دولي

خروقات لا تنتهي للهدن.. العقوبات وسيلة أميركية لإخماد أزمة السودان

الشعب نيوز / وكالات - إثر انتهاكاتهما للالتزامات التي تعهدا بها في جدة، وبعد خرقهما 12 هدنة، فرضت واشنطن عقوبات على طرفي النزاع  في السودان ، أي قوتي الجيش والدعم السريع. 

وشملت العقوبات كيانات مرتبطة بالفريقين، فضلًا عن مسؤولين فيهما، كشف عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بعد أن وصف الهدنة بالهشة.

وشملت قائمة العقوبات أيضًا، شركة الصناعات الدفاعية التي تنتج أسلحة للجيش السوداني، وشركة "الجنيد" لتعدين الذهب التابعة لقوات الدعم السريع.

كما تضمنت قطع التدفقات المالية عن كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وفرض قيود على التأشيرات لمسؤولين من الجانبين.

وقال بيلنكن: "سنواصل عملنا ومشاركتنا في الجهود المبذولة لمصلحة الشعب السوداني، بما في ذلك اتخاذ خطوات ضد أي قيادي سيعرقل عملية السلام".

وعد بلينكن العقوبات ردًا على وقوع انتهاكات وصفها بـ"الواسعة النطاق" لاتفاقيات الهدنة التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية  والسعودية.

أما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، فوصف المشهد في العاصمة السودانية الخرطوم، وفي إقليم دارفور بحمام دم مروّع، محذرًا من أن خرق الهدنة الأخيرة يثير مخاوف بشأن إطالة أمد النزاع، وتفاقم معاناة الشعب السوداني.

وجاءت الإجراءات الأمريكية بعد أن انتقد نواب وناشطون أميركيون إدارة الرئيس جو بايدن التلكؤ في فرض عقوبات، بما في ذلك على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو . 

إلا أن دبلوماسيين في دوائر القرار الأميركي لا يحبذون فرضها على الرجلين، ويرون أن الحفاظ على العلاقات مع البرهان ودقلو ضروري من أجل دفعهما للجلوس عند طاولة التفاوض، فمفاوضات الطرفين التي سلكت مسار جدة، أعلنت الخارجية السعودية تعليقها راهنة استئنافها بإبداء الطرفين جدية لوقف القتال.

* تعليق مباحثات جدة.. ما تأثيرات العقوبات الأميركية على صراع السودان؟

أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، مساء الخميس الفاتح من جوان 2023 ، تعليق مباحثات جدة بين أطراف الصراع في السودان، نتيجة "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار.

وقالت الدولتان الراعيتان لمباحثات جدة، في بيان باسمهما نشرته السفارة الأميركية لدى السودان عبر تويتر: "تعلن السعودية والولايات المتحدة الأميركية تعليق محادثات جدة بصفتهما المسهّلين (الرعاة)".

وبحسب البيان، "يأتي هذا القرار نتيجة الانتهاكات الجسيمة المتكررة لوقف إطلاق النار قصير الأمد، وتمديد وقف إطلاق النار المؤخر من قبل الجيش السوداني و قوات الدعم السريع ". 

وتابع: "أعاقت تلك الانتهاكات إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي هي هدف وقف إطلاق النار قصير الأمد".

وأضاف: "المسهلون يذكرون الطرفين بأنهما لا يزالان ملتزمين بالتزاماتهما بموجب إعلان جدة في 11 ماي  2023، للالتزام بحماية المدنيين في السودان، وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في 29 ماي ".

وأردف أن "الرعاة أبلغوا الطرفين بالخطوات التي سيتعين عليهما اتخاذها لإثبات التزامهما الجاد بمحادثات جدة، واتخاذ إجراءات بناء الثقة التي يريدان تنفيذها من قبل الطرف الآخر قبل استئناف محادثات جدة".

لكن البيان المشترك حرص على تأكيد استعداد الرياض وواشنطن لإعادة عقد محادثات جدة بمجرد أن يتخذ الطرفان "الخطوات اللازمة".

* استئناف محادثات جدة "بشروط"

و شدد البيان المشترك على إستعداد السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية  للعمل بجدية مع الطرفين لاستئناف محادثات جدة بمجرد اتخاذ خطوات يمكن إثباتها لتنفيذ الالتزامات لتمكين المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية".

وبين أنه "على الرغم من عدم تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، إلا أن وقف إطلاق النار الأول لـ7 أيام أدى إلى بعض الانخفاض في القتال، ومكن من وصول المساعدات الإنسانية إلى حوالي مليون سوداني".

واستطرد: "مع ذلك، فقد ارتكب الطرفان انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار، وشمل ذلك احتلال منازل مدنية، وشركات خاصة ومباني عامة ومستشفيات".

وزاد البيان: "كذلك الضربات الجوية والمدفعية والهجمات والتحركات المحظورة، وقد أثرت هذه الانتهاكات بشكل مباشر على جهود المساعدات الإنسانية".

وأشار إلى أنه منذ اندلاع الأعمال العدائية "أبلغت الجهات الإنسانية عن سرقة 115 مركبة ونهب 57 مستودعًا و55 مكتبًا"، وأنه "خلال فترة وقف إطلاق النار مُنعت شاحنات المساعدات الإنسانية من المرور، ونُهبت المستودعات في المناطق التي يسيطر عليها الطرفان".

ولفت البيان إلى أن "محادثات جدة تهدف إلى دعم جهود إقليمية وعالمية أوسع، بما في ذلك خارطة طريق لحل الصراع في السودان".

واتهمت الدولتان طرفي النزاع بأنهما "يدعيان تمثيل مصالح الشعب السوداني، لكن أفعالهما زادت من معاناته، وعرضت الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي للخطر"، وفق البيان.

* "بيان السعودية"

في سياق متصل، قالت الخارجية السعودية: "تعرب السعودية والولايات المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة لوقف إطلاق النار وإعلان جدة من قبل كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وأوضحت في بيان مساء الخميس، أن "الانتهاكات أضرّت بالمدنيين والشعب السوداني، وتعوق إيصال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات".

وفيما حثت طرفي النزاع على "الالتزام بجدية بوقف إطلاق النار ودعم الجهود الإنسانية"، أكدت الخارجية أنه "بمجرد اتضاح جدية الأطراف بالامتثال لوقف إطلاق النار فإن المسيّرين، السعودية والولايات المتحدة، مستعدان لاستئناف النقاش".

والأربعاء، أعلن الجيش السوداني تعليق مباحثات جدة، بسبب "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".

وفي 26 ماي 2023 المنصرم، أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية  اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.

ومنذ 15 أفريل 2023 الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.

إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية  الخميس عقوبات على شركات اتهمتها بإذكاء الصراع في السودان، وصعّدت الضغط على الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال الدائر في الخرطوم ومناطق أخرى.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها استهدفت شركتين مرتبطتين بالجيش السوداني وشركتين مرتبطتين بقوات الدعم السريع.

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا