وبعد الاستجوابات، تنظر الى العمل في الولايات الداخلية كعقوبة وهي نظرة تستوجب التصحيح وهذا يعطي، فكرة على تفكير الاداريين ولكن ما حدث من نقل تعسفية ودون تشاور ودون مراعاة الظروف الشخصية والعائلية للاخوة النقابيين المتعسف عليهم امر مرفوض وندعو الوزارة الى التراجع عن ذلك .

* الصورة الاولى : ناصر فجر يوم 13 ماي لحظة مغادرته السجن صحبة محاميه وزملائه

 * الصورة الثانية  جمع كبير من النقابيين واهل الثقافة يحتفلون برفيقهم ناصر بن عمارة