طبيب ومتفقد الشغل مؤهلان لاتخاذ القرار: متى يتم إيقاف العمل حماية للعمال من الحرارة
الشعب نيوز / أبو إبراهيم - تشهد بلادنا موجة حرارة غير مسبوقة تجاوزت المعدلات العادية ما بين 04 و08 درجات وفق المعهد الوطني للرصد الجوي ومن المتوقع ان يشهد الأسبوع القادم ذروة الحرارة التي قد تبلغ 49 في بعض المناطق.
رغم ذلك، يضطر الكثير من العمال الى الخروج في طقس متسم بالحرارة العالية من اجل البحث عن لقمة العيش.
وقد يجد البعض منهم نفسه مجبرا على العمل في ظروف غير إنسانية تفرض إيقاف العمل. فما هو رأي القانون ومن له الحق في إيقاف العمل حماية للعمال؟
* مداخل قانونية
لقد صمت القانون الدولي والقانون التونسي عن مثل هذه الحالات غير ان هناك بعض المرتكزات القانونية التي يمكن اعتمادها لحماية العمل في حال لم تتوفر الظروف الادمية.
ويقول الخبير في التشريعات الشغلية كمال عمران ان الحديث عن المناخ وتاثيراته على العمال في تونس لم يرد الا في موضع واحد وهو الفصل 49 من اتفاقية البناء والاشغال العامة التي تتحدث عن التغيرات المناخية التي تعيق العمل.
وبين الخبير الدولي كمال عمران ان الفصل لم يتحدث عن الحرارة ولكنه تحدث عن التقلبات المناخية بشكل عام مثل الحرارة والبرد القارس وغيرها.
ووفق الفصل المذكور، فان العامل يذهب الى موقع العمل حيث يتبن انه لا يمكن انجاز العمل بسبب الاحوال المناخية، يترتب عن ذلك ان يغادر العامل موقع العمل على ان يقوم بتعويض ساعات العمل غير المنجزة في وقت لاحق.
* طبيب ومتفقد الشغل
وبين كمال عمران في تصريح " للشعب نيوز" ان حماية العامل قانونيا من الحرارة في تونس ترتكز الى مرتكزين أساسيين وهما الفصل المذكور (49 من اتفاقية البناء) والمبادئ العامة للصحة والسلامة المهنية التي تلزم الدولة التونسية والأعراف بالحرص على ان تكون ظروف العمل ملائمة ولا تضر بصحة العامل. وبين انه يمكن لطبيب الشغل او لمتفقد الشغل اتخاذ قرار إيقاف العمل في أي موقع متى ارتأيا ان تواصل العمل يشكل خطرا على صحة العامل.
وفسر ان درجات الحرارة المرتفعة تمثل خطرا لا جدال حوله ويمكن في حال بلغت مستويات تهدد صحة العمال ان يتخذ قرار إيقاف العمل مؤقتا.
استتباعات الحر
لقد بات معلوما ان كوكبنا يشهد تغيرا مناخيا متسما بارتفاع درجات الحرارة نتيجة الانحباس الحراري.
وتتجاوز تبعات درجات الحرارة المرتفعة مجرد كونها مناخيا غير مرغوب فيها الى كونها عاملا مهما في التنمية. ومن المتوقع ان تكون لهذا الحر استتبعات كبرى على المحيط والبيئة والإنتاج الزراعي غير ان الاستتباع الأبرز للحرارة هو تأثيراتها المباشرة على الانسان.
واذا كان من الممكن اتباع نصائح الدكتور حكيم لجزء منا والبقاء في المنزل مثلا وشرب الماء والامتناع عن الخروج من الساعة الحادية عشر الى الساعة السادسة عشر فان العمال لا يمتلكون هذا الرفاه وهو ما يستوجب من الدولة الوقوف للحرص على السلامة واستخدام ما لها من اليات رقابة لمنع وضع العمال في ظروف عمل خطرة على صحتهم وعلى حياتهم .