اعتذر للمراة بعد ما حدث ببنزرت: احمد سعد يطوي الصفحة ويذكر الجمهور بصوت ذكرى محمد
الشعب نيوز/ ناجح مبارك - يبدو ان حفل الفنان احمد سعد على ركح الدورة السابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي كان اعتذارا عما حدث بمهرجان بنزرت. فقد فعل ذلك بلباقة للمراة التونسية وذكر بامراة فنانة راحلة هي ذكرى محمد .
"إيه اليوم الحلو ده ؟"
يبدو أن يوم السبت 22 جويلية كان يوما أكثر من "حلو" في حياة ومسيرة الفنان المصري أحمد سعد، كيف لا وهو الذي اعترف بمجرّد صعوده على ركح قرطاج العظيم بتاريخه وبثقل الأسماء العربية والغربية التي اعتلته وأنّ الغناء ضمن برمجة مهرجانه كان حلما انتظره سنوات ليراه واقعا مجسدا في سهرة اكتملت بها كل عناصر الجمال والدهشة، تلك الدهشة التي تملّكت أحمد سعد إلى حدّ البكاء وهو يرى جمهورا حضر بالآلاف سبقه في كلّ جملة موسيقية وكل مقطع من أغانيه.
تاويل وسوء فهم ؟*
ولأنه كان واقعا تحت تأثير ما حدث في حفله بمدينة بنزرت والجدل الكبير الذي أُثير بعده عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فكانت رغبته ملحّة في كتابة صفحة جديدة مع تونس وجمهورها تبدأ من هذا المساء القرطاجني الجميل، فكان الاعتذار من المرأة التونسية في قائمة أولوياته وقدّمه بأسلوب فنّي راق: "أنا لو سألت عن الجمال قالولي هي، هي الأصل والاحترام والشهامة... سألت عن اسمها؟ قالولي تونسية". اعتذار أنيق ليس لأنه تطاول على المرأة التونسية بل لأنه ظٌلم بتأويل خاطئ.
سعادة لا توصف*
نزل أحمد سعد على الدرج إلى ركح قرطاج الذي تصدّرت خلفيته شاشة عملاقة تعرض مقتطفات من أنجح كليباته على إيقاع أغنيته "سكوت... سكوت" متفاجئا بهذا الجمهور الغفير الذي استقبله بأنوار هواتفه راسما لوحة غاية في الانسجام "الحفل ليس لمن غنّى فيه بل لمن حضر بهذا الجمال وهذا المستوى..." مرة أخرى وبأسلوب مغاير يعرب ابن النيل عن سعاته بهذا الجمهور وقدرته على الغناء بصوت واحد وإيقاع مٌعدّل كما لو أنه كورال مصاحب لفرقته ذات العشرة عازفين. فرحة لا توصف وانفعالات لم يسبق له أن عاش مثلها سطّرت نقطة مضيئة في مسيرة أحمد سعد الذي اعترف أنه كان يتابع أخبار عروض فنيّة أقامها زملاؤه بمهرجان قرطاج منتظرا دوره ليتحقق الحلم وتكتمل سعادته.
"كل يوم بيفوت ويمشي" و"قادر أكمّل" و"يا عرّاف" و"وسّع وسّع" وأغنيات أخرى انتقاها من ألبوماته المختلفة أداها أحمد سعد مع جمهور سبقه إليها كلمة بكلمة ونغمة بنغمة ونفسا بنفس مما جعله يعتبر هذا الحفل تجربة فنيّة وإنسانية تركت في داخله أحلى الانطباعات "وكأن الجمهور يساندني بعد سوء التفاهم الذي حصل إثر حفل مدينة بنزرت".
من وردة الى ذكرى*
إلى جانب أغانيه الخاصة غنّى أحمد سعد لجمهور قرطاج "أكذب عليك" لوردة الجزائرية و"بحلم بلقاك" لذكرى محمد ومقطع من "ودارت الأيام" لأم كلثوم يرافقه نفس الكورال (الجمهور) الذي أدهشه على امتداد الحفل، تلك الدهشة التي تواصلت بعد السهرة وعبّر عنها خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي وسائل الإعلام الوطنية والعربية "لأول مرة أواجه جمهورا يحفظ الأغاني أكثر من الفنان"
وأضاف أن الأرقام شيء مهم في حياته والرقم الذي أضافه اليوم مهمّ جدا في مسيرته. نحو الغناء"بالتونسي" * وفي سؤال وٌجّه له عن عدم غنائه بعامية تونسية أجاب أحمد سعد أن قامات فنيّة تونسية موجودة بالمشهد الدرامي والسينمائي المصري يتكلمون اللهجة المصرية بطلاقة، ولأنه يتجنّب الخطأ في النطق ويحرص على أن يكون ما يقدمه صحيحا وعد بأن يفعل ما بوسعه ليتقن العامية التونسية ويقدّم هدية خاصة لهذا الجمهور في مشروع قادم
"أكون سعيدا لو غنيت بالتونسي"
أمّا عن أغنية "باحلم بلقاك" للراحلة ذكرى فقد ذكر أنه قدمها من باب الحب الكبير لصوتها وكتحية لفنّها وعندما ردّدها معه الجمهور أحسّ أن روحها تحلّق فوق سماء قرطاج سعيدة "بنا". أكثر من مرة أكّد أحمد سعد أنه لم يسئ للمرأة التونسية وأن التحية التي قدّمها لها في بداية الحفل لم يقصد بها ردّ الاعتبار فهي امرأة مميزة وكرامتها من الثوابت التي لا يجب الاقتراب منها، بل كانت التحيّة لرفع الالتباس وتجاوز سوء الفهم الذي حصل منذ أسبوعين.
(الصور لفريق مهرجان قرطاج)