"مجزرة مستشفى المعمداني إعلان موت ل"صفقة القرن
الشعب نيوز / بديع السعدي ( عضو إتحاد الشغل ببن عروس) - تونس في 17 أكتوبر 2023
قصف العدو المجرم مستشفى المعمداني بشمال غـ.ز.ة اليوم جريمة حرب قتلت مئات المرضى والممرضين و الأطباء الفلسطينيين .
هذه الجريمة التي اهتزت لها مشاعر كل شعوب العالم لشدة فضاعتها و وحشيتها تهدف بالأساس إلى إخلاء شمال غـ.ز.ة من سكانه لتهجيرهم فيما بعد من أرضهم و لكن حسابات هذا العدو الذي أذلته المقاومة الباسلة و قهرت جيشه و حسابات داعميه من الدول الغربية الاستعمارية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية جميعها خاطئة ، فقد شاهد شعبنا العربي و كل أحرار العالم نهضة الحق الفلسطيني ، فهو يشاهد في كل لحظة بركانه يثور ، و يذهل العدو ليحدث انقلابا استراتيجيا في المشهد ، وهو يكرس معادلات جديدة ، و يدفن خطط و مؤامرات الأعداء التي آخرها " اتفاقيات ابراهام "، كما يدفن اتفاقيات الخنوع و الاستسلام من " وادي عربة " إلى " أوسلو " التي تفضي جميعها إلى التطبيع مع الكيان المجرم الغاصب.
هذا و قد فرض هذا البركان وحدة النضال الوطني المقاوم ليفاجئ الجميع بمعادلة " الكل يدافع عن الكل ، و الكل يحمي الجزء ، و الجزء يدافع عن الكل " .
تأتي معركة " طوفان الأقصى " الكبرى بعد أن سحق الجيش العربي السوري المجاميع الإرهابية و بعد كنس أدوات " الربيع العبري " من جميع الأقطار التي استهدفها و تتويجا و حلقة جديدة نوعية للنضال الوطني الفلسطيني ، وتأتي أيضا رفضا لجرائم قطعان المستوطنين تجاه شعبنا العربي في فلسطين و سائر الأقطار العربية التي بدأت منذ أكثر من قرن بدعم امبريالي عسكري و مالي و سياسي ، و رفضا لإقدامهم على إخراج الفلسطينيين من ديارهم و انتزاع أراضيهم و قصفهم و اغتيال قادتهم و اقتحام المسجد الأقصى في كل مرة من قبل مستوطنين احلاليين مسلحين للسيطرة على أبوابه ليتبين لكل الناس أينما وجدوا في هذا العالم الطابع الاجرامي الاحلالي للكيان المسخ بمعنى أنه يخرج العرب الفلسطينيين من أرضهم تشريدا و تفجيرا و إن رفضوا ذلك لا يتوارى على قتلهم و اعتقالهم.
إنه إذن استعمار احلالي يعمل منذ أن زرعته القوى الإمبريالية في فلسطين قلب الوطن العربي على ازالة أصحاب الأرض من الوجود ليحل محلهم شعبا آخر ....و اليوم و بعد 75 سنة من الاحتلال و الاضطهاد قرروا المرور إلى المرحلة الأخيرة التي سموها " صفقة القرن " و التي أشركوا فيها بعض الأنظمة العربية وهي تهجير ما تبقى من الشعب العربي الفلسطيني صاحب الحق التاريخي في الأرض إلى الأردن و سيناء بعنوان " وطن بديل " و إعلان الكيان " دولة يهودية " و عاصمتها القدس .
قبل و بعد معركة " طوفان الأقصى " الكبرى كان و لا زال الحق الفلسطيني جوهر الصراع الحقيقي بين الدول الامبريالية و ا.لـ.صـ.هـ.ا.يـ.نـ.ة و أذنابهم من جهة، و الأمة العربية بأسرها من جهة ثانية ، و يجرى هذا الصراع متزامنا مع تناقضات أخرى تشق عالمنا اليوم ...كل ذلك أوجد على امتداد جغرافيا كوكبنا أصدقاء لفلسطين و ما التجمعات و المسيرات التي انطلقت في عديد عواصم العالم تضامنا مع الحق الفلسطيني و تنديدا بجرائم الحرب ا.لـ.صـ.هـ.يـ.و.نـ.يـ.ة و خاصة مجزرة مستشفى المعمداني اليوم إلا دليلا على عدالة ذلك الحق ....أصدقاء نسميهم أحرار العالم ، و اليوم نقول لكل هؤلاء الأصدقاء ، لا تخافوا و لا تحزنوا على فلسطين ...الدعاية ضد غطرسة العدو المحتل ، و فضح جرائمه و وحشيتها و عنصريتها شيء وهي مهمة و لا بد منها ، و لكن دون الاستسلام لليأس و دون التوقف عن الفعل المقاوم و خوض غمار النضال ضد هذا العدو و أذنابه بكل الوسائل ، ذلك لأن المقاومة تعني البقاء و الاستسلام يعني الفناء .