أدب الرحلة" في قليبية وإكتشاف الزيارة غير المشهورة للشيخ عبد العزيز الثعالبي الى اليمن"
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - الدورة السابعة والثلاثون للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية والتي تحمل مسمى "محمد بن جنات" إنعقدت في أيام الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء 28و29و30 أوت 2023 على الرغم من العوائق المالية وذلك بفضل الجهود الحثيثة من مديرة المهرجان" سنية فرج الله".
بداية برواق الفنون بدار الثقافة "نور الدين صمود" كان المعرض التشكيلي لطلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل والذي ضم لوحات من كل مدارس الرسم من الطبيعية حتى التجريدية تبعته كلمة الإفتتاح بالمسرح المجاور والقتها المديرة وقدمت أعضاء لجان التحكيم للمسابقات المختلفة كما ألقى كلمة الأدباء الشبان الكاتب الفلسطيني الشاب المقيم بتونس"أحمد كمال القريناوي" .
نهاية السهرة كان العرض شبه المسرحي "في بالك" لمنتصر قاسم وإخراج إكرام عزوز وهو شبه إرتجال للممثل الوحيد حول وقائع ترفيهية يومية معاشة .
اليوم الثاني ومن الصباح الباكر إنتظمت أشغال الورشات حول الكتابة الشعرية والنثرية بالفضاء الثقافي وأثثها كتاب وأساتذة ذو خبرة فى المجال الأدبي ،المساء كان مخصصآ للندوة الرئيسية عن "أدب الرحلة" بأربع مداخلات لكل من الشاعر والمترجم "جمال الجلاصي" إستعرض فيه العديد من الكتب المنشورة بالعربية و بالفرنسية تناولت رحلات ومتضمنة تصورات عن الشرق والغرب وما بينهما من مواضع إلتقاء وإفتراق تبعته محاضرة الدكتور فى التاريخ "عبد السلام البغوري" حول الصورة التي نقلها الرحالة الغربيون عن البلاد التى زاروها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مع التركيز على جبال الخمير في الشمال الغربي وكيف كانت الصورة الاستشراقية متضمنة النوازع الإستعمارية .
المحاضرة الثالثة أسسها الاستاذ المتفقد المتميز بالتعليم " شفيق الجندوبي " و إستعرض الحضور النسبي القليل لكتابات أدب الرحلات في الكتب المدرسية بدءآ من المراحل الإبتدائية حتى الثانوي مما يشكل إنعزالآ عن العالم المحيط وعدم إدراك لخصوصية الآخرين وإحترامها والتموقع حول الذات.
الرابع كان الباحث اليمني "مجيب الرحمن الوصابي "والذي إستعرض تاريخ الرحلة غير المشهورة للمُصلح "عبد العزيز الثعالبي" لليمن وإتصاله بعديد من المتعلمين اليمنيين الذي شاركوه رؤيته الإصلاحية كما إستعرض كتابات الشيخ الثعالبي عن اليمن والذي كانت بالنسبة له مشابهة في جغرافيتها لأوروبا .
وعقب ذلك تم توزيع شهادات المشاركة على الشباب ولم يتوفر الوقت لقراءة نصوصهم بعد منتصف الليل.
اليوم الثالث تضمن كالعادة الورشات الصباحية وتوزيع الجوائز الخاصة وهي جائزة إتحاد الشغل بإسم الراحل المناضل النقابي والفاعل الثقافي "محمد الهادي عفيف" ( عصفور) وجائزة جمعية" شكري بلعيد للإبداع والفنون" وجائزة"الطاهر الهمامي" للإبداع الشبابي، ثم سهرة موسيقية مع فرقة" أحلام المدينة"( لأميرة السميري) وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بنابل…، وفي منتصف الليل توزيع جوائز المهرجان على الفائزين وقراءة النصوص الفائزة .
هذا مهرجان يقوم على دعم الشباب في محاولاتهم الأدبية الاولى بتعريفهم للمجال العام والنقاد والكتاب المتقدمين في الأدب ،وعلى الرغم من تواضع إمكانياته فهو يؤدي خدمة ثقافية ضرورية لمدينة قليبية التي قدمت من بين أبناءها العديد من خيرة المبدعين التونسيين المعاصرين.