وطني

احمد الحشاني رئيسا للحكومة، سعيد يفاجئ الجميع بشخصية غير معروفة ويجهض طموحات كثيرين

الشعب نيوز/ متابعات - اعفى الرئيس قيس سعيد في توقيته الليلي المعتاد – والعبارة للزميل الصديق الفاهم بوكدوس – المهندسة نجلاء بودن من مهامها كرئيسة للحكومة وهو المنصب الذي شغلته منذ 29 سبتمبر 2021 كأول امرأة في تونس وفي العالم العربي. وفي المقابل عين السيد احمد الحشاني خلفا لها.

كان الاعفاء منتظرا منذ عدة أشهر، نظرا لضعف الحضور والأداء والنتائج، ولكنه تأخر بفعل عوامل عديدة ينفرد بها الرئيس قيس سعيد في قراراته وفي ادارته لشؤون الحكم.

وبنفس الانفراد، فاجأ الرئيس قيس سعيد – الجميع – ودون استثناء في تقديرنا – بتعيين السيد احمد الحشاني بدلا عنها، فهذا رجل لم نسمع عنه من قبل ولا نعرف له ميزة خاصة تجعله مرشحا لشغل منصب مرموق مثل منصب رئيس حكومة وفي ظرف صعب للغاية كالظرف الذي تعيشه تونس منذ أشهر عديدة.

أحمد الحشاني واحد من كبار موظفي البنك المركزي التونسي حيث كان مديرا عاما أو مركزيا، وفي فترة ما رئيسا لودادية أعوان البنك زمن الراحل الشاذلي العياري، لكنه يبدو كتوما هو الاخر، فلم نقرأ له مقالات او أحاديث صحفية ولم نسمع له تصريحات او حوارات إذاعية او تلفزية حتى نتبين شخصية الرجل وميولاته السياسية والفكرية.

قرأنا له بالعكس، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي، قولا ملخصه ان السكوت أفضل من أي كلام. لم يفصح عن مناسبة ادراج ذلك القول ولكن هذا الزعم لا يمكن ان يعكس شخصية الرجل الذي يبدو مولعا بالموسيقى ومحبا للحياة وعلى درجة كبيرة من الثقافة في مفهومها الواسع.

المطلوب منه في هذا المنصب أن يساعد الرئيس على حل العديد من الإشكاليات التي تراكمت بفعل عوامل عديدة لا يسمح المجال بالاتيان عليها وهي إشكاليات كثيرة ومتنوعة. في مقدمتها دون أدنى شك، المسألة الاقتصادية بكل ما فيها من تفريعات وعلى رأسها العلاقة مع صندوق النقد الدولي وغيره من المانحين – والرجل " بنكاجي " ويعرف من اين يدخل الى البنوك – ثم مشكلة السيولة التي تحتاجها البلاد لتأمين وخلاص وارداتها من الحبوب وغيرها من الحاجيات الأساسية، ثم أجور موظفي الدولة وميزانية الدولة وهلم جرّا من الاشكاليات ومنها العلاقة مع الاعلام باعتباره قطاعا يهمنا أكثرمن غيره.

وفي انتظارخطاب برنامج العمل ، نشدد مرة أخرى على انفرادات الرئيس قيس سعيد الذي فاجأ مرة أخرى بتعيين مسؤول من خارج المنظومة المعروفة، سواء البعيدة عنه وخاصة القريبة منه مثلما فعل مع السيدة نجلاء بودن قبل سنتين. فهو بهذه التسمية، قد قطع الطريق أمام طموحات بعض ممن تصوروا ان لهم الكفاءة اللازمة والثقة الوافرة لشغل المنصب. ولا جدال في ان الرئيس يعرف للسيد احمد الحشاني خصالا وميزات يبحث عنها ووجدها فيه دون سواه.