نقابي

الأمين العام يشرف غدا على إحياء الذكرى 73 لاحداث النفيضة

الشعب نيوز / أبو خليل - يشرف الأخ الأمين العام نور الدين الطبوبي صباح الغد الثلاثاء 21 نوفمبر 2023 بمدينة النفيضة على إحياء الذكرى 73 من أحداث النفيضة . وسينتظم بالمناسبة تجمعا عماليا بمدينة النفيضة على الساعة التاسعة صباحا (09:00) ثم سيتم التوجه الى مقبرة الشهداء لتلاوة الفاتحة ووضع باقات الزهور .

إثر ذلك ينعقد الاجتماع العام بدار الاتحاد المحلي للشغل بالنفيضة تحت إشراف الأخ  نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.

وتمر غدا الثلاثاء 73 سنة على أحداث النفيضة المجيدة، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1950 وأمام عزيمة وإصرار عاملات وعمّال النفيضة على مواصلة الإضراب الذي شنّوه من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة المتمثّلة في حقّهم في الزيادة في الأجر وتطبيق القانون الأساسي المنظّم للعمل الفلاحي، وأمام اتّساع رقعة الاحتجاج التي عمّت البلاد وخوفا من مزيد استفحالها، أقدمت السلطات الاستعمارية على اقتراف مجزرة رهيبة ضدّ العمّال المضربين والأهالي المساندين لنضالهم وذلك في محاولة لإخماد روح المقاومة فيهم.

وتعد حوادث النفيضة ملحمة بطوليّة قادها عمّال الفلاحة الذين كانوا منذ احتلال البلاد في الصفوف الأمامية للمقاومة خاصّة أنّ انتصاب الاستعمار بدأ باستباحة الأراضي الزراعية وإخضاع العملة الفلاحيين إلى شتّى أنواع الاستغلال والابتزاز وهو ما زرع فيهم روح المقاومة والتحدّي ودفع بهم إلى الانخراط مبكّرا في العمل النقابي والالتحاق بالإتحاد العام التونسي للشغل عند تأسيسه سنة 1946، وواصلوا بذلك مراكمة نضالات عمّال الفلاحة التي انطلقت مبكّرا في سوق الأربعاء وحمّام الشطّ وفي غيرها من جهات البلاد الخاضعة للاستعمار الفرنسي الغاشم.

لقد خلّفت هذه الجريمة استشهاد عديد العمّال من بينهم إمرأة حامل بتوأم وسقوط عشرات الجرحى واعتقال عدد من المحتجّين وهو ما دفع بالاتحاد إلى الإعلان عن يوم حداد وطني في كامل البلاد كتعبير عن إدانة الشعب التونسي لهذه الجريمة البشعة.

وقد مثّلت هذه الحادثة منعرجا تاريخيّا حاسما في مسار المقاومة الوطنيّة وهيّأت الظروف لانتشار الثورة الشعبية والمقاومة المسلّحة ضدّ الاستعمار في كافّة أرجاء الوطن، ولنتذكّر كلمة حشّاد المأثورة “أحبّك يا شعب” التي جاءت على وقع أحداث النفيضة خالدة الذكر وتأبينا لشهدائها، ولذلك وأن تخليد هذه الذكرى تقديرا لأبطالها ووفاءً لشهدائها واعترافا بدورهم الكبير في إذكاء روح المقاومة والنضال من أجل التحرّر الوطني ومن أجل حقّ التونسيات والتونسيين في حياة كريمة وعمل لائق في ظلّ دولة وطنية مستقلّة.