وثائقي

محاكمات النقابيين/ سوسة 055 : الاتحاد معروف بمواقفه البطولية سواء في معركة التحرير او في معركة التنمية

 ممتعة هذه المرافعات التي نعود اليها بعد اكثر من 40 سنة، وهي التي القاها محامون متحمسون للدفاع عن الحق وللاشادة بالاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة ما فتئت منذ تأسيسها تقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن وعن استقلاله ومناعته ومن ضمنه الدفاع عن الشغالين كقوة فاعلة وقوة تتحمل المسؤولية كل المسؤولية في البناء والتشييد.

نقرأ فيما يلي مرافعتين للاستاذين بدر الدين المحجوب وأحمد الفرادي.

٭ الاستاذ بدر الدين المحجوب

اقتصرت مرافعته على الدفاع عن منوبه المسمى عبد القادر بومعيزة حيث قال لا فائدة في اعادة ما قيل بالنسبة للقضية برمتها ولاحظ ان لم يتوفر اي شيء يمكن ان يؤآخذ عليه هذا المنوب اذ هو كان ايام الاحداث يباشر عمله كرئيس للمحطة الكبرى بسوسة ولم يشارك في الاضرابات وكل ما في الامر ان شخصا جاء للشرطة يوم 17 فيفري (اي بعد اكثر من 20 يوما من اضراب 26 جانفي) وشهد على المنوب انه صرح يوم الاضراب بما مفاده (ان تونس ستصبح مثل لبنان) فاستدعى المنوب من طرف الشرطة من اجل ذلك عدة مرات وقد انكر شهادة ذلك الشخص اذن ليس هناك ما يدل لا من قريب ولا من بعيد على أنّ بومعيزة ارتكب اية جريمة وعلى فرض ان تصريحه كان واقعا فهل هناك قانون يعاقب عليه وعلى هذا الاساس طالب الاستاذ المحجوب بالحكم عليه بعدم سماع الدعوى (وقدم لرئيس المحكمة شهادة تثبت انه كان يباشر عمله يوم 26 جانفي).

٭ الاستاذ احمد فرادي

من المؤسف جدا ان نرى محاكمنا وفي كامل البلاد تنظر في مثل هذه القضايا التي هي دليل على تمزق وتصدع الوحدة القومية التي شيّدها رئيس الدولة.

لكن من هو المتسبب في هذا التصدع؟ هل هو الاتحاد العام التونسي للشغل.

ان الاتحاد العام معروف بمواقفه البطولية سواء في معركة التحرير او في معركة التنمية ونحن جميعا نذكر مواقف حشاد البطولية وما هؤلاء الذين يمثلون امامكم الا ابناء لحشاد العظيم وهم متمسكون بالوحدة القومية.

لقد هوجموا في دار الاتحاد ولكنهم لم يحركوا ساكنا وهوجموا من طرف اشخاص تعرفونهم في مناسبة ثانية وكان هؤلاء المتهمون موجودين في دار الاتحاد العام وهذا هو السبب الذي ادى بهم الى الوقوف امام المحكمة.

فبالنسبة للمنوب صالح الاحمر اشير في البداية الى انه لم يكن موجودا بدار الاتحاد عندما وقع القاء القبض على من فيها يوم 26 جانفي 1978 اما هو فقد القي عليه القبض يوم 28 جانفي 1978.

ولقد دخل المنوب صالح الاحمر الى السجن وهو في صحة جيدة لكن نلاحظ انه  انتقل الى المستشفى اثناء فترة ايقافه ولي ما يثبت ذلك (قدم شهادة طبية).

انه محال من اجل حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا فماذا وقع في النفيضة يوم 26 جانفي حتى تنسب له هذه التهمة وقد كان المنوب يومها يعمل بالمركب الفلاحي كما تنسب له تهمة حمل السلاح فمن منهم يريد الاعتداء على امن الدولة ومن منهم يريد الحصول على منصب في الحكومة؟

كما تنسب له تهمة مسك مستودع اسلحة وذخيرة، هذا سيدي الرئيس امر مضحك اذ كنت اتصور ان هناك طائرات ودبابات وها نحن نجد عصيا وقضبانا حجزت في مقر دار الاتحاد فكيف يمكن أن تنسب هذه التهمة وهذه الاسلحة لجميع المتهمين وبالخصوص لصالح الاحمر؟

وتنسب له ايضا تهمة تحيير الراحة العامة لكن صرح لكم اثناء الاستنطاق انه امتنع عن الاستقالة من الاتحاد وبعد ذلك جاءت فيه وشاية في رسالة ومكالمة هاتفية مجهولتي المصدر وبالتالي فلا يمكن ان نعتمد هذه الوشايات خاصة وقد تراجع الشهود في ما كانوا قد صرحوا به ولا وجود لشيء  يمكن ان يدل على انه ارتكب جريمة ما.

ولقد وقع الحديث عن قضية في شأنه حول بعض الاموال وللافادة اقول ان المحكمة التي نظرت فيها حكمت عليه بعدم سماع الدعوى ولا يسعني هنا الا المطالبة بتبرئة ساحته وترك سبيله. اما المنوب علي بن صالح فقد كان دوره وهو كاتب عام نقابة تحرير محاضر جلسات نقابته وانا اتساءل كيف تنسب له مجمع هذه التهم من اجل هذا وليس لي الا ان اطالب بعدم سماع الدعوى في شأنه، وبخصوص الناصر المهدوي فان العلاقة الوحيدة التي تربطه بالاتحاد هي الرياضة والشغل.

ونفى المحامي عن موكليه كل التهم المنسوبة اليهم وطالب المحكمة بالحكم عليهم بالبراءة وعدم سماع الدعوى.