أجمع على أهميتها مراقبو التصرف : المانحون يربطون تمويل المؤسسات بمسؤوليتها المجتمعية والبيئة
الشعب نيوز / ناجح مبارك - أكد بلال سحنون المدير العام لبورصة تونس للشعب نيوز مساء أمس السبت 10 جوان 2023 ، أن عدة خطوط تمويل أوروبية مفتوحة يمكن للمؤسسات التونسية الصغرى والمتوسطة وتلك المدرجة في البورصة الاستفادة منها وأن المقياس الاول هو المسؤولية المجتمعية بما في ذلك احترام حقوق العمال والتقيد بالضرورات البيئية هذا مع انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي والرياضي.
* مراقب التصرف والنجاعة المالية
جاء ذلك خلال الندوة الدولية للجمعية التونسية لمراقبي التصرف والمسؤولين الماليين والتي بحثت مع مراقبي المصاريف من عدة بلدان افريقية وأوروبية موضوع "قيادة النجاعة والتحولات الرقمية لمهنة المراقبين الماليين" وضرورة ان تواكب المؤسسات التونسية العمومية والخاصة أبرز التحولات التكنولوجية المطروحة اليوم على مهنة مراقب التصرف والمسؤول المالي.
وأضاف بلال سحنون أن المطلوب من المؤسسات الاقتصادية التونسية أن تغير "باراديغم" معاملاتها مع ابنائنا العاملين والاطارات والمتعاملين معها من أجل نظرة أشمل تحترم قوانين العمل وتقدم رؤية اخرى للمسؤولية المجتمعية و الاحترام الجاد للبيئة والمحيط .
* مسايرة التطورات التقنية العالمية
وأكد رضا عبد المولى رئيس جمعية مراقبي التصرف والمسؤولين الماليين على أهمية تطوير المؤسسات التونسية لتساير التطورات العالمية في مجال المراقبة وحسن التصرف وإضفاء مزيد من الشفافية في عملها وأداءها.
ولاحظ ان الاليات الجديدة في مراقبة التصرف مرتبطة بالتطورات التكنولوجية في سبيل ربح الوقت وتقليص الهوة مع المؤسسات العالمية التي أضحت متقدمة جدا في استعمال التكنولوجيا المتطورة.
وقال ان التطورات التكنولوجية صارت تعتمد أكثر على الذكاء الاصطناعي والتعويل أكثر على "الروبوتيزم" من اجل إضفاء نجاعة أكثر في أداء المؤسسات كما لفت الى ان المؤسسات التونسية يجب عليها ان تركز على رصد التمويلات التي تهم الاقتصاد الأخضر آخذا في الاعتبار التغيرات المناخية من خلال التوجه نحو استعمال الطاقات المتجددة والصديقة للبيئة تماشيا مع المعايير العالمية الجديدة التي أصبحت تؤكد على ان من عناصر الاستدامة للمؤسسات هي التعويل على الطاقات النظيفة.
* تجربة هذا البنك نموذجية
اما لسعد بن رمضان المدير العام للبنك التونسي الكويتي في صيغاته المالية الجديدة بعد ان اقتنى مجمع اللومي 60 بالمائة من رأسماله مع 20 % للدولة التونسية ومثلها للدولة الكويتية فانه قد تحدث كذلك عن المسؤولية المجتمعية واحترام البيئة مع إعطاء مكانة هامة للرأسمال البشري المثابر والطموح من أجل رقي المؤسسة وسلامة معاملاتها المالية وهذا الرأسمال البشري سيمكن من فتح 52 وكالة بنكية جديدة في قادم الاشهر مع تنويع المنتوج المالي والايجاري والعقاري المقدم من هذه المؤسسة .
ودعا مديرو البنوك وأهل الجمعية في هذا السياق المسؤولين الماليين ومراقبي التصرف في المؤسسات الى الاخذ في الاعتبار هذه التحولات البيئية عند انجاز مشاريع ميزانيات المؤسسات او الجوانب المتعلقة بالتمويل.
* لا للربح السريع دون ضوابط مجتمعية
ومن جانبها أفادت مريم بن بوبكر نائبة رئيس الجمعية التونسية لمراقبي التصرف والمسؤولين الماليين انه تم اختيار موضوع قيادة النجاعة والتحولات الرقمية لمهنة المراقبين الماليين بسبب التحديات المفروضة على مهنة المراقبين الماليين من خلال تحدي الرقمنة وتحدي المسؤولية.
وترى انه صار من الضروري التطرق الى مسألة النجاعة ليس من الزاوية الاقتصادية البحتة بل ان النجاعة اضحت تفرض مفاهيم أشمل وأعمق تهم الجوانب المؤسساتية والبيئية والحوكمة والاستدامة.
وأكدت على وجوب تحويل هذه النقاط من شعارات الى مسائل تطبيقية وحسن توظيفها في عمل المؤسسة الاقتصادية الى جانب تحديد دور مهنة الوظيفة المالية التي صارت تعد المستشار الاستراتيجي للمؤسسة بالعمل على تحديد المخاطر.
* ملائمة برامج التعليم
كما أبرزت وجوب ملائمة برامج التعليم العالي مع المفاهيم الجديد لمهنة المسؤول المالي بالشركات الاقتصادية العمومية والخاصة وتقريب أكثر الطلبة من هذه المهنة وتمت خلال الندوة العلمية التطرق الى أهم التحولات الرقمية وآليات هذه التحولات والتغييرات التي طرأت على المهنة من مراقب مصاريف وتصرف الى متصرف في النجاعة وتطرق المشاركون في الندوة الى جملة من المحاور التقنية والفنية تخص تطور مهنة مراقبي التصرف عبر التاريخ الى حين الوصول الى مرحلة خلق القيمة المضافة.
وناقش المتدخلون أيضا مسألة توظيف الذكاء الاصطناعي في مهنة مراقب التصرف والمسؤول المالي بالشركات علاوة على التمويل المستديم كرافعة لإنجاح الانموذج الاقتصادي للمؤسسة.