دولي

في ختام «قمة جدة».. القادة العرب يرحبون بعودة سوريا ويجددون التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية

الشعب نيوز/ المصري اليوم - جدد القادة العرب التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للدول العربية؛ باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة. وأدان القادة خلال الإعلان الختامى للقمة العربية الـ 32 اليوم الجمعة 19 ماي 2023، والتى عقدت تحت عنوان «التجديد والتغيير» بمحافظة جدة في المملكة العربية السعودية، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة، مؤكدين أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقى لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولى، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضى الفلسطينية بحدود عام ١٩٦، وعاصمتها القدس الشرقية.

حماية القدس المحتلة ومقدساتها

وأشار القادة إلى أهمية دعوة المجتمع الدولى إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية، والتشديد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعى المدانة للاحتلال لتغيير ديمغرافيتها وهويتها والوضع التاريخى والقانونى القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية، وكذلك دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس وصمود أهلها.

أزمة السودان وظلالها على المنطقة

وأكد القادة متابعتهم باهتمام لتطورات الأوضاع والأحداث الجارية في السودان معربين عن بالغ قلقهم من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار الدول والشعوب العربية، وضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السودانى، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجى في الشأن السودانى يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين، واعتبار اجتماعات جدة التي بدأت في ٦ مايو الجارى بين الفرقاء السودانيين، خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.

الترحيب بسوريا واحلال السلم في اليمن

ورحب القادة بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزارى، والذى تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، آملين في أن يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا والمحافظة على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعى في الوطن العربى، وأهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، لافتين إلى دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق تطلعات الشعب اليمنى ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسى شامل، استنادا إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى اليمنى وقرار مجلس الأمن رقم2216، إلى جانب الدعم لمجلس القيادة الرئاسى في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن، بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.

التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربى

وشدد القادة على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، خاصة أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدى إلى انتصار طرف على آخر؛ إنما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطنى دولنا، منوهين بأن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربى، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة، بما يخدم ويعزز الأمن والاستقرار والرفاه للمواطنين العرب.

من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة

وقال الزعماء العرب في «إعلان جدة»: «نؤمن بأن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص ومعالجة التحديات قادرة على توطين التنمية، وتفعيل الإمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات دولنا، ما يتطلب منّا ترسيخ تضامننا وتعزيز ترابطنا ووحدتنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية، ونعبر عن التزامنا واعتزازنا بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات الآخرين، واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها واعتبار التنوع الثقافى إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك، ونرفض رفضا قاطعا هيمنة ثقافات دون سواها واستخدامها ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية».

تعزيز التواصل الحضارى بين الدول العربية والعالم

وأضافوا: «نثمن حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بكل ما من شأنه توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى في المنطقة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية وعملها خلال سنة رئاسة المملكة للقمة العربية (32) على عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربى المشترك في المجالات الثقافية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتى تستهدف أبناء الجيل الثانى والثالث من المهاجرين العرب، بما يسهم في تعزيز التواصل الحضارى بين الدول العربية والعالم، ويُبرز الحضارة والثقافة العربية العريقة والمحافظة عليها».

دعم الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة

وتابعوا: «تشمل المبادرات (الثقافة والمستقبل الأخضر) والتى تهدف إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافى في الدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية المرتبطة بالاستدامة، بالإضافة إلى المساهمة في دعم الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة وتوظيفها في دعم الاقتصاد الإبداعى في الدول العربية، ومبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، والتى تعتمد بشكل أساسى على مجموعة من الأنشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الأمن الغذائى، والمساهمة الفاعلة في تعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة.

تحفيز البحث العلمى والتطبيقى والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة

كما دعا القادة العرب  الى " بذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا، ومبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها، بغرض تحفيز البحث العلمى والتطبيقى والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة والتركيز على نشر ومشاركة المعرفة والتجارب والمساهمة في تحسين اقتصاديات هذه الصناعة لخفض التكلفة ورفع كفاءة العمليات واستدامتها بيئيا، والمساهمة في إصدار المواصفات والمقاييس المعيارية والهيكلة المؤسسية لقطاعات المياه، لتكون صناعة استراتيجية للدول العربية، ومبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية».