خرائط الكرامة لليلى الدخلي : أية كرامة لشباب الثورات والانتفاضات ؟
الشعب نيوز / ناجح مبارك - عبر معرض "الخرائط الفنية" لليلى الدخلي يقترح مهرجان دريم سيتي الذي تنظمه جمعية الشارع فن تجربة حسية فنية تقوم على مصطلح "الكرامة" الذي ارتبط بالانتفاضات والثورات في جنوب البحر الأبيض المتوسط منذ سنوات الخمسينات.
وتقترح ليلى الدّخلي صحبة فريقها من الباحثين والباحثات والفنانين والفنانات استكشاف فضاءات الثورة والانتفاض في عالم البحر الأبيض المتوسط العربي من خلال رسم خرائط لها انطلاقا من تتبّع تفاصيل سرديّات وحكايات الثوار وإجراء مقابلات والاطلاع على الأرشيف.
* خرائط مفعمة بالاحاسيس
وهذا العمل من إنتاج "الشارع فن" ومجموعة "D.R.E.A.M" ويستمد ملامحه الأولى من التساؤل عن الالتقاء حول مفهوم الكرامة في الدول التي شهدت ثورات وانتفاضات الذي أفضى إلى أعمال بحث وتوثيق في محاولة للحصول على إجابات على شكل خرائط مفعمة بالأحاسيس مدعمة بالأصوات، وصور وأشياء وفيديوهات تشهد على مسارات الحياة، ومواقف تاريخية أو من زمن الانتفاضات.
وفي ثنايا المعرض المرفوق بعروض فنية تراوح بين الحكي المبتكر واستثمار الغناء والموسيقى لرسم مسار الثورات في عدد من بلدان جنوب المتوسط تترابط الأمكنة والأزمنة المختلفة من خلال الخرائط المتعددة التي تجعلك تنغمس في ثنايا استكشاف فني يقترح عليك أجزاء من الواقع ويحفز خيالك.
* فضاء ملائم وموظب
داخل مكتبة دار بن عاشور تتيح "خرائط الكرامة" فرصة لزوار المكان ليكتشفوا الترابط بين مفهومي الكرامة والثورة ومعناه من خلال فضاء "الأمكنة" الذي يبحث فيه هذا العمل الفني عن مغزى من خلال الالتقاء حاضرا بذاكرة نضالات سابقة ويصنع عالما تتجذر فيه الانتفاضات الجماعية وينبني فيه الأمل.
اما فضاء "اللحظات" فيقحمك في أيام الثورات والانتفاضات ولحظات المواجهة الحية عبر الشوارع والأجساد والمدن والشوارع والبؤر ويعري الحواجز والحدود اللامرئية ويرسم لحظات العبور والتجاوز التي تشكل تجربة جماعية تقوم عليه الذاكرة.
وإلى جانب الخرائط التي تصور التجارب العملية والحسية والعاطفية المتجذرة في تصور مفهموم الحياة الكريمة والترابط بين الحرية والكرامة، تقترح "خرائط الكرامة" سردية غنائية تجمع بين الغناء والعزف على الغيتار ورعاية أحداث من رحم الثورات.
أغان من الذاكرة الموسيقية التونسية "الجرجار" ومن مدونة بندرمان الموسيقية "السيستام" ومن مدونة فرج سليمان " في أسئلة براسي" ومن ذاكرة الثورة "ما أحلى القعدة على المية".
* مسار لغليان شعبي
وبين الأغنية والأخرى حكي عن مسار الثورات عن الغليان الذي يسبقها وعن لحظة تفجرها وعما يعقبها من إحباط وعن آفة النسيان وعن لحظات التجاوز والعبور إلى حين تشكل ثورة أخرى.
وفي مكتبة دار بن عاشور تتواصل العروض من خلال حكي مبتكر قدمه المخرج السوري وائل علي في عمل يجمعه بسيمون دوبوا وفيه يروي تجربة مساجين سياسيين قرروا أن يشكلوا عملا مسرحيا داخل السجن.
ومن خلال العرض الذي لم يتخذ شكل مسرحية وتخللته بعض الفيديوهات التي تدعم الحكي والسرد يرسم وائل علي وجها آخر للثورات ومساراتها من خلال تجربة السجن .