كيف نجحت إسبانيا في خفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين إليها؟
الشعب نيوز/ يورو نيوز- نجحت إسبانيا في خفض عدد المهاجرين غير الشرعيين إليها في العام الحالي بنسبة 3.3 بالمئة على الرغم من أن جزر الكناري التابعة لها لا تزال تستقبل يومياً نحو مئة شخص.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام التي كشفت عنها وزارة الداخلية الإسبانية لا تمثل تقدماً هائلاً، إلا أنها تستحق التوقف عندها خصوصاً ما إذا تمت مقارنتها بأرقام الدول الأوروبية الأخرى، لا سيّما المتوسطية.
فإيطاليا سجّلت ارتفاعاً في عدد المهاجرين الواصلين إليها بلغ 115 بالمئة هذا العام فيما ارتفعت نسبة المهاجرين إلى اليونان 65 بالمئة بحسب إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
فشل ميلوني؟
عندما وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى السلطة في خريف 2022، وعدت بوضع حدّ لأزمة الهجرة ولكن سياسات حكومتها التي كان من المفترض أن تكون متشددة، أثبتت أنها غير فعالة في خفض أعداد المهاجرين.
وقالت كامي لو كوز، وهي إحدى المسؤولات في معهد سياسة الهجرة الأوروبي، ليورونيوز إن إيطاليا مثلت إحدى الوجهات المفضلة للمهاجرين منذ مطلع العام ووصلها نحو 90 ألف شخص عبر البحر مقارنة بنحو 105 آلاف وصلوها على امتداد العام الماضي و67.500 فقط في 2021.
نجاح اسبانيا
في 2018 تحوّلت إسبانيا إلى وجهة مفضلة للمهاجرين غير الشرعيين حيث استقبلت في ذلك العام نحو 57 ألفاً منهم، في مرحلة شهدت فيها الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي تراجعاً كبيراً، حيث كان عدد المهاجرين إلى التكتل هو الأصغر على الإطلاق منذ خمس سنوات.
وأصبحت إسبانيا الطريق الذي يسلكه المهاجرون في أكثرية الأحيان بهدف العبور إلى دول أخرى في الاتحاد. وفي 2020، شهدت نسبة المهاجرين إليها ارتفاعاً كان الأكبر منذ عشرين عاما
ولكن الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية مؤخراً تشير إلى تراجع حاد في عدد المهاجرين إلى إسبانيا في 2023 [70 بالمئة أقل]، ما يوحي بأن الأمور تتغير.
ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى انخفاض حاد في عدد العابرين إلى الجزيرة الأيبيرية من المغرب بعد المأساة التي شهدتها مليلية في جوان 2022، إذ قتل 23 مهاجراً بعدما حاول الآلاف اجتياز السياج والدخول إلى الجيب الإسباني.
بعد الحادث أعادت مدريد النظر في هذه المسألة مع الرباط، وبدا أن السلطات المغربية تشددت لاحقاً فزادت من تحصينات السياج الذي يفصل بين أراضيها والجيبين الإسبانيين، كما وثقت الكاميرات رجال أمن مغربيني وهم يبرحون مهاجرين ضرباً عدة مرات.
عوامل متغيّرة
تقول لو كوز في هذا الشأن "تعاونت إسبانيا منذ فترة طويلة مع المغرب من أجل ضبط الحدود. وشهدت شراكة الهجرة هذه اضطرابات في السنوات القليلة الماضية، لكنها لا تزال عاملاً رئيسياً يفسّر انخفاض عدد الوافدين إلى إسبانيا هذا العام".
وتضيف قائلة "مع ذلك تتغير طرق الهجرة باستمرار. وإذا أصبح طريق [الهجرة] عبر تونس أكثر تعقيداً وأخطر وأكثر كلفة نظراً لجهود الحكومة التونسية مؤخراً، فقد يسعى المزيد من المهاجرين للعبور إلى أوروبا عبر المغرب".